الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ترامب سيرفض تمديد تعليق العقوبات على طهران

3 مايو 2018 01:10
شادي صلاح الدين (لندن) اتفق عدد من الخبراء المتخصصين في الشأن الإيراني في بريطانيا على أن الاتفاق النووي الإيراني به العديد من النواقص التي يصعب على الإدارة الجديدة في البيت الأبيض إصلاحها، مشيرين إلى أن الشواهد تؤكد رفض واشنطن تمديد تعليق العقوبات وفرض عقوبات جديدة بحلول الموعد النهائي في 12 مايو الجاري. وقال البروفيسور سكوت لوكاس أستاذ السياسة الدولية في جامعة «برمنجهام» البريطانية والخبير في شؤون الشرق الأوسط وإيران لـ«الاتحاد» إن الأوروبيين ينظرون إلى الاتفاق النووي من جانب يختلف عن جانب الولايات المتحدة فيما يتعلق برغبتهم في التمسك بالصفقة النووية مع إيران، مشيراً إلى أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرهم يرون في الاتفاق النووي وسيلة للحد من الطموحات النووية الإيرانية، وخاصة مع فرض قواعد صارمة عليها. وأضاف لوكاس أن المستوى الثاني الذي ينظر لها الأوروبيون هو أن منطقة الشرق الأوسط أصبحت كلعبة الشطرنج، موضحاً أنهم يعتقدون أنه مع التوصل لاتفاق نووي مع إيران فإنه يمكن حل المشكلة في سوريا، والضغط عليها للخروج من الأزمة هناك، اضافة إلى حل أزمة اليمن، وتجنب إشعال الأمور في لبنان، مشدداً على أن الأمور لا تسير ذلك أبداً. وقال البروفيسور في جامعة برمنجهام إن الولايات المتحدة من جانبها تريد الضغط على إيران إلى أن تستسلم بالنظر إلى وضعها الاقتصادي الحالي وقبل إبرام الاتفاقية، معبراً عن رأيه بأن الولايات المتحدة لن تجدد العقوبات بل سيقرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم 12 مايو الجاري رفض تمديد تعليق العقوبات، مضيفاً أن البيت الأبيض سيضيف عقوبات أكثر وأشد صرامة على طهران، بهدف إجبارها على التخلي عن البرنامج النووي إلى الأبد. وأوضح لوكاس أن الأوروبيين على الجانب الآخر سيعملون على إبرام اتفاقية جديدة تتعلق بالصواريخ الباليسيتة، لمعالجة المخاوف الأميركية والمخاوف الأوروبية أيضا بشأن إمكانية تطوير إيران لبرنامج الصواريخ الباليستية، مشيراً في هذا الإطار إلى تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث أبلغ الأول الثاني خطة الدول الأوروبية الثلاث (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) لتعديل الاتفاق النووي، ليشمل «برنامج الصواريخ الباليستية ودور سياسة طهران الإقليمية ومراقبة النشاط النووي الإيراني بعد 2025». وتابع أنهم يرون أيضا أن هناك فترة ما بين 10 إلى 15 عاماً يمكن من خلالها التواصل مع طهران وتغيير بعض البنود في الاتفاق في المستقبل. وحذر الأكاديمي والخبير البريطاني من إمكانية اشتعال الموقف في الشرق الأوسط مع توجه الإدارة الأميركية نحو عدم التقيد بالاتفاق الجاري، وتوعد إيران بردود انتقامية وتخصيب سريع لليورانيوم بنسبة تصل إلى 20% خلال أسبوع، مشدداً على أن حرباً بين إيران وإسرائيل لن تكون مستبعدة في حال توتر الموقف مع انسحاب الولايات المتحدة أو فرض عقوبات جديدة. وألمح إلى أن وجود مستشار الأمن القومي، جون بولتون، ووزير الخارجية الجديد مايك بومبيو يقفان عقبة أمام الأوروبيين لإقناع ترامب بالتمسك بالصفقة. واتفق الكاتب والمحلل السياسي المقيم في لندن يوسف عزيزي مع ما قاله البروفيسور سكوت لوكاس بشأن أن البيت الأبيض سيوقف تمديد تعليق العقوبات على إيران يوم 12 مايو المقبل. وقال عزيزي وهو أمين عام مركز مناهضة العنصرية ومعاداة العرب لـ«الاتحاد»: «الإدارة الأميركية صعب التكهن بما ستقوم به ولكنني أرى أنهم سيوقفون تمديد تعليق العقوبات». وأضاف الكاتب الأحوازي الشهير أن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق وهو أمر متوقع سيفرض المزيد من العقوبات على طهران، مشيراً إلى أن العقوبات ستشمل بالتأكيد المصرف المركزي الإيراني بهدف الضغط على النظام اقتصادياً من خلال التضييق على مداخيل النفط، مشدداً على أن الإدارة الأميركية ستستخدم وتيرة الضغط الاقتصادي لمعرفتها أن هذا أكثر ما سيؤلم النظام في إيران ويجعله في مواجهة هي صعبة بالفعل مع شعبه الذي يعاني اقتصادياً مع وعود لا تنفذ بتحسين الوضع خلال الفترة المقبلة استغلالاً للاتفاق النووي المبرم مع الغرب. ورفض المحلل السياسي في الشأن الإيراني التهويل من رد فعل طهران، مؤكدا أن التهديد الإيراني باستئناف تخصيب اليورانيوم بسرعة وبوتيرة عالية ليس منطقياً. وقال عزيزي «المفاعل النووي (آراك) تم تفكيكه من فترة وردمه وهو ما أثار سخرية العديد من أبناء الشعب الإيراني عند الحديث عن استئناف المفاعل لعمله، إضافة إلى أن مفاعل قم سيأخذ وقتاً طويلاً للتجديد وتحديث أجهزته، مما يعني أن عملية استئناف التخصيب ستأخذ أشهرا طويلة ولن تكون بمثل هذه السرعة التي يحاول النظام الإيراني تخويف المجتمع الدولي بها. وفيما يتعلق بإصرار الجانب الأوروبي على التمسك بالاتفاق رغم اعترافهم بأوجه القصور الذي تعتريه، قال الباحث المقيم في لندن إن الأوروبيين لديهم مصالح هائلة مع إيران وخاصة في قطاع البترول بعد توقيع الاتفاقية النووية، مشيراً في ذلك الصدد إلى الاتفاقيات التي تم توقيعها بين شركة «توتال» الفرنسية وشركة «شل» البريطانية وشركات إيرانية مماثلة، إضافة إلى استثمارات بدأ الغرب في التخطيط لها في ايران، مشدداً على أن الرئيس دونالد ترامب يرى أن الأوروبيين هم من فازوا في هذا الاتفاق وأن الولايات المتحدة لم تجني شيئاً سوى مزيد من القلق من الطموحات النووية وبرنامج الصواريخ الباليستية. وأكد عزيزي في نهاية تصريحاته أنه لا يوجد اتفاق دون الولايات المتحدة، واذا انسحبت واشنطن من الاتفاق فان ذلك سيعني انتهاء الأمر بالنسبة لإيران، والجميع في أوروبا وطهران يعلمون ذلك جيداً، طبقا له. ومن جانبه، قال البروفيسور أرشين أديب رئيس مركز الدراسات الإيرانية في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية جامعة لندن لـ«الاتحاد» إن خطة العمل الأوروبية المشتركة الشاملة ترى في الاتفاقية مع ايران أنها اتفاق دولي ملزم لأطرافه وهو سبب تمسكهم بها، بينما ترغب الولايات المتحدة في الخروج منها. وأضاف أن «الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب تواجه إيران، بجانب أن ترامب يتصرف كرد فعل على كل ما فعله الرئيس السابق باراك أوباما، بما في ذلك خطة العمل المشتركة، في رأيي، أن ترامب لو لم ينجح في تغيير الصفقة فان ذلك يدل على عجز هذه الإدارة وحقيقة أننا نعيش في نظام عالمي لم تعد الولايات المتحدة تتحكم به».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©