«أوبك»: المضاربة وراء ارتفاع أسعار النفط

تحفظت منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” على احتمال بلوغ سعر البرميل 100 دولار، فيما استبعد وزير النفط القطري عبدالله العطية تقويم النفط بغير الدولار في الوقت الراهن. وانخفضت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام أمس بعدما تجاوزت 80 دولاراً للبرميل في وقت سابق مدعومة بتراجع الدولار، كما حد من الصعود إعادة تقييم حذر للعرض والطلب. وسجل الدولار أقل مستوى في 14 شهراً. ويجعل الدولار الضعيف السلع المقومة بالعملة الأميركية مثل النفط أرخص للمستثمرين بعملات اخرى. وبلغ سعر الخام الأميركي في عقود نوفمبر 80.5 دولار للبرميل في التعاملات الآسيوية وهو أعلى مستوياته منذ 14 أكتوبر 2008، لكنه تراجع إلى 79.80 خلال التعاملات المبكرة. وارتفع سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي 22 سنتاً إلى 77.99 دولار للبرميل. وأدت ارتفاعات أسعار النفط على مدى تسعة أيام متتالية إلى زيادته بنسبة 15% مثلما حدث في شهر يوليو، ليقترب النفط من تحقيق أفضل أداء شهري منذ مايو الماضي. ومن جانبه، قال عبدالله البدري الأمين العام لمنظمة “أوبك” إن سعر 80 دولاراً لبرميل النفط الذي سجل أمس “مرتفع بعض الشيء” وليس له ما يبرره من عوامل أساسية في السوق. وصرح البدري على هامش مؤتمر النفط والمال بأن “اوبك” لا تشعر بارتياح لبلوغ سعر البرميل 100 دولار وبأن صعود الاسعار في الفترة الأخيرة ينم عن نوع من المضاربة. وقال االبدري إنه لا يوجد نقص في الامدادات وإن هناك مخزونات عائمة قدرها 125 مليون برميل وهما السببان مع قدر من المضاربة. وأوضح “نرى أن سعر 80 دولاراً مرتفع بعض الشيء في وقت يشهد أزمة اقتصادية، ولكن علينا الانتظار لنرى إذا كان الوضع سيستمر أم لا”. وأكد أنه لا علم له بخطط لتغيير الدولار الذي يستخدم في تقويم تجارة النفط العالمية. وأشار البدري إلى أن الدول الاعضاء تعمل على إحياء مشروعات نفطية ضخمة تم وقفها نتيجة انخفاض أسعار النفط من مستوياتها القياسية في العام الماضي. وقال: “حين انخفضت الاسعار أجلنا حوالي 35 مشروعاً. الآن رأينا إحياء سبعة”. وفي روما، أكد وزير النفط القطري أنه يعتقد أن تجارة النفط ستظل مقومة بالدولار الأميركي. وحين سئل عن إمكانية تحول تجارة النفط لليورو، قال “أعتقد أنها (التجارة) ستظل على حالها. من الصعب معرفة كيف سيستخدمون عملة أخرى أو سلة من العملات”. وقال العطية، في مراسم افتتاح مرفأ للغاز الطبيعي المسال في إيطاليا يطل على البحر الادرياتي، إن منظمة “أوبك” تراقب الوضع في الاسواق لكنه أبدى ثقته أنه لا يوجد نقص في الامدادات. وقال العطية “إن التنبؤ بالاسعار لعام 2010 في غاية الصعوبة”. وأضاف “نرجو أن يكون عام 2010 عاما أفضل. وفي أوبك نحن نراقب الوضع عن كثب”. وقال أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إن أياً من مشاريع الغاز الطبيعي القطرية لم يتأثر جراء الأزمة الاقتصادية. وقال إن هناك علامات تحسن في الاقتصاد العالمي، “وهذا ما يدعو للاعتقاد بأن الأسوأ يمكن أن يكون قد انطوى”. وجدد التزام قطر بمد الغاز “بصورة مستديمة وآمنة”.