الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خبراء يحذرون من مخاطر اقتصادية لخروج قبرص من «منطقة اليورو»

خبراء يحذرون من مخاطر اقتصادية لخروج قبرص من «منطقة اليورو»
5 ابريل 2013 22:30
نيقوسيا (ا ف ب) - حذر اقتصاديون من مخاطر اقتصادية ينطوي عليها خروج قبرص من “منطقة اليورو” مع محاولتها تفادي شبح الإفلاس. وقد يبدو الخروج من منطقة اليورو حلاً مناسباً لقبرص المرغمة على تطبيق إصلاحات بالغة الصرامة لتفادي الإفلاس، لكن المحللين يحذرون من أن هذا الخيار ينطوي على مخاطر كبرى بالنسبة لاقتصاد الجزيرة القائم على الاستيراد. وانتقدت روسيا على لسان رئيسها الخسائر التي لحقت بالمستثمرين الروس في قبرص. واعتبر معهد المالية الدولية الذي يمثل كبرى مصارف العالم أنه سيكون من الأسهل بكثير على قبرص النهوض بفضل تخفيض قيمة عملتها، وهو أمر مستحيل في ظل اعتماده العملة الأوروبية المشتركة، وهو أيضاً رأي بول كروجمان الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد الأميركي الذي كتب على مدونته الإلكترونية على قبرص أن تخرج من اليورو حالاً. ويرى كروجمان أن اعتماد قبرص عملة جديدة سعرها منخفض سيسرع بشكل كبير من إعادة بنائها الاقتصادية، حيث سيسمح لها بزيادة تنافسية قطاعات اقتصادية فيها مثل السياحة والزراعة، من خلال لعبة أسعار صرف العملات، غير إن ماريوس زاخاريادس أستاذ الاقتصاد الكلي في جامعة قبرص يرى أن هذا الخيار غير مجد. وأضاف أن ذلك سيؤدي إلى زيادة كبيرة في كلفة الواردات، في حين أن الجزيرة تعتمد بشدة على الاستيراد خصوصاً في مجال الطاقة. وتفوق واردات قبرص صادراتها بأربعة أضعاف، مع تسجيل عجز في الميزان التجاري يتخطى 4 مليارات يورو، لقاء إجمالي ناتج داخلي قدره 17 مليار يورو. وقال زاخاريادس إن زيادة كلفة المواد المستوردة قد يؤدي إلى تراجع في تنافسية الاقتصاد ما لم تعمد الحكومة إلى تخفيض الأجور بشكل كبير، مشيراً إلى أنه من الصعب العثور على يد عاملة أقل كلفة من عشرات الآف من الرومانيين والبلغار والباكستانيين خصوصاً في قطاعي الفنادق والمزارع. ومن جانبه، قال الكسندر ميخايليدس استاذ المال في جامعة قبرص، إن العديد من القطاعات مثل السياحة تعمل حاليا بأقصى طاقتها، غير أنه لا يمكن لقبرص استقبال أكثر من المليوني زائر الذين يأتون كل سنة، وبالتالي فان تخفيض الأسعار سيعني خفض العائدات من خلال مضاعفة الكلفة، لان القطاع يستهلك كمية كبيرة من الطاقة. واظهر استطلاع للرأي أجرته المفوضية الأوروبية في نوفمبر الماضي أن 48% فقط من القبارصة كانوا يؤيدون اليورو، ومع ارتفاع نسبة البطالة وتبني إجراءات التقشف توقعت المحللة الاقتصادية فيونا مولين أن يؤيد الرأي العام بشكل متزايد الخروج من اليورو. وحذرت مولين من أنه في حال اختارت قبرص الخروج من اليورو مثلما يطالب بعض السياسيين، فقد تنفد لديها سريعا العملات الأجنبية المطلوبة لدفع ثمن وارداتها. وذكرت الخبيرة بانه عند انضمامها إلى اليورو تخلت قبرص عن القسم الأكبر من احتياطيها بالعملات الصعبة، ولم تعد الجزيرة تملك سوى 450 مليون دولار، أي أقل ما يكفي لدفع كلفة أسبوعين من الواردات. وأضافت أن أي خروج متسرع من اليورو سيكون بمثابة كارثة، موضحة أن الخروج المنظم يتطلب إعادة تشكيل احتياطي من العملات الأجنبية وتخفيض واردات النفط. ولفتت إلى انه ليس هناك أي إطار قانوني لهذا الخروج من اليورو، ذلك أن مثل هذا الخيار في ظل النصوص الأوروبية المتبعة يعني الخروج من الاتحاد الأوروبي أيضاً وهو خيار لا يحظى بالإجماع على الإطلاق. من جهة ثانية، انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخسائر التي بلغت نسبتها 60% على ودائع مصرفية لمستثمرين روس كبار في قبرص، بموجب خطة إنقاذ الجزيرة. وقال بوتين في مقابلة مع التليفزيون الألماني الحكومي “أيه آر دي” أمس إن هناك فقدانا للثقة في النظام المصرفي لمنطقة اليورو، عندما تحدث مصادرة من المودعين والمستثمرين الروس في قبرص أو أي دول أخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©