الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عيّن خير- (كل أربعاء)

عيّن خير- (كل أربعاء)
8 يونيو 2010 21:34
مجرد زوج! المشكلة عزيزي الدكتور : تقدم شاب من أقارب زوجي لخطبة ابنتي وعمرها لم يكن يتجاوز الثامنة عشر، ورفضته كما رفضته ابنتي، لكن زوجي سامحه الله أجبرها على الموافقة وأصم أذنيه لكل ما سمعناه وقلناه عنه، ودامت الخطبة لبضعة شهور ظهر فيها على حقيقته من شح وبخل، إلى جانب شخصيته الجافة الغليظة، وكلامه اللاذع وعدم لياقته في التعامل، وكثيراً ما أعربت عن رفضها له، لكن دون فائدة أمام تعنت والدها وإصراره على إتمام الزواج. وتزوجته، ومنذ اليوم الأول من زواجهما عانت معاناة شديدة ولم تفلح في تقبله كزوج، واضطرت إلى السكوت خشية الفضيحة، وحاولت التعايش معه على مضض، إلى أن حملت منه ومرضت وتقاعس في رعايتها والإنفاق عليها، وتركت له بيت الزوجية وجاءت إلينا تشكو بخله، وأتمت علاجها دون أن ينفق عليها فلساً واحداً، وعاد وادها ومارس ضغوطه ورجعت إليه، لتخدم أمه وأخواته والقيام بجميع الأعمال المنزلية وأمه وشقيقاته جالسات دون اهتمام أو اكتراث، وعندما شعرت أنها تعاني الظلم الكبير والتعب وهي حامل بينما رفضت خدمتهن فحاول زوجها أن يجبرها على ذلك لكنها لم تقبل، فضربها وأهانها وطردها من البيت. المهم أن زوجها يفعل ذلك لأنه عاطل عن العمل، ويعتمد على أهله، ورغم أن أصحاب العمل يأتون إليه يوميا ليتابع أعمال الأسرة إلا أنه لا يهتم ويرفض أو يتلكأ، ويحب أن يبقى بالبيت كالطفل المدلل، وامرأته تخدم أهله، وفي كل أسبوع يزورها والد زوجها ويعطيها نقوداً لتصرف على نفسها بحجة أن كل زوج في بداية حياته يعاني من المصاعب المادية ويعطيها ما قدر الله عليه. هذا إلى جانب شكواها المريرة في علاقتها الخاصة معه، ومعاناتها في مجاراته، وعدم استطاعتها تقبله نهائياً، إلى جانب تشدقه الدائم بتعدد علاقاته خارج حدود بيت الزوجية، وتفاخره بقصصه المخجلة مع الساقطات، فلم تطيقه وتركت بيت الزوجية وعادت إلينا منذ ثلاثة أشهر، ولم يتحرك هو ولا أهله لإعادتها، وعرفنا أنه ينتظر إلى أن تلد عندنا حتى لا يكلف نفسه أية تكاليف مالية، وبالفعل أنجبت بنتاً، ومن ثم اعترف والدها متأخراً بخطئه وظلمه لها، ومدى الذنب الذي ارتكبه بحقها، ووكل أحد المحامين لرفع قضية خلع ونفقة على زوجها، لكن المحامي قال إن المشكلة أن الزوج عاطل عن العمل، ولن تستفيد منه شيئاً، ونحن حائرون أمام هذا الوضع، وعاجزون عن التصرف، فكيف تنصحنا، وكيف نضمن حقوقها وحقوق طفلتها؟ أم عائشة النصيحة لا أعرف حقيقة من أين أبدأ! هل ألوم الأب؟ أم ألوم ابنتك على هذا الصبر؟ فإذا كان والدها أجبرها على الزواج من هذا الشخص لكونه من أقاربه، فأظنه كان يعلم بخله وشحه، وربما أراد لها الستر وظن أنها ستتعايش معه. على أية حال، إن الندم الآن لا يفيد ولا يجدي نفعاً، ولن يفيد جلدنا للأب الآن بما اقترف من ذنب. ومن الواضح أن لا فائدة من هذا الزوج، فهو لا يعمل “طواعية”، ولا يحب ذلك، ويعيش فقط ليأكل ويشرب ويعربد ويتفاخر بالمعاصي، ولا أرى أي دور مؤثر لأهله ولا والده، وأظن أن ما يفعله أسبوعياً لا يقم بيتاً ولا أسرة، ولا يعيل أطفالاً، فالزوج غائب وغير مسؤول، وغير مهتم في الأساس، هذا إن ابتلعت ابنتك “كيلو جراما من الملح” وتقبلته على “قرفه” وسخافاته وممارساته. لن أخوض في إمكانية تغيير طباعه وإصلاح حاله، لكن لا نملك إلا أن ندعو له بالهداية. لذا لا مفر من وضع الأمور في نصابها، وعليكم بالاستعانة بأهل الخير من الأقارب والحكماء للتوسط ومحاولة التوصل إلى حل مقبول، ومن ثم اللجوء إلى القضاء لضمان حق الابنة وابنتها، وأظن أن للمحاكم الأسرية تقديرها للظرف وللحالة التي تمر بها ابنتك دون شك. والله المستعان. زوجتي ثرثارة المشكلة عزيزي الدكتور : احترت كثيرا في أمر زوجتي، فانها انسانة طيبة جدا، وتتفانى في راحتي وطلباتي، ولكن مشكلتها الوحيدة انها ثرثارة، ولا تستطيع السيطرة على ما تريد ان تقول، ولا تؤتمن على سر بيتها، فكل تفاصيل حياتنا مهما كانت بسيطة وخاصة يمكن ان تبوح بها لأهلها، وصديقاتها، واقاربها بكل سهولة، وعندما أواجهها واحذرها تقسم بأنها لن تكرر ذلك ثانية، وأنها استوعبت الدرس، ولن تعود الى هذا الخطأ الذي ترتكبه عن غير قصد، ولكن بعد مدة وجيزة اكتشف انها انزلقت من جديد الى ممارسة عادتها السيئة، واحترت في علاجها بكل الطرق، وأظن انها تبحر الى ذلك بشكل لا ارادي ولا اعرف الحل. أبو سرور النصيحة كثير من الناس يلجأون الى الثرثرة بدافع لا شعوري بسبب يكمن في نفوسهم سواء كانوا رجالا أو نساء فمنهم من يثرثر بدافع التباهي أو التفاخر، أو بدافع جذب الانظار والانتباه، أو لتعويض نقص معين، أو بهدف استمالة وكسب ود أو تعاطف الآخرين واهتمامهم، أو لاسباب أخرى كثيرة. وعلى العكس من اصحاب هذه الفئة هناك الكتومون الذين لا يبيحون بمكنونات انفسهم الا بصعوبة ومشقة وغالبا ما تتهم الزوجة بأنها المبادرة بافشاء اسرار حياتها بحكم كونها امرأة وميلها الى اللقاءات الاجتماعية والحديث مع الصديقات، والزوجة العاقلة هي التي تكتم اسرار بيتها وعلاقتها مع زوجها عن صاحباتها وزميلاتها وقريباتها وحتى عن أمها وأبيها وأخوتها. ومن الواضح في رسالتك انك منفعل كثيرا ولك كل الحق، ولكن في البداية عليك اقناع زوجتك بان العلاقة بين الزوجين علاقة ذات خصوصية شديدة، ثم تأخذها باللين واللطف دون عنف أو حدة لتعرف منها الاسباب والدوافع وراء سلوكها غير المرضي هذا، فربما يرجع الأمر الى الفراغ القاتل الذي تعانيه وأنت في اغلب الوقت خارج البيت، أو لأنها تفتقد الى الحوار معك لانك بطبيعتك تحب الصمت فتلجأ هي الى الآخرين لمجرد الخروج من الكبت الذي تعاني منه، أو قد يكون بينكما خلاف يدفعها الى الحديث عنه خارج البيت ويحتاج الى حل بينكما الآن. أما عن المشاكل التي تكبر وتتضخم بعد الافصاح عنها، فيمكنك ان توضح لها ان جزءا من المشاكل يصعب حله لاختلاف الآراء والخبرات والأهواء المتداخلة. ولتسرد عليها تجارب ازدادت فيها المشاكل الزوجية تعقيدا بعد التحدث عنها امام الآخرين، وأن طرح الخلاف بين الزوجين بشيء من الحب والتفاهم والتسامح سيؤدي الى الوصول لحلول سريعة ومريحة وحاسمة. وعليك بالصبر، ومحاولة اشغال زوجتك بأشياء ومسؤوليات أخرى، وكن حازما معها في تذكيرها بأهمية كتمان حدث أو خبر أو واقعة ما، ولا يمنع الأمر من معاقبتها معنويا بالحد من فرص اتصالها ولقائها بالآخرين لفترات معينة، واتباع أسلوب الاقناع، والتوعية والتبصير بأن انفلات لسانها من شأنه ان يدمر حياتكما معا، وتدريبها على كيفية السيطرة على لسانها، ولا يمنع ايضا من الاستعانة بأهلها، واتخاذ العقوبات الجريئة والحازمة عند تكرار الخطأ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©