الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

هزاع بن زايد يتوّج نجم الأسلمي ببيــرق «شاعر المليون»

هزاع بن زايد يتوّج نجم الأسلمي ببيــرق «شاعر المليون»
3 مايو 2018 02:02
أبوظبي (الاتحاد) شهد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، ليلة أمس الأول، الحلقة النهائية من برنامج «شاعر المليون» بدورته الثامنة، وكرم سموه الفائز باللقب والبيرق الشاعر السعودي نجم جزاع الأسلمي، كما كرم بقية الشعراء الذين تألقوا في مسرح «شاطئ الراحة». وبهذه المناسبة، قال سمو الشيخ هزاع بن زايد: «شهدنا ختام الموسم الحالي من البرنامج الشعري الثقافي شاعر المليون»، معتبراً أن البرنامج «مهرجان من الإبداع الصافي الذي ينهل من معين الأصالة، ليؤكد أن جيل الشباب أمين على لغة الأجيال وقادر على نقل مشاغل حاضره، وتقديم صورة مشرّفة لإرث الأجداد». كما هنّأ سمو الشيخ هزاع بن زايد الشاعر نجم جزاع الأسلمي بفوزه بالمركز الأول في برنامج «شاعر المليون»، وهنأ بقية الشعراء على المراكز المتقدمة التي حصلوا عليها، وأعرب سموه عن تقديره للدور الذي تقوم به لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وما تقدمه للثقافة المحلية خصوصاً، وللثقافة العربية عموماً. وشدد سموه على ضرورة التمسك بالتراث بشقيه المادي والمعنوي، وعلى تنفيذ الخطط التي تهدف إلى استدامته، وتنفيذ رؤى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، مؤسس الدولة، فيما يتعلق بهذا الجانب، لما لذلك من أثر كبير وعميق على الثقافة المحلية، باعتبارها جزءاً من الهوية الوطنية، خاصة وأن الإمارات تحتفل خلال 2018 بعام زايد. وأكد سموه اعتزازه بما تشهده دولة الإمارات وأبوظبي من بادرات وفعاليات ثقافية عربية وعالمية، بمباركةٍ من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وبدعمٍ من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الأمر الذي يجسد عمق إيمان القيادة بأهمية الثقافة ودورها المحوري في ترسيخ الأصالة وقيم الجمال والإبداع والتميز، والتعريف بالتراث الأصيل والعريق الذي لا يتجزأ ولا ينفصل عن هوية المكان وأهله. حضر الأمسية، معالي الدكتور ثاني الزيودي وزير تغيير المناخ والبيئة، ومعالي اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، والشيخ عبد الله بن محمد بن خالد بن سلطان بن زايد آل نهيان، وسعادة الدكتور علي بن تميم، مدير عام شركة أبوظبي للإعلام، والأستاذ عيسى سيف المزروعي نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، كما شهد الأمسية في مسرح «شاطئ الراحة» عدد من الدبلوماسيين، من بينهم السفير الأردني في الدولة جمعة العبادي، بالإضافة إلى جمهور غفير من الشعراء والنقاد والإعلاميين ومحبي الشعر. دار زايد.. إبداع لا حدود له من جانبه، تقدم معالي اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي، رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي بخالص التهنئة للشعراء، بما حققوه من إنجاز شعري يضاف إلى سجل «شاعر المليون» الذي شرفنا بحضور الحلقة الأخيرة من موسمه الثامن، سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وعدد كبير من الشخصيات العامة، وجمهور يمتد من المحيط إلى الخليج، ومما لا شك فيه أن المتابعة التي يحظى بها البرنامج، إنما هي دليل على أن ما تقدمه دار زايد عاصمة الإبداع مغايرٌ لما هو موجود في الساحة الثقافية العربية، ليس فقط من ناحية المشاريع والمعارض والمتاحف، إنما من ناحية الجوائز كذلك، فها هي وبعد تكريم الفائزين بجائزة الرواية العربية وبجائزة الشيخ زايد للكتاب، تكرّم الفائزين ببرنامج «شاعر المليون» الذي بات اليوم أشهر برنامج عربي على الإطلاق من جهة اهتمامه بالشعر النبطي، لتؤكد أبوظبي أن الاحتفاء بالثقافة، إنما هو فعل أصيل فيها، وإبداع لا حدود له منذ أيام مؤسس الاتحاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه. فأبوظبي بنت أسساً راسخة في الثقافة باعتبارها قوّة ناعمة، ومن شأنها أن تترك أثراً إيجابياً كبيراً على المتلقي في أي بلد كان، خاصة وأنها تنتهج قيماً نبيلة لا تتخلى عنها، تتمثل في العمل الجاد المبدع والمؤثر، والذي يكرس الوجه الحضاري لدولة الإمارات العربية المتحدة. وأضاف معاليه: إن «شاعر المليون» بنسخته الثامنة سيبقى حاضراً في أذهان الجميع، ليس لأن نجومه أضاءت سماء الإبداع فقط، إنما لأنه مرتبط أيضاً بشكل وثيق بعام 2018 (عام زايد)، والذي أعلنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ولأن سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة داعم حقيقي للثقافة على اختلاف مجالاتها وتعدد المؤسسات التي تقدمها، وفي مقدمتها دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي التي تحتضن لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، إذ يفخر كل عنصر فيها بما تم إنجازه، وبما تحقَّقَ حتى اليوم داخل الدولة وخارجها. الدرجات والمراكز وعلى الهواء مباشرة، وعبر قناتي الإمارات وبينونة، أعلن المقدّمان حسين العامري وأسمهان النقبي عن اسم الفائز وحامل اللقب في الحلقة الختامية من برنامج «شاعر المليون» بنسخته الثامنة، إثر تنافس الشعراء الستة الذين بدأوا نهائي المنافسات في الحلقة السابقة، وهم بتول آل علي وعلي سالم الهاملي من الإمارات، وفواز الزناتي العنزي ومتعب النصار الشراري ونجم جزاع الأسلمي من السعودية، وصالح الهقيش الصخري من الأردن. وبعد جمع درجات لجنة التحكيم مع نسب تصويت الجمهور، صعد الشاعر نجم جزاع الأسلمي إلى المركز الأول إثر حصوله على 68%، ليصبح بيرق الشعر و5 ملايين درهم من نصيبه، وحل ثانياً، الشاعر متعب النصار الشراري الذي حصل على 62%، وكان من نصيبه 4 ملايين درهم، تلاه في المركز الثالث الشاعر فواز الزناتي العنزي، بعد حصوله على 61%، وجائزة مالية قدرها 3 ملايين درهم، وجاءت رابعةً الشاعرة بتول آل علي التي بلغت نسبتها 53%، فيما وصلت قيمة جائزتها النقدية 2 مليون درهم، أما المركز الخامس، فكان من نصيب الشاعر صالح الهقيش الصخري الذي بلغت قيمة مكافأته مليون درهم، إثر حصوله على 52%، فيما حلّ سادساً علي الهاملي، وتم تكريمه بـ600 ألف لقاء النسبة التي حققها والمتمثلة بـ48%. وحسب معيار الحلقتين الأخيرتين، تم تخصيص نسبة 60% للجنة التحكيم، والتي منحت الشعراء المتنافسين النسبة التي يستحقونها بعد إلقاء قصائدهم التي عكست ثقافتهم ووعيهم، فيما تُركت 40% لتصويت الجمهور، وفي ختام حلقة ليلة أمس تم جمع النسب، ومن ثم الإعلان عن الفائز بالمركز الأول، والمراكز التي حققها بقية الشعراء الخمسة. «باني الدار» بصوت أريام استضاف البرنامج الفنانة أريام التي غنت قصيدة «باني الدار»، من كلمات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي سبق وقالها في حب الإمارات، ولحنها سفير الألحان» الفنان فايز السعيد، وتقول كلماتها: (دارنا جنات مزروعة.. بالنخل والكل يجنيها/‏‏‏‏‏ والفواكه لي زخر نوعه.. في الإمارات ونواحيها/‏‏‏‏‏ والزهر لي فايع(ن) فوعه.. راحة النفس ومناويها/‏‏‏‏‏ دار عز وناس مرفوعه.. بالجدا واكتاب باريها/‏‏‏‏‏ خير عم الشعب وجموعه.. في رخا وفي خير راعيها/‏‏‏‏‏ بالزجنجل  خضب اصبوعه.. بوخصر هايف ولا فيها/‏‏‏‏‏ المناظر والرخا روعه.. نعمة (ن) من عند واليها). بتول تغرف من بحر الشعر تحت عنوان، «وكانت امرأتي عاقرا»، ألقت الشاعرة بتول آل علي قصيدة أسرت أعضاء لجنة التحكيم، لكِّم الصور المبتكرة فيها، ولأهمية محتواها، ولقدرتها على تجاوز المألوف من ناحية البحور والمعاني والصور واللغة الشعرية العالية، وجاء في أبيات مطلع قصيدتها: (يا هجير القفر في رحم المحاني/‏‏‏‏‏ انكسرت وما بقى في الباس قوّه/‏‏‏‏‏ وقفت آمالي على حفّة لساني/‏‏‏‏‏ لين غارت دمعتي في جوف هوّه). د. غسان الحسن قدّم قراءته النقدية، مؤكداً أن بتول مستمرة في تفوقها وفي إبداعها منذ بداية البرنامج، وأضاف: رغم شموخ الذات في القصيدة التي قدّمتها الشاعرة إلا أن الانكسار فيها واضح، والذي تمثل في عدد من الصور والأبيات. مشيراً أنها اتكأت على القصة القرآنية التي تناولت الحديث عن زكريا وزوجه. وعبّر الناقد سلطان العميمي عن إعجابه بما ألقت الشاعرة، حيث قال إن بتول تغرف من بحر إبداعاتها التي تحضر فيها الرمزية، والتي تتضح من خلال المفاتيح التي أتت بها في النص الذي يحمل الكثير من الإبداع، مثلما يحمل بصمة الشاعرة. أما الناقد حمد السعيد، فقد أشار إلى أن بتول عوّدت المتلقي على التميز الذي حضر في كل قصائدها التي قدمتها في «شاطئ الراحة»، وعلى بحورٍ مختلفة جاءت بقصائد تكتنز بثقافة لغوية وشعرية عالية، فلم تتخلّ الشاعرة عن الإبداع، ولا عن الصورة الشعرية الحاضرة في كل بيت. الصخري.. حضورٌ وثقافة ووعي عبر قصيدة «حضرة الحسن» التي ألقاها الشاعر صالح الهقيش الصخري، أكّد أن الثقافة جزء أصيل من فكره ووعيه وإبداعه، وهو الذي مثّل الشعراء الأردنيين الشباب أجمل تمثيل، وكان سفيراً لهم عبر «شاعر المليون» الذي ألقى في كل حلقاته قصائد تدل على فرادة المعنى لدى الشاعر، كما فعل ليلة أمس حين قدم قصيدته، والتي قال في الأبيات الأولى منها: (صبّي من الشوق ما يرضي غرور الغياب/‏‏‏‏‏ واسترسلي في عيونه غيمة من وله/‏‏‏‏‏ وان عانق الصبح لاجل رضاك سبعة هضاب/‏‏‏‏‏ أهديه من آخر الترحاب بعض أوّله). وقد رأى الناقد سلطان العميمي أن صالح الهقيش شاعرٌ أردني غير مسبوق، قدم نموذجاً عن مستوى الشعر النبطي في الأردن، كما قطف ثماراً غير مسبوقة له من حيث الحضور، فشعره مليء بالثقافة والوعي، ومستواه ثابت بما في أبياته من إبداع وصور شعرية. وأضاف الناقد حمد السعيد أنه يحق للبرنامج والأردن الفخر بما يقدم صالح الهقيش، وهو الذي توج حضوره بنصٍّ شامخٍ جسد فيه معاناة الشوق والوله لوطنه. ثم أشار الناقد إلى جمال النص معنى وقافيةً وجِرْساً يناسب الموضوع الذي تناوله الشاعر، وإلى البيت (لا لا تلومين من جانب بعضه الصواب/‏‏‏‏‏ العاشق أحيان ما ينصفه غير البله) بما يحمل من جمال، حيث أبدع الشاعر في استحضار بعض الشخصيات مثل البحتري. كما أعطى المتلقي دلالة واضحة عما في عمان من خلال البيت (وان عانق الصبح لاجل رضاك سبعة هضاب/‏‏‏‏‏ أهديه من آخر الترحاب بعض أوّله). د. غسان الحسن عبر عن فرحه بحضور صالح، وبما وصل إليه من مستوى، وبما يملك من نفس شعري راقٍ، وبالمسيرة التي سلكها الشاعر إلى أن وصل إلى الحلقة الأخيرة. ووجد د. الحسن النص مفعماً بالشوق والمحبة لعمّان، مستعرضاً البيت (أنا كنت «بُحتريك» لا هوى الشعر طاب/‏‏‏‏‏ أو كنت «جمعة القفّاري» شاف بك معزله)، وما يحمل من معنى، فشخصية (القفّاري) هي ذاتها التي استحضرها الروائي مؤنس الرزاز في روايته (يوميات نكرة)، والتي تعكس رؤى المواطن الأردني وحياته. الهاملي.. الوطن مجسداً في الإبداع ألقى الشاعر علي سالم الهاملي قصيدةً رائعة - حسب رأي اللجنة - في حب أرضه ووطنه، إذ تمكّن من إبداع أبيات لا يفصل بينها وبين جمال المعنى وعمقه أي شيء، فكان يستل الصور الشعرية المتميزة من بيئته ومحيطه ومسقط رأسه، ومما قاله في قصيدته التي جاءت بشكل مقطوعات: (تبختري يا بيوتي بالرقي والجمال/‏‏‏‏‏ وارقي سما والمعاني مثل نفح العبير/‏‏‏‏‏ مادام داري لكل الناس ريف وظلال/‏‏‏‏‏ في مدحها واثق الخطوات ما يستشير). حمد السعيد قال إن النص وطني بامتياز، وجاء بمطلع جميل جداً تمثل في البيت (تبختري يا بيوتي بالرقي والجمال/‏‏‏‏‏ وارقي سما والمعاني مثل نفح العبير)، كما جاء الشاعر ببيت جميل تمثل في (واليوم صرنا على روس النوايف عقال/‏‏‏‏‏ شعبً يرد الخصيم ولا يرد الفقير)، وأعجب الناقد البيت (اليا صعدنا بدينا فوق روس الجبال/‏‏‏‏‏ وإليا نزلنا سجدنا للعلي القدير). وقال السعد الإبداع شعري واضح في نص الهاملي، ومن بينه ما جاء في البيت (نستلهم الطيب منك يا عظيم الخصال/‏‏‏‏‏ يا من فعولك تقدي للنجاح الضرير). د. غسان الحسن أكد أن أجمل الأساليب في القصائد الوطنية هو التغني بالوطن والتفاخر به، وفي تلك القصيدة تغنى الشاعر بوطنه من خلال إيراد صفات مادية ومعنوية حاضرة فيه، وكذلك من خلال التغني برموز الوطن، وعلى رأسهم القائد زايد حين قال: (البدر مهما كمل لا بد يرجع هلال/‏‏‏‏‏ الا إنتْ بدرك مخلد في سمانا منير)، وأضاف أن القصيدة فيها صور مستحدثة تنتمي للشاعر، كما الحال بالنسبة للصورة في البيت (واليوم صرنا على روس النوايف عقال/‏‏‏‏‏ شعبً يرد الخصيم ولا يرد الفقير). في حين بيّن سلطان العميمي أن الشاعر الهاملي مستواه كان يرتفع ويرتقي في كل حلقة من حلقات الموسوم، وقد جمّل تجربته الشعرية بحضوره، وكذلك بمعانيه التي يستخلص مفرداتها من بيئته، إذ لدى الشاعر عبارات خاصة به، وهو ما يمثله البيت (البدر مهما كمل لا بد يرجع هلال/‏‏‏‏‏ إلا إنتْ بدرك مخلد في سمانا منير)، فهو بيت جميل عن وطن يستحق الكثير من التعبير عن الحب وكذلك لقائد هو زايد. الزناتي خيّال الشعر القصيدة التي ألقاها الشاعر فواز الزناتي، لامست الجمهور الذي تفاعل مع ما قاله في نصه المكتنز بالإنسانية والقيم وجمال العبارة الشعرية، ومما قال في الأبيات الأولى من نصه نقتطف الأبيات التالية: (تجردني الدنيا من إحساس قلبي لين/‏‏‏‏‏ خذت من يمين الفكر راحه وراحة بال/‏‏‏‏‏ على جال صبري لو حرثت الكلام سنين/‏‏‏‏‏ تشب الحروف وطقطقة صوتها تختال). د. غسان الحسن لفت إلى أن النص إنساني بامتياز، ذهب فيه الشاعر إلى القيم المثالية، وعبر من خلاله عن موقفه من بعض المحيطين به. وأضاف: إن الشاعر جاء بنصٍّ مترع بصور مركّبة تشتمل على الحركة واللون، وهي صور ممتدة وفيها الكثير من الابتكار، علاوة على ما في القصيدة من جمال وعلوٍّ في لغتها. من جانبه، أوضح الناقد سلطان العميمي أن الشاعر كان متوهجاً شعراً وشعوراً، وما إن يسمع المتلقي القصيدة حتى يدرك أنها تمثل قائلها، لا سيما وأنها تلامس ذات المتلقي. ثم أشار إلى الصور الشعرية الموجودة في القصيدة، والتي حافظت على جمالها ووضوحها من بدايتها حتى نهايتها. فيما أكد الناقد حمد على تألق الشاعر، ووصف القصيدة بأنها كالمهرة وخيالها فواز. لافتاً إلى ما في النص من ترابط واضح يمثله البيت (قبل تلمح طعوني من عيوني الثنتين/‏‏‏‏‏ طرف غترتي وتنشده عن دموعي قال:)، والبيت الذي يليه، وكذلك البيت (يا مزين الاوادم ليه ما تمطر الوافين؟/‏‏‏‏‏ على قاع صدر تنتظر ينوسم رجال)، وهذا بعضُ ما يدل على إبداع الشاعر. الشراري يلقي نصاً بديعاً لم يقل إبداع متعب النصار الشراري عن بقية الليالي، إنما ارتفع إلى الذروة حينما ألقى قصيدة مديح في شخص سيدي صاحب السمو ولي عهد أبوظبي، وعلى الرغم من صعوبة هذا اللون والوزن الذي اختاره النصار، إلا أنه استطاع تحدّي ذاته عبر أبيات محكمة ومترابطة وفيها عبارات تخص الشاعر وحده، ومما قال: (يا رب تلهمني أجمل ما مدح به بشرك/‏‏‏‏‏ ختامها مسك والليلة نتاج الكفاح/‏‏‏‏‏ حذفت لك غترتي يوم انهمر لي مطرك/‏‏‏‏‏ ورفعت لك راحتيني في بلاد براح). قال الناقد سلطان العميمي إن الشاعر مبدع، وقدم نصاً جميلاً وراقياً. وأشار إلى أن كتابة نصوص المديح صارت في المسابقة أكثر صعوبة نظراً لعلو شأن شخصية الممدوح، لكن متعب استطاع إبداع نص متفوق، وكل بيت فيه يتضمن تصويراً شعرياً متميزاً، مثل البيت (يا بعدك بعين من حاول يجي في أثرك/‏‏‏‏‏ ويا قربك لحاجة المحتاج ما تباح). وأوضح د. غسان الحسن، أن الشاعر اغترف من أخصب موضوع، أي من صفات وسمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وما ميز النص أن الشاعر تجول بين أساليب القول، قال: (يا رب) وهو أسلوب الدعاء، (حذفت لك غترتي) أسلوب خبري، (يا محمد) أسلوب إنشائي، (يا بعد) أسلوب التعجب، (طيب العرب) أسلوب الحصر، (ولو كل رجل) أسلوب التمني، وهو ما يدل على دراية الشاعر بالأساليب، وبالدخول في مجارٍ كثيرة من أساليب القول وفنونه. الأسلمي.. الطريق إلى اللقب آخر فرسان الأمسية قدم «نبض الشعور» فاستطاع من خلاله كسب الرهان، والفوز بلقب «شاعر المليون»، الأمر الذي أكد أن نجم جزاع الأسلمي ليس شاعراً مبدعاً فقط، إنما باهر من حيث اتساع قاموس مفرداته التي يستلها من بيئته، وخياله الذي ينحته في قالب شعري مليء بالصور التي لا يصنعها سواه، ومما قاله في نصه البديع: (ما كان صوتي صادى لأياة صوتٍ قديم/‏ ولا تتبعت لي جرّة ولاني ظلال/‏ مع هاجسٍ مثل قلبي لازهمته كريم/‏ بمطاول الغيم هزّ مشرمخات الجبال). وقد ذُهل الناقد حمد السعيد حينما سمع مدخل القصيدة المتمثل في البيت (ما كان صوتي صادى لأياة صوت قديم/‏ ولا تتبعت لي جزة ولاني ظلال)، وقال: هذا البيت يكفيني لأحكم على النص، ولأقول إنه غاية في الجمال، ومن خلاله أكد الأسلمي أنه نجم الأمسية والموسم. ورأى د. غسان الحسن كذلك أن البيت الأول من القصيدة لخص ما يريد الشاعر قوله، إذ تحدث عن أسلوبه وطريقته وكيف ينظر للأشياء. في حين أن القصيدة بمجملها مترعة بالجمال، إلى أن وصل الشاعر إلى البيت الأخير (أشرقت بين الملا قلبٍ وحرفٍ سليم/‏ وإن غبت يبقى شموخ اسمي بكل اعتدال)، وختم د. الحسن بالقول: إن الشاعر وضع نفسه في موضع التنظير، ويحق له ذلك، خاصة وأنه وصل إلى مرتبة متألقة بين الشعراء. وعمّا قدمه نجم ليلة أمس قال إن الشاعر يثبت تألقه المتصاعد، إذ جاء بقصيدة غير عادية منذ مطلعها إلى منتصفها، وهو ما مثله البيت (سقت الركايب ورى حلمي بصمتٍ حكيم/‏ طبيعتي وبطبايعها تسمى الرحال)، إلى أن جاء بيت الخاتمة (أشرقت بين الملا قلبٍ وحرفٍ سليم/‏ وإن غبت يبقى شموخ اسمي بكل اعتدال)، فمن يقدم هذا الإبداع يبقى نجماً لا يغيب. بالقصيدة وبتصاعد الشاعر في التألق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©