الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«ساب» لبرمجيات رقائق الذاكرة تحقق طفرة باختراعاتها الجديدة

5 ابريل 2013 22:21
شهدت شركة ساب الألمانية تحولاً كبيراً في العامين الماضيين، وتعتبر ساب أكبر مصنع برمجيات إدارة أعمال من حيث المبيعات. وأكثر من 60% من المعاملات العالمية تستعين بشكل أو بآخر بأحد برمجيات ساب، غير أنه وقت الأزمة الاقتصادية بات من الواضح أن ساب (إحدى قصص النجاح التكنولوجي القليلة في أوروبا)، لم تستثمر بما فيه الكفاية في الابتكار. وكانت الشركة مهددة بالابتعاد عن الحداثة في وقت تحولت فيه التطبيقات إلى الحوسبة السحابية وإلى الأجهزة المحمولة الأمر الذي عجل بظهور منافسين لشركة ساب مثل شركة سيلزفورس دوت كوم. ولجأت الشركة عام 2009 إلى زيادة الرسوم التي تفرضها الأمر الذي أغضب عملاءها، وأدى إلى تسريح عدد من موظفيها مع تضاؤل أرباحها، وتأثرت الروح المعنوية لباقي موظفيها سلباً. بعد استقالة رئيس ساب التنفيذي ليو أبوثيكر في فبراير 2010 عزمت إدارة الشركة الجديدة إلى توجيه جهود الشركة إلى الابتكار والاهتمام بالعملاء. ولذلك نجحت الشركة في زيادة مبيعاتها بنسب لا تقل عن 10% سنوياً على مدى اثنتي عشر فترة ربعية متصلة في مجال البرمجيات وما يتعلق بها من خدمات. وعزم اثنان من مساعدي الرئيس التنفيذي هما بيل ماكدرموت خبير المبيعات الأميركي وجيم هاجمان سناب العالم الدنماركي على الاستعانة بجهود فيشال سيكا خبير التكنولوجيا الهندي الذي عين في مجلس إدارة ساب واستفادت منه الشركة استفادة كبرى. وأصبح هاسو بالتنر رئيس مجلس إدارة «ساب» ومهندس نظم برمجياتها التي حققت نجاحاً عالمياً كبيراً، أكثر اهتماماً بتطوير منتجات الشركة، وأتى باختراع جديد. ذلك الاختراع الذي اشترك في تطويره فريق من دارسي الدكتوراه والماجستير في معهد علوم الكمبيوتر الذي أسسه في مدينة بوتسدام، الذي يسمى برنامج «هاسو» الجديد اشتهر بعد ذلك باسم «هانا» وهو يعتبر أحد الأسباب الرئيسية لاستعادة ساب لقوتها السابقة. ويعد برنامج هانا الطريقة الجديدة التي استطاعت ساب بها حل معضلة الزيادة الهائلة للبيانات المعقدة وتزامن ذلك مع رغبة الشركات في الاستفادة مما يرد إليها من معلومات هائلة في مجالات مختلفة كالصيرفة والرعاية الصحية وتجارة التجزئة. وتزعم ساب أن برنامج «هانا» يتيح للشركات في بضع ثوان معالجة تقارير معقدة (كانت تستغرق قبل ذلك عدة ساعات)، بسبب أن حوسبة هانا تقع مباشرة في رقيقة ذاكرة الكمبيوتر وليس في قرص صلب منفصل. ورغم أن برنامج هانا تعرض لسخرية لاذعة من لاري اليسون أحد تنفيذي شركة أوراكل منافسة «ساب» الكبرى، إلا أن البرنامج الآن يحظى باهتمام وإعجاب منافسي «ساب». وقال بلاتنر: «يروق لي أن إليسون لم يعد يسخر أو يستخف بما نفعل وأعلم أن اجتماعاً أسبوعياً يعقد في أوراكل يتعلق ببرنامجنا هانا». وأضاف: «ضع نفسك في مكان رئيس تنفيذي أوراكل. ماذا تفعل حين ترى نجاحاً مدوياً لبرنامج مثل برنامجنا هانا؟ لا بد لك من أن تفعل شيئاً». فيشال سيكا الخبير الهندي الذي اشترك في تطوير برنامج هانا ويسميه «ابني الحبيب» يعتبره منطلقاً لتجديد مفهوم الشركة. وقال: «هذا البرنامج لا يقتصر على كونه قاعدة بيانات متطورة ولكنه يعتبر منصة ننطلق منها إلى المستقبل، ومنصة لكل ما نقوم به من أعمال». غير أن سيكا يدرك أنه من اللازم على ساب أن تغير الطريقة التي تمارس بها أعمالها ليس فقط تقنياتها. وقال: «نحن نسلم حالياً منتجات في دورات 90 يوماً بل في دورات أسبوعية أحياناً. في الماضي كان لدينا دورة تسليم تستغرق 18 شهراً .. لقد زاد الإيقاع زيادة كبرى في كل شيء». عن - فاينانشيال تايمز أسباب النمو ? جاء نمو ساب الكبير العام الماضي في المقام الأول من ثلاثة مجالات تعتقد الشركة أنها ستساعدها على تجاوز 20 مليار دولار من المبيعات بحلول عام 2015 هي: الحوسبة السحابية وحوسبة المحمول وحوسبة قواعد البيانات. ورغم تأخر ساب عن منافسيها في مجال المحمول والحوسبة السحابية إلا أنها أجرت صفقات استحواذ لاجتذاب المهارات المتميزة ولتتمكن من اللحاق بالركب. ففي عام 2010 اشترت سايبيز الشركة المتخصصة في برمجيات المحمول مقابل 5.8 مليار دولار وأنفقت منذ ذاك 7.7 مليار دولار على شراء شركتي سكسسفاكتورز وأريبا من أجل تعزيز نشاطها في مجال الحوسبة السحابية. وفي الأجل القصير، هذه الاستثمارات الهائلة وزيادة إنفاق البحث والتطوير والزيادة الكبرى في عدد الموظفين تقلل من نمو الإيرادات، ولكن ذلك من أجل تحقيق أهداف طويلة الأجل. ويعتبر محللون أن في مقدور برمجية هانا إحداث تغييرات نوعية ولكنهم يقولون إن الأمر قد يستغرق وقتاً قبل أن تقنع الشركة العملاء بفائدة شراء قاعدة بيانات جديدة مثل هانا، وبأن ذلك لن يربكهم حسب وعود ساب. كما أنه لا بد للشركة الإسراع إلى الانتقال إلى الحوسبة السحابية، وقال كارتر لوشر الخبير في مؤسسة أوفم الاستشارية في إشارة إلى ما لحق بشركة إتش بي من مشاكل جراء خفض إنفاقها على البحث والتطوير: «لا تستطيع ساب تحمل عواقب تجاهل التقنيات الجديدة، والسؤال الآن: هل ستصبح ساب مثل آي بي إم أو أنها ستصير هيوليت باكارد أخرى؟». وأضاف: «ليس هناك ما يضمن نجاح ساب أو أي مورد تكنولوجيا آخر في غضون خمس إلى عشر سنوات، خصوصاً إن لم تستثمر في الابتكار».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©