الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حدائق الأحياء.. متنفس للسكان ومصدر إزعاج لهم

حدائق الأحياء.. متنفس للسكان ومصدر إزعاج لهم
17 ابريل 2014 17:04
تحقيق: منى الحمودي منذ افتتاح أولاها في منطقة البطين عام 2009، تشكل الحدائق السكنية ومناطق الألعاب التي تتوزع على 46 موقعاً في جزيرة أبوظبي متنفساً لأهالي الأحياء، لكنها في الوقت ذاته قد تتسبب بإزعاجهم. وعادة ما تحتوي تلك الحدائق، التي تتوسط عادة الحي السكني، على عناصر الترفيه والتسلية مع ممارسة الأنشطة الرياضية للقاطنين في الحي، حيث تم توزيعها بنسب متساوية داخل جزيرة أبوظبي وخارجها، مثل منطقة المرور والمشرف والبطين داخل أبوظبي، وخارج أبوظبي في خليفة (أ)، ويتم بناء عدد من الحدائق في محمد بن زايد وشخبوط وسيتم الانتهاء منها 2015 - 2016. وتضم الحدائق مسطحات خضراء، ومظلات، ومناطق ألعاب، وألعاب تقوية ورياضية، وملاعب متعددة الأغراض، وألعاباً مائية، وأماكن شواء في بعض الحدائق. وتتميز الحدائق السكنية بالنظافة، ووجودها بالقرب من المناطق السكنية، ما يحفز الأهالي لقضاء الأوقات مع أطفالهم. ووقفت «الاتحاد» على عدد من شكاوى الأهالي في إحدى الحدائق السكنية في منطقة المشرف بأبوظبي، حيث تركزت الشكاوى بين الإزعاج الذي يتسبب به مرتادو الحدائق، والذين لا ينتمي أغلبهم للمنطقة، عن طريق اللعب بالكرة والصراخ بصوت عالٍ، وتشغيل الأغاني. علياء بنت يوسف، مواطنة في الـ 70 من عمرها، ولصعوبة المشي عليها، تعتبر نافذة غرفتها المطلة على الحديقة السكنية المتنفس الوحيد لها، وتساءلت: إن لم تنعم بالراحة والهدوء وهي في هذا العمر، فمتى سوف تنعم بهما؟ مبينة أنها تصحو وتنام على صراخ اللاعبين وأصوات الكرات على أرضية الملاعب، وهذه الحال مستمرة منذ الصباح الباكر حتى الثالثة فجراً. وأضافت أن حاجتها الوحيدة هي أن تنعم ببعض الهدوء، لكي تتمكن من النوم وأداء الصلاة. وأوضحت أنها امرأة كبيرة في السن لا تعتمد على جهاز التكييف في جميع الأوقات، وتعتبر النافذة مصدراً وحيداً للتهوية في غرفتها، خصوصاً وقت النوم، ولكن الأصوات التي تصدر من الحديقة المجاورة لمنزلها تحرمها من لذة النوم. وطالبت علياء الجهات المختصة بوضع حراسة على الحدائق ليلاً، أو تنظيم عملية الدخول والخروج إليها، ونقل الملاعب إلى أماكن بعيدة عن السكان، مع الإبقاء على الحدائق لما لها من فائدة في الترويح عن الأطفال، وتجمع نساء الحي وقت العصر، لشرب القهوة وتبادل الأحاديث. وعبّر جمعة القبيسي أحد سكان المنطقة والذي يطل المسكن الخاص به على الحديقة السكنية، عن معاناته بسبب وجود الحديقة في المنطقة، حيث أنه كان يشعر بالخصوصية وراحة البال منذ سنتين قبل افتتاح الحديقة، أما الآن فتبخر الهدوء والسكينة، حتى أنه يفضل المبيت بفندق في نهاية الأسبوع حتى ينعم ببعض الهدوء. وأشار إلى أن أغلب من يتوافدون للحديقة يقومون بلعب الكرة في الملاعب المخصصة لكرة السلة واليد، والصراخ بصوت عالٍ، وبعض الأحيان يتم تشغيل المسجلات الصوتية بصوت عالٍ، وهناك من يقود الدراجات النارية داخل الحديقة، فضلاً عن استغلال مواقف السيارات التابعة لأهالي المنطقة، مسببين إزعاجاً وازدحاماً للمنطقة يستمر في غالب الأحيان حتى منتصف الليل. وروى القبيسي موقفاً تعرض له مع أحد مرتادي الحديقة والذي كان يدخن «الشيشة»، وعندما طلب منه بأسلوب لبق التوقف عن التدخين في الحديقة، رفض بأسلوب هجومي أن يتوقف عن تدخين «الشيشة». وأشار أنه في بداية افتتاح الحديقة كانت العملية منظمة بوجود حارس أمن، يطلب من جميع مرتادي الحديقة الخروج عند الساعة الـ 11 مساءً، ولكن في الوقت الحالي لا يوجد حارس، وهو ما دفع كثيرين إلى ارتياد الحديقة والبقاء فيها لوقت متأخر غير مكترثين براحة سكان المنطقة. ولا تنكر فاطمة المهيري أهمية الحديقة السكنية في الحي، حيث إنها تمثل راحة لنا ومتنفساً ترفيهياً للصغار. كما أنها تخدم نساء المنطقة، خصوصاً الحوامل اللواتي يحتجن لممارسة رياضة المشي، لكن وجود هذا الكم من مرتادي الحديقة والمضايقات التي تحدث بها أديا إلى العزوف عنها. وعبرت عن اعتقادها بأنه لم تكن هناك دراسة متأنية عند البدء بإنشاء هذه الحدائق، حيث غفلت عن احتمال توافد أعداد غفيرة إليها، ما يتسبب في ازدحامها وإزعاج الساكنين حولها. كذلك اعتبرت شريفة سعيد أن فكرة إنشاء هذه الحدائق داخل الأحياء وتجهيزها بالألعاب تحقق الترفيه والترويح للأطفال، واختصرت على الأهالي المسافة والوقت، بدلاً من توجههم إلى المراكز التجارية، لكن ما أفسد هذه الفكرة هو الإزعاج الذي يصدر منها منذ الصباح الباكر وحتى أوقات متأخرة من الليل. وذكرت أن بعض النوادي الصحية استغلت وجود الحدائق لتقوم بإحضار مجموعات من اللاعبين لعمل تمارين ورياضة في الهواء الطلق داخل الحدائق. وطالبت شريفة الجهات المعنية بالقضاء على كل الظواهر السلبية التي تعانيها الحدائق السكنية، وأن يتم وضع مراقب يتابع هذه الحدائق، ويشرف عليها للحفاظ عليها، مشيرة إلى أن أغلب المستأجرين حول هذه الحدائق يغادرون المنطقة ما أن تنتهي عقودهم، بسبب الإزعاج. بلدية أبوظبي: إغلاق الحدائق في العاشرة مساء وتوفير شركة أمن متخصصة أكدت بلدية مدينة أبوظبي أن جميع الملاحظات والشكاوى التي ترد من الأفراد يتم أخذها بالحسبان، والعمل على حلها بأسرع وقت ممكن، والعمل بشكل دائم على تطوير الإمكانيات والارتقاء بالخدمات، وخلق خيارات وبدائل وحلول بأعلى المعايير العالمية، إضافة إلى تطوير الإمكانيات والارتقاء بالخدمات بشكل مستمر من خلال إعداد خطط محددة، وأهداف واضحة كفيلة بتحقيق رؤية حكومة أبوظبي 2030، وذلك انطلاقاً من مبدأ الشفافية والنزاهة الذي تنتهجه البلدية والسعي الدائم لتحقيق أعلى درجات الأمن المجتمعي والحياة الكريمة للمواطنين. وبالنسبة للحدائق السكنية، فإن البلدية عملت على وضع حلول مؤقتة وأخرى دائمة، ويتمثل أحد الحلول المؤقتة في أنه تم إغلاق الحدائق من الساعة 10 مساءً حتى العاشرة من صباح اليوم التالي، لكن هناك تجاوزات من بعض الأفراد الذين يقومون بتسلق السور والدخول إلى الحديقة. أما الحل الدائم، فيتمثل في توفير شركة أمن للحدائق والمرفقات، تعمل على أمن الحدائق وتنظيم زيارتها. وأكدت البلدية على بذلها أقصى جهودها للقضاء على أي سلبيات أو تجاوزات تتم في الحدائق خصوصاً حدائق الأحياء السكنية، وإيجاد حلول جذرية لها. وأشارت البلدية إلى أنها دائماً ما تقوم بحملات توعية لأفراد المجتمع في المتنزهات، أبرزها حملة (مُنتزهاتُنا توعية وترفيه)، وهي حملة بدأت منذ أواخر ديسمبر 2013، تُعنى بآراء الأفراد، والوقوف عند احتياجاتهم ومطالبهم، ويتم عمل استطلاعات واستبيانات لمقترحات الأفراد ومن ثم رفعها للجهات المعنية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©