الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أصحاب سيارات بين سندان غلاء أسعار قطع الغيار الأصلية ومخاطر «المقلدة»

أصحاب سيارات بين سندان غلاء أسعار قطع الغيار الأصلية ومخاطر «المقلدة»
25 يوليو 2016 19:43
يوسف العربي (دبي) شكا عملاء وشركات تأمين من ارتفاع أسعار بيع قطع غيار السيارات في الوكالات المعتمدة، ما يدفعهم إلى اللجوء لشراء قطع الغيار المقلدة التي يقل سعرها بنسبة تتراوح بين 40 و70%، مقارنة بسعر القطعة الأصلية. ومن جانبها، أكدت وكالات معتمدة لبيع السيارات وقطع غيارها أن جودة قطع الغيار المقلدة متدنية للغاية، ولا يمكن مقارنتها بقطع الغيار الأصلية التي ينتجها المصنع، وفق معايير عالمية فائقة، ما اعتبرته مبرراً منطقياً للتفاوت الكبير في الأسعار. وقامت لجنة حماية المستهلك بتشكيل لجنة لقطع غيار السيارات بهدف حماية المستهلك من التقليد وتوعية المستهلكين بضرورة شراء المنتج الأصلي من الوكيل المعتمد، والتعاون مع الوزارات والدوائر المحلية لمنع استيراد قطع الغيار غير الأصلية. وحذرت وكالات معتمدة لبيع السيارات في الدولة من خطورة استخدام قطع الغيار المقلدة، مؤكدة أنها تعمل بشكل وثيق مع الجهات الحكومية في الدولة للحد من هذه الظاهرة التي تنضوي على مخاطر جسيمة تتعلق بسلامة السائقين. وطالب ممثلو الوكالات بتضافر الجهود لرفع الوعي تجاه مشكلة الإقبال على قطع الغيار المقلدة من خلال تعريفهم بمخاطرها على السلامة العامة وأداء المركبة. زيادة الأسعار وأكد أصحاب ورش ومراكز لإصلاح السيارات أن وكالات إصلاح السيارات الرئيسة في الدولة رفعت أسعار قطع الغيار مؤخراً بنسبة تتراوح بين 5 و10% منذ بداية العام دون وجود أي عامل يبرر هذه الزيادات، لاسيما مع ارتفاع أسعار صرف الدولار أمام بقية العملات. وأضافوا أنه بسبب مغالاة وكالات السيارات المعتمدة في أسعار بيع قطع الغيار الأصلية يلجأ بعض العملاء إلى شراء قطع الغيار المقلدة التي تتسبب في العديد من الكوارث، حيث إن قطعة الغيار المقلدة غالباً ما تكون منخفضة الجودة وسريعة التقادم. قطع أصلية ومن جانبه، قال رالف زيمرمان، مدير عام خدمات ما بعد البيع في شركة الفطيم للسيارات لـ «الاتحاد»، إن قطع الغيار المقلدة لا تلبي الحد الأدنى من معايير السلامة والجودة التي تضمن سلامة عمليات المركبة، ذلك أنها لا تخضع للفحص من أجل ضمان تلبيتها لمتطلبات السلامة، الأمر الذي يرفع وبشكل كبير احتمال وقوع الحوادث. ولفت إلى أنه تم رصد بعض بطانات المكابح التي تم تصنيعها من ورق كرتون مضغوط، بما يعرض حياة السائق والركاب للخطر، وكذلك الأفراد الذين تصادفهم المركبة في الطريق إذا لم يكن بالإمكان وقفها عن العمل. وقال إنه على الرغم من أن سعر قطع الغيار المقلدة يبدو أرخص، إلا أن جودة هذه القطع غالبا ما تكون دون المستوى، ويعني ذلك أنها غير آمنة، وقد تتعرض للتلف بدون سابق إنذار، الأمر الذي يؤدي إلى عواقب وخيمة، أما أسعار قطع الغيار الأصلية، فهي تتوافق مع التزامنا المتواصل لتوفير أفضل المنتجات وخدمات ما بعد البيع لعملائنا، وتتناسب أسعارنا على مدى السنوات الماضية. وأضاف زيمرمان، أن شركة الفطيم للسيارات تتعاون عن كثب مع الهيئات الحكومية لزيادة درجة الوعي بين المستهلكين بمخاطر استخدام قطع الغيار المقلدة، مضيفاً «يحتاج المستهلكون أيضاً إلى أن يتحلوا بالمزيد من الحذر واليقظة، وأن يكونوا على وعي بالأسعار المتدنية غير المنطقية لهذه القطع، ويتوجب عليهم رفض شراء قطع الغيار التي تراودهم الشكوك بشأنها، والتي يتم بيعها من قبل بائعين غير معتمدين، وأن يعمدوا لصيانة سياراتهم في مراكز خدمات الوكيل المعتمد، حيث يقوم طاقم من الفنيين المدربين باستعمال قطع غيار أصلية تضمن أعلى معايير الجودة ولفت أن شريحة كبيرة من العملاء لا يعرفون كيفية التفريق بين القطعة الأصلية والمقلدة، حيث إن قطع الغيار المقلدة إلى حد كبير القطع الأصلية، ونتيجة لذلك يصعب على غير التقنيين تمييزها بسهولة، لذلك نوصي بشراء قطع الغيار من الموزعين المعتمدين أو مباشرة من مراكز خدمات الوكيل المعتمد، حيث تأتي قطع الغيار الأصلية بشهادة موثوقية، بما يضمن أن القطع أصلية وتلبي متطلبات معايير ضبط الجودة. وعي عام ومن ناحتيه قال محمد الفياض، المدير التنفيذي للعناية بالعملاء وخدمات ما بعد البيع في جنرال موتورز الشرق الأوسط، إنه من المحبط أن بعض العملاء مستعدون لوضع سلامتهم وسلامة سياراتهم في نطاق الخطر في سبيل القليل من المال. وأضاف أن الشركة تؤكد أنه من الضروري الاهتمام بمسألة المخاطر التي تخلفها قطع الغيار المقلّدة على سلامة العملاء. وقال إنه على الرغم من أن قطع الغيار المقلّدة تكون أرخص ثمناً، لكنها تكلّف عادة مبالغ أكبر على المدى الطويل، لأنها لا تدوم لمدة زمنية مشابهة لقطع الغيار الأصلية، وتحتاج إلى الاستبدال بشكل متكرر أكثر. ولفت الفياض إلى أنه بعيداً عن المخاطر المتعلقة بالسلامة، تُعرف قطع الغيار المقلّدة أيضاً بأنها تتسبب بضرر كبير وباهظ الثمن للسيارة، في حين أن قطع الغيار الأصلية يمكنها أن تساعد على تعزيز دورة حياة السيارة. ولفت إلى أن الأولوية رقم واحد بالنسبة لـ« جنرال موتورز» الاهتمام بمسألة المخاطر التي تخلفها قطع الغيار المقلّدة على سلامة العملاء والتي تفتقر لأدنى متطلبات الجودة على عكس قطع غيار جنرال موتورز و«إيه سي ديلكو» الأصلية المستخدمة من قبل الوكلاء والموزّعين المعتمدين التي صممت بشكل خاص وخضعت جميعاً لاختبارات قاسية ودقيقة لنضمن جودتها العالية وملاءمتها للغاية التي صنعت من أجلها. وأضاف أن قطع الغيار المقلّدة تصنع عادة من مواد رخيصة، لذلك لا يوجد أية ضمانات عندما يتعلق الأمر بقدرة تحملها للظروف البيئية القاسية وظروف القيادة المختلفة التي تتعرض لها السيارات في الشرق الأوسط. وبحسب قطعة الغيار، وربما يؤدي هذا الأمر إلى ضرر كبير على السيارة تصل إلى مخاطر على سلامة ركابها. وقال الفياض إنه وعلى سبيل المثال، إذا قمت بشراء ساعة فاخرة مقلّدة وانكسرت، فإن أسوأ شيء يحدث هو أنك لن تتمكن من معرفة الوقت ولكن، إذا ذهبت لإصلاح فرامل سيارتك، واستخدم أحدهم لبّادات فرامل مقلّدة فيها، فالنتيجة ربما تكون مميتة. وأكد أن من خلال بناء وعي أكبر تجاه المشكلة، تتطلع الشركة لليوم الذي تكون فيه قطع الغيار المقلّدة شيئاً من الماضي، عندما يصبح العملاء ي أكثر إدراكاً ومعرفة حول مسألة قطع الغيار المقلّدة، ويدركون أن عليهم اتخاذ القرار الصحيح. وقال إن« جنرال موتورز» تعمل جنباً إلى جنب مع الوكالات الحكومية في المنطقة لمحاربة إدخال ونشر قطع غيار السيارات المقلّدة وفي العام الماضي، وقامت الشركة بتنظيم واستضافة عدد من الحلقات التدريبية مع الموظفين الحكوميين حول كيفية تحديد قطع غيار جنرال مورتورز و«إيه سي ديلكو الأصلية والمقلّدة» وبمساعدة حلقات التدريب تلك، والعمل الدقيق مع مسؤولي الجمارك، صادرت السلطات المختصة 34 شحنة من قطع الغيار المقلّدة التي تحمل علامة جنرال موتورز و«إيه سي ديلكو» في نقاط الدخول خلال العام الماضي. وقال إن الطريقة الوحيدة لتتأكد من أنك تشتري قطع غيار وأكسسوارات أصلية، هي شرائها من الوكيل المعتمد، لافتا إلى وجود مجموعة من «الإشارات الحمراء» التي تشير إلى أن قطع غيار ما ليست أصلية منها أن تكون القطعة رخيصة جدا. ولفت إلى أن أنه يجب على العملاء التأكد من قطعة الغيار والعلبة التي تغلفها فإذا كانت الجودة الإجمالية منخفضة أو إذا كان هناك أخطاء في كتابة اسم العلامة. 80 إلى 160% فارق الأسعار بين «الأصلي» و«التجاري» دبي (الاتحاد) أكد عادل الخولي، مدير مركز «الصقور الذهبية» لإصلاح السيارات في دبي، أن قطع الغيار الموجودة بالسوق المحلية تنقسم إلى فئتين أساسيتين، أولاهما قطع الغيار «الأصلية» والتي يتم شراؤها من الوكيل المعتمد للسيارات، وثانيتهما قطع الغيار التي تتمتع بجودة معقولة لكنها مصنعة خارج مصانع الشركة المنتجة للسيارة ويطلق على هذه الفئة «التجاري». وقال الخولي إن أسعار قطع الغيار الأصلية من الوكيل المعتمد تزيد بنسبة تتراوح ما بين 80% إلى و160% عن أسعار قطع الغيار المصنعة بالخارج «التجاري»، وهو الأمر الذي يدفع شريحة من عملاء المركز لاستخدام النوع الثاني من قطع الغيار للاستفادة من الوفر المالي. ولفت إلى أن 70% من العملاء يتمسكون بشراء القطع الأصلية من الوكيل لاسيما أصحاب السيارات الفاخرة والجديدة، فيما يقبل أصحاب السيارات القديمة على شراء قطع الغيار غير الأصلية «التجارية» التي تحقق وفراً مالياً جيداً وأداءً مرضياً. وأكد الخولي أن معظم وكالات السيارات المعتمدة في الدولة ليست لديها سياسات تسعيرية موحده حيث أنها تبيع قطع الغيار للعملاء الأفراد بأسعار تزيد بنحو 20% عن الأسعار التي تبيع بها القطع لأصحاب مراكز الإصلاح، لذلك غالباً ما يطلب العميل من مركز الإصلاح شراء قطع الغيار من الوكالة بالنيابة عنه للاستفادة من فارق الأسعار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©