الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الآمال تنتعش والجزائريون يطالبون منتخبهم بنتائج مشرِّفة

الآمال تنتعش والجزائريون يطالبون منتخبهم بنتائج مشرِّفة
8 يونيو 2010 21:24
يستعد الجزائريون هذه الأيام لمتابعة المقابلات الثلاث لمنتخبهم لكرة القدم أمام كل من منتخبات سلوفينيا ثم إنجلترا والولايات المتحدة أيام 13 و18 و23 يونيو على التوالي في إطار كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وتتأرجح مشاعر الجزائريين بين التخوف من نتائج مخيِّبة، والأمل بالتأهل إلى الدور الثاني أو على الأقل تقديم أداءٍ جيِّد في الميدان وتحقيق نتائج تحفظ ماء الوجه. خيمت أجواء من التشاؤم على الشارع الجزائري منذ 3 مارس الماضي في أعقاب هزيمة منتخبهم في مباراة ودية أمام المنتخب الصربي بنتيجة صفر - 3 أمام 60 ألف متفرج ملأوا ملعب 5 يوليو بالجزائر العاصمة عن آخره. واعتبر الجمهور الجزائري آنذاك النتيجة ثقيلة وغير مطمْئِنة على الإطلاق قبل 3 أشهر فقط من انطلاق المونديال، وكثرت الانتقادات حول خطط المدرب وأداء اللاعبين حتى أصبح المختصون الرياضيون يقولون إن في الجزائر» 35 مليون مدرِّب». عصافير نادرة ما لبثت أن تجددت الآمال بعد إعلان المدرب إبعاد 7 لاعبين أغلبهم محليون لمحدودية مستواهم وانطلق إلى أوروبا في رحلة بحثٍ عن «العصافير النادرة» من اللاعبين الجزائريين الذين ولدوا هناك وتكوَّنوا في شتى المدارس الكروية الفرنسية وجلب، بعد أسابيع من البحث والمعاينة في الملاعب الأوربية، 7 لاعبين جدد استقبلهم الجزائريون بحفاوة بالغة وانتقل الآلاف منهم إلى مقر تربص المنتخب بكرانس مونتانا بسويسرا لدعمهم وشدِّ أزرهم، إلا أن الآمال خابت مجددا يوم 28 مايو الفائت حينما تلقى المنتخبُ الجزائري هزيمة أخرى ثقيلة بثلاثية نظيفة على يد ايرلندا بدبلن، وهي رابع هزيمة على التوالي منذ كأس أفريقيا الماضية بأنغولا، فعادت أجواء التشاؤم لتخيِّم على الشارع الجزائري من جديد، وسادت التخوفات من تحقيق هزائم ثقيلة أخرى في المونديال على يد المنافسين الثلاثة، ولم تتبدَّد هذه المخاوف حتى بعد مباراة الإمارات العربية لأن الأداء كان مرة أخرى غير مُقنع. تراجع القمصان المتجول في شوارع الجزائر العاصمة وساحاتها العامة وأسواقها يلاحظ أن تجارة الملابس الرياضية وأشرطة الأغاني الرياضية وغيرها من الأغراض الرياضية التي شكلت تجارة مُربحة لأصحابها طيلة التصفيات الخاصة بالمونديال وفي خلال دورة كأس إفريقيا الماضية وحتى بعدها بأسابيع، قد تراجعت كثيراً ولم تعد تشهد إقبالاً كبيراً من المواطنين، بل إن عدد التجار الذين يعرضون هذا النوع من السلع قلَّ كثيراً مقارنة بالفترات السابقة المذكورة وآثروا استبدالها بسلع أخرى بعد أن لاحظوا تراجع الإقبال الشعبي عليها. ويؤكد التجارُ أن الضربة القاصمة لتجارتهم جاءت في 3 مارس الماضي إثر الهزيمة القاسية أمام المنتخب الصربي بثلاثية نظيفة في ملعب 5 يوليو بالجزائر العاصمة أمام 60 ألف متفرج، وهو ما أغضب الجزائريين كثيراً وشكَّل صدمة عنيفة لهم وأدخلهم في دوامة من الشكوك والمخاوف على منتخبهم، فقلَّ بعدها الإقبال على الملابس والأغاني الرياضية الممجِّدة للمنتخب، وقد حاولوا إنعاش تجارتهم قبل أيام من بداية المونديال إلا أن الهزيمة في المباراة الودية أمام إيرلندا في 28 مايو نسفتها. عقدة «الصوم» يدرك الجمهور الجزائري أن الفوز الأخير أمام الإمارات غير مقنع وغير كاف للاطمئنان إلى إمكانية تقديم أداء مونديالي مشرِّف، لكنهم يدركون أيضاً انه «فوزٌ معنوي» مهمٌّ لمنتخبهم قبل أيام قليلة من بداية كأس العالم؛ إذ يضع حدا لسلسلة الهزائم المتتالية منذ يناير الماضي ويفك عقدة «الصوم» عن تسجيل الأهداف منذ يناير الماضي، ويتيح لهم التصالح مع أنصارهم الغاضبين، ودخول المونديال بمعنويات مرتفعة. ومن ثمة، فإن الأداء يجب أن يكون جيدا، وإذا كان الإقصاءُ حتمياً، فيجب أن يكون بـ»شرف» كما فعلت الكاميرون مثلاً في مونديال 1982 حينما حققت ثلاثة تعادلات وخرجت من الدور الأول. ويبقى الجزائريون متمسكين بالأمل بأن يقدِّم منتخبُهم في المونديال أداءً مغايراً تماماً لما كان عليه الأمرُ خلال تصفيات كأس العالم، وأن يحقق نتائجَ إيجابية تتيح لهم الخروج بالملايين إلى الشوارع والاحتفال في أعقاب كل فوز. وفي كل الأحوال، فإن عودة الجزائر إلى المونديال بعد قرابة ربع قرن من الغياب يعدّ إنجازاً في حدِّ ذاته، ولعل ذلك هو ما سيشفع لهذا المنتخب الذي أعاد الجزائر إلى واجهة الكبار مجدداً مهما كانت نتائجه في المونديال.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©