دعاء وبر واستغفار

إذا ارتفع صوتك على من تعب في تربيتك اقرأها مليون مرة!! كل شيء في الوالدين يضعف مع تقدم السن ورقة العظم.. إلا عاطفة الأبوة والأمومة فلا تزداد إلا قوة. فاحذروا أن تطفئوا هذه العاطفة ببرودة مشاعركم!! لا ترهقوا آباءكم بعصيانكم، فوالله إن دمعة واحدة تجري على خد أم أو لحية شيبة أب متحسرة، كفيلة بإغراقكم في ظلمات الحياة!! أكثروا من قول: «رب اغفر لي ولوالدي»، فإنها تجمع بين ثلاث عبادات، الدعاء والبر، والاستغفار. اللهم اغفر لنا تقصيرنا وإسرافنا على أنفسنا واعف عنّا وعن والدينا.. لا تسخر من فلان لأن ابنه يشرب الدخان ويترك الصلاة! ولا تهزأ بفلانة لأن ابنتها تلبس العاري وتتهاون بحجابها أو لا تعرف السنة، أو تتكبر على أقاربها! ولا تقل هذا كله من تربية والديهم فلان وفلانة!! فأنت لا تعلم حجم معاناتهم في تربيتهم وتوجيههم؟ ولا تدري مقدار تفانيهم في مجاهدتهم؟ تربية الأولاد جهاد عظيم، وإذا رزقك ربك بأولاد هادئين مطيعين صالحين فلا تجعل هذا يدعوك إلى تكبرك وسخريتك من غيرك ممن ابتلاهم الله بأولاد عاقين. ألا تعلم أن ابن نوح عليه السلام في النار!! وكذلك أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام أبوه في الجحيم؟؟! لا توزع الأقدار وتترجم النوايا، حسبك نفسك ومن تعول، ابنك اليوم صالحاً وغداً ربما يختم له بخاتمة سيئة، وقلوب العباد بين أصابع الرحمن تتقلب كتقلب الماء المغلي! من هداك لهذا سوى رب العباد؟؟ إذا ساءك من أحدهم شيئاً فقل: «الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً، رب أصلحهم وثبتنا». لا تسبوا أصحاب المعاصي ولا تحتقروهم، فإنما نحيا بستر الله ولو كشف الله عنا ستره لفضحنا. ولا تغتروا بكثرة صيام وصلاة فلا تدري من يكون إلى الله أقرب.. «انصح ولا تفضح، وعاتب دون أن تجرح!!» لا تغتر.. ولا تسخر فالأيام تتقلب كما هي القلوب.. فلا تتبع عثرات الآخرين فيتتبع عثراتك.. أحمد فخر - أبوظبي