أحمد مراد (القاهرة)
هو غياث الدين بن مسعود بن محمد الكاشي، ولد عام 1380 ميلادية بمدينة كاشان في خراسان، درس النحو والصرف والفقه والمنطق، ثم درس الرياضيات وتفوق فيها، حيث كان والده من أكبر علماء الرياضيات والفلك في عصره، وقد اشتهر بحبه لقراءة القرآن الكريم.
رحل الكاشي إلى سمرقند وبقي فيها حتى وفاته، وهناك بنى مرصدا سماه «مرصد سمرقند»، ووضع العديد من المؤلفات التي كانت سبباً في شهرته، وكان أحد الثلاثة الذين اشتهروا باهتمامهم بالعلوم الرياضية والفلكية، وهم: «غياث الدين الكاشي، وعلي القوشي، وقاضي زاده رومي»، وتعاونوا فيما بينهم في إجراء الأرصاد وعمل الأزياج، وكان هذا المرصد إحدى عجائب زمانه، فقد زود بالأدوات الكبيرة والآلات الدقيقة.
نجح الكاشي في رصد كسوف للشمس خلال ثلاث سنوات «809 و810 و811 هـ»، وهو أول من اكتشف أن مدارات القمر وعطارد «إهليليجية»، كما صنع أداة للرصد الفلكي وحساب التقاويم وسماها «طبق المناطق»، وقد ألف رسالة حول طريقة العمل بها أسماها «نزهة الحدائق»، وبواسطة هذه الآلة يمكن الحصول على تقاويم الكواكب وعرضها، وبعدها مع الخسوف والكسوف، وبما يتعلق بهما، وعثر على نسخة من هذه الرسالة في بكازان بروسيا.
وعن إنجازاته، يقول العالم الغربي كارادي فو في: يأتي الكاشي فيقدم لنا طريقة لجمع المتسلسلة العددية المرفوعة إلى القوة الرابعة، وهي الطريقة التي لا يمكن أن يُتوصل إليها بقليل من النبوغ.
وفي مجال الرياضيات، ابتكر الكاشي الكسور العشرية، وعن ذلك يقول المستشرق الغربي سميث في كتابه «تاريخ الرياضيات»: إن الخلاف بين علماء الرياضيات كبير، ولكن غالبيتهم تتفق على أن الكاشي هو الذي ابتكر الكسر العشري.
ومن إنجازاته الأخرى في الرياضيات، قيامه بتصنيف المعادلات من الدرجة الأولى إلى الرابعة وابتكار حل عددي لمعادلات الدرجة الرابعة وما فوق، وإصلاحه وتكميله للأساليب والطرق القديمة المتعلقة بالأعداد الطبيعية المرفوعة إلى القوة الرابعة في علم الرياضيات، كما وضع الطرق المألوفة المستخدمة حالياً بشأن عمل الحسابات الأساسية وخاصة الضرب والقسمة، واكتشاف الطريقة الحالية للعثور على حساب الجذور النونية لأي عدد، وهذه الطريقة تم اعتمادها مرة أخرى بعد وفاته بمئات السنين من قبل العالم الرياضي الإيطالي بائولو روفيني «1765 - 1822م»، وكذلك العالم الرياضي البريطاني ويليم جورج هارنر «1786 - 1837م».
كما ابتكر الكاشي الطريقة التي تستخدم حالياً للتوصل إلى الجذر الثاني للأعداد، والتي تعد أيضاً أسهل الطرق لحساب الجذر النوني. وألف الكاشي الكثير من المؤلفات باللغة العربية والفارسية، ومن مؤلفاته الفارسية كتاب «زيج الخاقاني»، والذي دقق فيه جداول النجوم التي وضعها الراصدون من قبله، وزاد على ذلك من البراهين الرياضية والأدلة الفلكية مما لم يوجد في الأزياج التي تم عملها قبله.
ومن مؤلفاته بالعربية: كتاب الأبعاد والأجرام، رسالة سلم السماء وهي تبحث فيما يتعلق بأبعاد الأجرام، رسالة المحيطية، وهي تبحث في كيفية تعيين نسبة محيط الدائرة إلى قطرها، رسالة الجيب والوتر في الهندسة، وكتاب مفتاح الحساب، ويعتبر من أهم كتب الكاشي والذي أكمله في عام 1427م، وضم في هذا الكتاب بعض الاكتشافات في الحساب، ويتميز بأنه مؤلف وضعه ليكون مرجعاً للطلاب في سمرقند.
توفي الكاشي في سمرقند سنة 839 هجرية 1436 ميلادية.
عدد اليوم
