خديجة الكثيري (أبوظبي)
أرادت الدكتورة نادية بستكي التميز في حياتها، وما إن اقتربت من نهاية دراستها لم يرق لها العمل كطبيب عام في أحد المستشفيات، فقررت أن تجد لنفسها تخصصاً جديداً تكون من خلاله صاحبة البصمة الأولى، ولو تطلب ذلك مزيداً من الدراسة والوقت والمادة، فبحثت عن التخصصات النادرة في الطب غير المشغولة بأطباء إماراتيين، إلى أن وجدت طب الطيران، وتشاورت مع والدها، الذي شجعها على خوض المجال، لتتجه إلى أكبر جامعات الخارج لدراسة هذا التخصص.
أول مؤسسسألت بستكي عن البروفيسور الخبير في طب الطيران، وأول مؤسس لهذا المجال في العالم، فتواصلت معه، وطلبت مقابلته شخصياً، والتقته في لندن بجامعة «كينج كولدج لندن»، وهناك أخبرته عن رغبتها في التخصص بطب الطيران، وأنها مستعدة للدراسة فوراً.
وعندما رأى البروفيسور حماسها وثقتها في نفسها وقدراتها، نصحها بالعمل كطبيب ممارس في إحدى شركات الطيران، فهذا التخصص يحتاج إلى ممارسة عملية وخبرة.
وكانت نادية بستكي، التي سجلت في الجامعة تحت إشراف البروفيسور منتظمة مثابرة في دراستها، شغوفة بالعمل في مجال الطيران، إلا أن جاءت الصدفة، ليقول لها البروفيسور إن شركة طيران الاتحاد، اتصلت بالجامعة لترشح لها أحد الأطباء المتخصصين في مجال الطيران للعمل، وفوراً تم ترشحيها، وتواصلت الشركة معها، وعادت لتعمل معهم كطبيب عام ممارس في الشركة، وكانت الوحيدة المواطنة عام 2007.
وتقول: زاد شغفي وولعي بالعمل في طب الطيران، وعندما لمسوا اهتمامي، تم ابتعاثي للجامعة مرة أخرى لتكملة دراستي المتخصصة في طب الطيران، وفعلاً نجحت وتفوقت، وعدت لهم فكنت أول طبيبة في طب الطيران تشغل منصب نائب رئيس الخدمات الطبية.
مبادرات مبتكرة
وقامت الدكتورة نادية بدور أساسي في تطوير الخدمات الطبية للموظفين في مجال عملها، حتى أصبحت الاتحاد للطيران إحدى أهم الشركات المستقطبة للكوادر المواطنة والأجنبية للعمل بها، كما قدمت عدة مبادرات منها، توفير حقيبة طبية مجهزة بأنواع المستلزمات الطبية للإسعافات الأولية داخل الطائرة، وإسعافات أولية لموظفي وموظفات الشركة، كما أسهمت مؤخراً في الوصول إلى اتفاقية مع هيئة صحة أبوظبي، ليكون للاتحاد للطيران، مركزاً طبياً خاص بهم يقدم خدمات الصحة الوقائية للموظفين الوافدين من الخارج وعائلاتهم، ومقره في مبنى الاتحاد للطيران، وبذلك تكون الشركة أول شركة تستقل بعمل الخدمات الطبية المكملة لإجراءات التأشيرة والإقامة لموظفيها وأسرهم داخل الشركة، مما يزيد سرعة النمو، الذي تشهده العمليات التشغيلية للشركة.
مهام ومسؤوليات
وتضطلع بستكي بمهام ومسؤوليات عديدة، إلى جانب تسجيلها كأول طبيبة إماراتية مختصة في طب الطيران لدى هيئة الصحة في أبوظبي، كما أنها إحدى المراجعين العلميين لدى هيئة الصحة، والمسؤولة عن اعتماد المطبوعات الخاصة بطب الطيران، وعضو في الهيئة العامة للطيران المدني، ولجنة النقل الجوي، التابعة للاتحاد الطبي لعلوم الطيران في الولايات المتحدة الأميركية، وحصلت الدكتورة على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية من قبل الهيئة العامة للطيران المدني، تقديراً لإنجازاتها وجهودها.
تشجيع
ما حققته البستكي من نجاح يعود إلى والديها، فهما من شجعاها ودفعاها إلى التميز، فمنذ اختارت التخصص يدعمها الوالد ويحرص على متابعة كل تفاصيلها، أما الوالدة فهي بطبيعة الحال الأم الحنون للدكتورة نادية، التي تساندها وتوجهها وتعطيها من خبراتها الحياتية، لكنها لم تكمل المسيرة فقد توفاها الله، لكن تظل نصائحها باقية، وما عوض الدكتورة نادية، وأدخل الفرحة على قلبها، زواجها منذ فترة قريبة برجل شهد لها بالنجاح والتفوق، ويشجعها على الاستمرار في التميز والإبداع.
نصائح
وتنصح الدكتورة نادية بستكي جميع المسافرين مع أي خطوط طيران، أن يلتزموا بتعليمات السلامة، وإتباع إرشادات السفر حفاظاً على صحتهم، وعليهم أن يبلغوا بأي أعراض مرضية قد تلم بهم فجأة، ليتم القيام معه بما يلزم خلال رحلته، مشيرة إلى أن هناك بعض الأعراض والأزمات المرضية مما يحول معها السفر على متن الخطوط الجوية، ويمكن للمسافر صاحب هذه الأعراض سؤال طبيبه المختص، كما على السيدة الحامل أن تخبر بحملها وتتأكد من مواعيد الولادة.
مواقف الطيران
وعن حالات الطوارئ للمسافرين، تقول: حدثت حالة ولادة مفاجئة في الجو، فلم نستطع التعامل معها، بعد محاولة إسعافها عن طريق الفريق المدرب من الموظفين، وعندما استعصت علينا الحالة، اضطررنا إلى الهبوط بالطائرة في دولة أخرى غير دولة الوجهة التي نريدها، حتى نتمكن من إسعاف المسافرة وجنينها، دون أن يؤثر ذلك على راحة الركاب المسافرين، كما صادفتنا حالة ولادة ثانية استطعنا أن نتعامل معها بطريقة جيدة، حتى تمت عملية الولادة بسلام ووصلت المسافرة إلى وجهتها حاملة توأمها معها، وفي حادثة أخرى تعرض مسافر، لأزمة مفاجئة، فاستطاع فريقنا بالتعاون أن يسعفه حتى وصل وجهته سالماً.
عدد اليوم
