الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

السيجي.. نهضة عمرانية تواكب العصر

السيجي.. نهضة عمرانية تواكب العصر
25 يوليو 2016 15:38
تحقيق – السيد حسن يعيش سكان منطقة السيجي في الفجيرة، حياة هادئة مستقرة بما أنعم الله به عليهم من خيرات وفيرة في ظل دولة الاتحاد التي تعمل على تلبية احتياجات المواطن، وتحقيق كل ما يحقق له سبل العيش الرغيد والآمن، وتعمل الحكومة الاتحادية الرشيدة على متابعة احتياجات المواطنين أولاً بأول، وتلبيتها قبل أن يطلبها المواطن، وتنفذ العديد المشاريع التنموية والخدمية على أرض الواقع بشكل متواصل منذ إعلان الاتحاد وحتى اليوم، حتى أضحت دولة الإمارات العربية المتحدة في مقدمة الدول على مؤشرات التنمية والسعادة والخدمات والاستقرار والعيش الكريم. وهذا المستوى الراقي من الحياة يدفع المواطنين إلى طلب تحقيق الكمال، وهم على يقين تام أن مشكلاتهم تجد الحلول الفورية فور العلم بها من أصحاب القرار، وقد حوّل النقص في تشييد البيوت الشعبية الجديدة في السيجي، حياة بعض الأسر إلى قلق وعدم استقرار. بعض سكان السيجي استفادوا من مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتشييد 60 مسكناً لهم ضمن مشاريع مؤسسة محمد بن راشد للأعمال الإنسانية، وتم تسليمها بالكامل لهم ليسكنوا فيها، وتتحول حياتهم إلى حياة مستقرة وسعيدة، وكذلك تم تشييد بيوت تابعة لبرنامج الشيخ زايد للإسكان، وبقيت قلة من أهل السيجي لم تستفد من تلك المبادرات. وجارٍ الآن تشييد 36 بيتاً جديداً في السيجي، ضمن مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لتطوير المناطق، وسوف يستفيد منها مستحقيها من أهالي المنطقة. تعبيد الطرق والإنارة وطالب أهالي السيجي بالمزيد من مشاريع تعبيد الطرق الداخلية والإنارة، حيث توجد طرق داخلية لم تصل إليها يد التطوير، وهي مظلمة، كما يوجد الشارع الرئيس الواصل بين السيجي وحتى تقاطع شارع مسافي الذيد، وهذا الشارع بحاجة إلى توسعة وتطوير لكونه الشارع الوحيد الذي يربط بين المنطقة وبقية المناطق والمدن. وكانت «الاتحاد» قامت بجولة في منطقة السيجي، للوقوف عن كثب على أهم المشكلات التي تواجه الأهالي، والحلول المطلوبة لردم الهوة بين الواقع وطموحات المواطنين في منطقتهم من خدمات ومساكن الطريق الرئيس قال راشد سالم نايع الطنيجي «نعاني أشد المعاناة من الطريق الرئيس، لأن هذا الطريق يستخدمه الجميع لكونه الوحيد، وتظهر خطورة الطريق بوضوح خلال فترة الصباح، حيث يستخدمه الموظفون والحافلات المدرسية والسيارات الخاصة، وتمر على هذا الطريق البالغ طوله 8 كيلو مترات، عشرات الشاحنات العاملة في قطاع الكسارات في السيجي، حيث يوجد عدد كبير من الكسارات تعمل في المنطقة ومحيطها». وأكد أن هناك خطورة كبيرة على مستخدمي الطريق، ونطالب بتوسعته أو ازدواجيته أو تشييد طريق أخر بعيداً عن هذا الطريق، إننا نخشى على أطفالنا من الموت، ونخاف على الموظفين الذين يخرجون كل صباح إلى الفجيرة أو مسافي أو الإمارات الأخرى بحثاً عن الرزق، ويعد طريق السيجي الوحيد الآن في الفجيرة اتجاهين على طريق واحد ضيق، صحيح تم تشييد طريق للكسارات، ولكنه تحاشى مرور الشاحنات من أمام البيوت فقط، لكنه يعود ويلتقي بالشارع الرئيس المؤدي لشارع الفجيرة الشارقة. ولفت إلى وجود مشكلة تظهر بوضوح أثناء هطول الأمطار، والتي تشكل عقبة أمام مستخدمي الطرق الداخلية، وهنا تتوقف الحياة وتصاب بالشلل التام، حيث تمتلئ الأودية وتقطع جميع الطرق حتى الطريق الرئيس الذي تغطيه الأمطار بمخلفات الأودية من الرمال والأعشاب وبقايا المخلفات والحصى وغيرها من المعوقات الكثيرة. البيوت والطرق وقال مصبح سعيد محمد: «الحمد لله على النعمة التي نعيشها، والدولة لم تقصر معنا في متطلبات الحياة والعيش الكريم، ولكن هناك بعض النقاط البسيطة التي يمكن أن تعالج بسهولة، ونحن على ثقة في أن وزارة تطوير البنية التحتية لن تقصر، نطالب بتعبيد طرقنا الداخلية، سواء في الشعبية أو الطرق الواصلة لمزارعنا، حتى نتمكن من مواصلة العمل بتلك المزارع ورعايتها، خاصة أن الطرق غير المعبدة تستهلك السيارات، ونحن منطقة بسيطة، والدخول الشهرية بها بسيطة، لاسيما المزارعين». وذكر أن بيوت صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي تم تشييدها في السيجي قبل فترة، وعددها 60 بيتاً تم توزيعها بالكامل، والمواطنون في المنطقة في أمس الحاجة لبيوت جديدة وعاجلة. مخزون المياه الجوفي وقال مطر راشد سالم بن نايع الطنيجي «يوجد تعدٍ يومي على مخزون المياه الجوفية العذب، والتعدي للأسف الشديد يقع من قبل الشركات والكسارات العاملة بالمنطقة، وهناك قانون صدر من صاحب السمو حاكم الفجيرة قبل سنوات، يختص بحماية المخزون الاستراتيجي من المياه وحمايته والحفاظ عليه للأجيال القادمة، وما نلمسه ونراه يومياً، وجود تعدٍ سافر من قبل تلك المنشآت على المياه». وأضاف أن هذه المياه من حق المواطنين الحاليين، ومن حق الأجيال القادمة، وليس من حق أي شخص أن يجور عليها، دون أدنى اعتبار للقوانين المحلية والاتحادية، وكل ما نطلبه وقفة حازمة من قبل السلطة المحلية لحسم تلك المشكلة الخطيرة، من جانبه، قال مصبح سعيد هاشل «أسكن منطقة الحنيّة، لكن أنا هنا في السيجي بشكل دائم، وعندي مزرعتان بمنطقة السيجي، وقد نضبت مياه جميع الآبار القديمة والحديثة في المزرعتين، ونبحث عن حلول لإنقاذ المزارع، ولكن الحلول تبدو بعيدة المنال، خاصة أنها مرتبطة بهطول الأمطار، وقد سمعنا عن نية الحكومة تشييد محطة لتحلية المياه في قدفع، هدفها توفير المياه لمزارعنا وبرسوم رمزية، إلا أننا لم نر هذا المشروع حتى الآن». وذكر أن أمنية أصحاب المزارع هنا في السيجي أن تصل مياه الحكومة إلى مزارعهم ولو بتعرفة مياه رمزية، فنحن نوافق ما دام في ذلك إحياء لمزارعنا ومهنتنا وإرثنا الزراعي. القنوات المغلقة وقال راشد خميس الطنيجي «مشكلة قطع المياه أو حجزها عن سد السيجي كبيرة، وقد ساهمت في غياب المياه العذبة عن السد بشكل دائم، ومن ثم تأثرت مناسيب المياه في المزارع خلف السد». وأضاف: منذ تشييد هذا الحاجز، قمنا بعمل شكوى لدى الشركة والحكومة المحلية، حيث كان الحاجز مغلقاً تماماً، ولم يكن يسمح بمرور المياه إلينا مطلقاً إلا أقل القليل من المياه، وعلى مضض إذا ما هطلت الأمطار، واستجابت لنا الجهات المختصة، وقامت بعمل مناهيل أو فتحات على الحاجز ليتسنى للمياه العبور والمرور بالوادي، ومن ثمّ الوصول لسدود السيجي وعددها 4 سدود مهمة، ومنها السد الأكبر، وأطالب بعمل مخطط لتغيير اتجاه الوادي، بحيث لا يمر بالحاجز المقام، وبالتالي نضمن مرور المياه بوفرة للسدود، بهدف تغذية المخزون الجوفي من المياه. وأضاف «جفّت المياه في آبار المزارع منذ سنوات، حيث تقع مزارعنا خلف السد مباشرة، ولا توجد مياه تسمح بارتفاع مناسيب الآبار بشكل فاعل، وكل ما نتمناه أن يتم تعديل مخطط الحاجز بشكل أفضل». مركز الصحة إلى ذلك، انتقل سالم عبدالله للحديث عن الخدمات الصحية بالمنطقة، لافتاً إلى أنه تم افتتاح المركز الصحي بالسيجي، وذلك عقب عمليات صيانة أجريت له لمدة عام كامل، وللأسف الشديد بعد افتتاحه منذ فترة لم يكن بالمستوى الذي نتمناه، حيث إن خدماته العلاجية بسيطة، ولا يوجد سوى طبيب واحد هو ممارس عام، ونتمنى من الجهات الطبية المختصة وفق اختصاصاتها الجديدة، أن تدعم المركز بطبيبة اختصاصية مع طبيب اختصاصي أو توفر الخدمات العلاجية في المركز على مدار الساعة خدمة لأهالي السيجي البعيدة. وطالب بتشييد حدائق عامة لأهالي السيجي، تكون لهم بمثابة المتنفس، وأن يتم تشييد بعض الملاعب الرياضية للشباب والصبية، وأن ينظر إلى السيجي بعين الاعتبار، وتوفير المزيد من المدارس وحضانة في المنطقة. لجنة المبادرات وقال سالم المكسح مدير دائرة الأشغال العامة بحكومة الفجيرة «مشاريع تعبيد الطرق الداخلية لأحياء وقرى الفجيرة تتعهد بها لجنة متابعة تنفيذ مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، لتطوير المناطق، وفي الحقيقة لم تقصر المبادرات في تعبيد الكثير من الطرق الداخلية في 45 منطقة، يتم تشييد الطرق بها تباعاً ووفقاً للأولويات، وهناك تنسيق مستمر مع اللجنة، حيث تقوم الدائرة بالتعاون مع بلدية الفجيرة لترشيح الطرق المستحقة في المناطق كافة بالفجيرة، وستشهد السيجي خلال الفترة القادمة مشاريع لتعبيد الطرق الداخلية بها، وفقاً لمخططات وزارة تطوير البنية التحتية، وقد تم إدراج السيجي ضمن المناطق التي سيشملها المشروع في مراحله القادمة». المركز الصحي وحول المركز الصحي، قال الدكتور محمد عبد الله بن سعيد مدير المنطقة الطبية بالفجيرة «من الصعب توفير كوادر طبية متخصصة في كل مركز صحي، وإذا حدث ذلك، فلماذا يكون هذا مركز وذاك مستشفى، وفلسفة المراكز تقوم على تقديم الخدمات العاجلة للمرضى، أما إجراء العمليات وتلقي الخدمات على مدى أيام متواصلة، والمتمثلة في التنويم، فهذا من اختصاص المستشفيات العامة والتخصصية، المركز يقدم العلاجات الطارئة والبسيطة لحين الانتقال إلى المستشفيات، حيث تكون الخدمات متكاملة بنسبة مئة في المئة». 2500 مواطن يعيشون في السيجي ونسبة التعليم 95 % تقع منطقة السيجي غرب مدينة الفجيرة، وعلى بعد 60 كيلو متراً، وتقع على مفترق طرق بين الذيد بإمارة الشارقة ومسافي بإمارة الفجيرة، ويبدأ الطريق الواصل إليها في أعماق الجبال على طريق الذيد مقابل طريق رأس الخيمة- المنامة الطويين، ويستغرق الوصول إلى السيجي من الفجيرة 45 دقيقة، ومن دبي 60 دقيقة، ومن الشارقة 45 دقيقة، ومن مسافي الفجيرة 15 دقيقة، ومن مطار رأس الخيمة 30 دقيقة. ومن مناطق الفجيرة المحيطة والقريبة من السيجي، ثوبان على رأس الطريق، والحنية ومسافي، ومربض. وتمتاز السيجي بوجود المزارع والمساحات السهلية المحيطة بالجبال، وللسيجي جذور تاريخية ضاربة منذ القدم للمكان ووجود الإنسان على تلك الأرض. ويتجاوز عدد مزارعها 30 مزرعة متنوعة، تقوم بزراعة المانجو والليمون والبرتقال والخضراوات. وتبلغ نسبة التعليم في المنطقة 95%، ويوجد بها عدد كبير من الموظفين بالدوائر والمؤسسات الاتحادية والمحلية، من الأطباء والمهندسين والضباط ورجال الأعمال والموظفين والموظفات، ونسبة كبار السن في المنطقة تصل إلى 10%، وقد اختفت بها بعض المهن مثل الرعي وجمع العسل، وإنْ وجدت فعلى استحياء شديد. مراعاة جريان الوادي في حال سقوط الأمطار أكد المهندس علي قاسم، مدير عام مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية، أن الحاجز المائي الموجود على وادي السيجي بالقرب من إحدى الكسارات، لا يشكل أي عائق أو عقبة لامتلاء سد وادي السيجي الرئيس، وأن هذا الحاجز مشيّد مع الطريق منذ أكثر من 15 عاماً، وبه فتحات مياه تساعد على مرور مياه الوادي في حال هطول الأمطار الشديدة باتجاه السد، مشيراً إلى أن منطقة السيجي لم تشهد منذ سنوات عديدة هطول أمطار قوية تسهم في وصول المياه للسد، ومن ثم الامتلاء عن آخره إلا نادراً. وقال مدير عام مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية «تم تشييد هذا الحاجز مع تشييد الطريق، وليس له علاقة من قريب أو بعيد بالكسارة الموجودة في المنطقة، وقامت وزارة الأشغال العامة مشكورة، بتشييد الحاجز أو الجسر الذي يعبر بحركة المرور للاتجاه الآخر، وتمت مراعاة جريان الوادي في حال سقوط الأمطار، بعمل فتحات كبيرة تسمح بمرور الوادي إذا ما فاضت المياه وجرت بقوة». ولفت إلى أن أغلب الجسور المشيّدة من قبل وزارة تطوير البنية التحتية في المشاريع العامة كالطرق، تكون موجودة دائما على الأودية العميقة والمنخفضة نسبياً عن الأرض، حيث يكون جسراً لعبور السيارات، ويتم عمل فتحات بأقطار كبيرة للسماح للمياه بالعبور في حال جريان الوادي، وهذا لا يشكل بأي حال من الأحوال عائقاً أمام وصول المياه للسدود. إنجاز 95 ? من الفلل بلغت نسبة الإنجاز في الفلل الجديدة الجاري العمل فيها حالياً بمنطقة السيجي 95%، بحسب مصادر مسؤولة في وزارة البنية التحتية. وتأتي الفلل الجديدة ضمن مشاريع لجنة متابعة تنفيذ مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لتطوير المناطق، ويصل عددها إلى 36 فيلا تتكون من طابقين، ووفق أحدث الأطر والنماذج المعمارية التي بدأت تستحدثها وزارة تطوير البنية التحتية. وقال المصدر المسؤول بالوزارة، إن الفلل الجديدة تتكون من طابقين، وعلى مساحات تصل إلى 1000 متر مربع. ومن المتوقع تسليمها للمستفيدين وفق الشروط المتبعة في الربع الأخير من العام الجاري. تشديد الرقابة على تناكر المياه أكد المهندس محمد سيف الأفخم، المدير العام لبلدية الفجيرة، أنه ومنذ صدور قانون حماية الثروات المائية من قبل صاحب السمو حاكم الفجيرة، تقوم البلدية بفرض رقابة صارمة على جميع مصادر المياه، وتراقب عن كثب وتضبط إنْ حدثت عمليات سرقة مياه باعتبارها عملاً غير قانوني، وإذا كان هذا يحدث فمن المؤكد أنه يكون في الخفاء بعيداً عن أعين مفتشي البلدية ومؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية. وشدد الأفخم على أن سرقة المياه من المخزون الجوفي العذب، جريمة يعاقب عليها القانون المحلي والاتحادي، ولن نتوانى في تقديم العابثين بثرواتنا الطبيعية للقانون، ولكن حتى الآن لم يتم تسجيل أي واقعة سرقة للمياه الجوفية العذبة. ووعد أهالي السيجي، بتشديد الرقابة على جميع سيارات التنكر التي ترتكب مخالفات في حق القانون، وفرض العقوبات المناسبة وفقاً للقانون المعمول به في الإمارة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©