الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أكثروا من الصدقات في شهر رمضان

أكثروا من الصدقات في شهر رمضان
10 يونيو 2017 11:18
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا* عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا* يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا* وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا) (سورة الإنسان، الآية 5-9). إن شهر رمضان المبارك هو شهر الإحسان إلى الفقراء. كما جاء في الحديث أن رسول الله &ndash صلى الله عليه وسلم - قال: (مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ ?لَهُ ?مِثْلُ ?أَجْرِهِ، ?غَيْرَ ?أَنَّهُ ?لا ?يَنْقُصُ ?مِنْ ?أَجْرِ ?الصَّائِمِ ?شَيْئًا) (?أخرجه الترمذي)?. ومن المعلوم أن أعمال البر والصدقات في هذا الشهر المبارك تطبيق عملي لشريعة التكافل الاجتماعي في الإسلام، وتقوية لروابط الأخوة بين المسلمين غنيهم وفقيرهم على السواء، كما جاء في الحديث أن رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قَالَ: (أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَطْعَمَ مُؤْمِنًا عَلَى جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَقَى مُؤْمِنًا عَلَى ظَمَأ سَقَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ، وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ كَسَا مُؤْمِنًا عَلَى عُرْيٍ كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ خُضْرِ الْجَنَّةِ) (أخرجه الترمذي). الصدقة برهان إن إخراج الزكاة والصدقات دليل على صدق الإيمان وحسن الإسلام كما جاء في الحديث أن رسول الله &ndash صلى الله عليه وسلم &ndash قال: (...الصَّلاَةُ نُورٌ ?وَالصَّدَقَةُ ?بُرْهَانٌ) (أخرجه مسلم)?، ?فتسود ?عندئذ ?الألفة ?بين ?الناس ?جميعاً ?وتنتشر ?المحبة ?بين ?الأغنياء ?والفقراء، ?فيصبح ?المجتمع ?كأسرة ?واحدة ?كالبنيان ?المرصوص يشدّ ?بعضه ?بعضاً ?، ?وكالجسد ?الواحد ?إذا ?اشتكى ?منه ?عضو ?تداعى ?له ?سائر ?الأعضاء ?بالسهر ?والحمى ?كما ?قال &ndash ?صلى ?الله ?عليه ?وسلم- ?في ?وصف ?المسلم ?مع ?أخيه ?المسلم ?، ?ومن ?الجدير ?بالذكر ?أن ?العناية ?بأمر ?الفقراء ?والمساكين ?والمحتاجين ?قد ?واكب ?الدعوة ?الإسلامية ?منذ ?بزوغ ?فجر ?الإسلام، ?ففي ?سورة ?المدثر ?وهي ?من ?أوائل ?ما ?نزل ?من ?القرآن، ?فقد ?صّوَّر ?القرآن ?الكريم ?مشهداً ?من ?مشاهد ?الآخرة، ?مشهد ?أصحاب ?اليمين ?وهم ?يتساءلون ?عن ?المجرمين ?من ?الكفرة ?والمكذبين ?وقد ?أُطبقت ?عليهم ?النار (?مَا ?سَلَكَكُمْ ?فِي ?سَقَرَ* ?قَالُوا ?لَمْ ?نَكُ ?مِنَ ?الْمُصَلِّينَ* ?وَلَمْ ?نَكُ ?نُطْعِمُ ?الْمِسْكِينَ* ?وَكُنَّا ?نَخُوضُ ?مَعَ ?الْخَائِضِينَ * ?وَكُنَّا ?نُكَذِّبُ ?بِيَوْمِ ?الدِّينِ) (?سورة المدثر، الآية 42-46)?، ?فجعل ?من ?لوازم ?الإيمان ?إطعام ?المسكين ?ومثل ?إطعامه ?كسوته ?وإبراؤه ?ورعاية ?ضرورياته ?وحاجاته. شهر الصدقات والزكوات إن الصدقة عمل جميل، حيث يتقرّب المؤمن إلى الله عزَّ وجلَّ، كما في قوله سبحانه وتعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا) (سورة التوبة، الآية 103)، كما أنها فريضة فرضها الله على القادرين، حيث قال- صلى الله عليه وسلم- لمعاذ &ndash رضي الله عنه- حين أرسله إلى اليمن: (أَعْلِمْهُم أَنَّ الله افترض عليهم صدقةً في أموالهم، تُؤْخَذُ من أغنيائهم وَتُرَدُّ على فقرائهم) (أخرجه مسلم)، كما ورد أن الرّسول - صلّى الله عليه وسلم - قال: (حَصِّنُوا أموالَكم بالزّكاةِ، وَدَاووا مرضاكم بالصّدَقَةِ) (أخرجه السيوطي في الجامع الصغير)، وشهر رمضان الذي نعيش في ظلال أيامه المباركة هو شهر الصدقات والزكوات، ومن المعلوم أن الحسنة تُضاعف فيه كما جاء في الحديث الشريف: (... مَنْ تَقَرَّبَ فِيْهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيْضَةً فِيْمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيْهِ فَرِيْضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِيْنَ فَرِيْضَةً فِيْمَا سِوَاهُ...) (أخرجه ابن خزيم). لذلك فإن كثيراً من المسلمين يغتنمون حلول هذا الشهر المبارك لإخراج زكاة أموالهم فيه، رغبة في تحصيل الأجر العظيم والثواب الكبير. ما نَقَصَ مالٌ منْ صَدَقة &rlm? ?من ?الجدير ?بالذكر ?أنَّ ?الصدقات ?ليست- ?كما ?يظن ?البعض- ?سبباً ?في ?قلة ?المال، ?ولاتُنْقِصه، ?كما ?جاء ?في ?الحديث (?ما ?نَقَصَ ?مالٌ ?منْ ?صَدَقة) (أخرجه أحمد)?، ?إنّما ?هي ?سَبَبٌ ?في ?وجود ?خَلَفٍ ?لها ?بعد ?خروجها?، ?كما ?جاء ?في ?الحديث ?أن ?رسول ?الله &ndash ?صلى ?الله ?عليه ?وسلم &ndash ?قال ?: (?مَا ?مِنْ ?يَوْمٍ ?يُصْبِحُ ?الْعِبَادُ ?فِيهِ ?إِلا ?مَلَكَانِ ?يَنْزِلانِ، ?فَيَقُولُ ?أَحَدُهُمَا: ?اللَّهُمَّ ?أَعْطِ مُنْفِقًا ?خَلَفًا، ?وَيَقُولُ ?الآخَرُ: اللَّهُمَّ ?أَعْطِ ?مُمْسِكًا ?تَلَفًا) (?أخرجه البخاري)?. ومن أشكال الصدقات والبرِّ خصوصاً في مثل هذه الأيام المباركة مساعدة الأسر المحتاجة بتوفير الطعام والغذاء لهم من خلال السلّة الغذائية، وبشراء الملابس لهم من خلال مشروع كسوة العيد، ومساعدة الضعفاء والفقراء واليتامى والثكالى والأرامل برسم البسمة على شفاههم، وإدخال السرور على القلوب البائسة بما أفاء الله عليك من النعم، فإنَّ منع الزّكاة سبب مباشر لغضب الله، فقد جاء في الحديث: (وَلَمْ يَمْنَعُوا زكاةَ أموالهِمِ إلا مُنِعُوا القطرَ من السماءِ، ولولا البهائِمُ لَمْ يُمْطَروا) (أخرجه ابن ماجه). فلنسارع إلى فعل الخيرات والصدقات، فقد منحنا الله المال وتفضل علينا بالثواب، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ} (سورة الحديد، الآية 18). اللهم تقبّل منّا الطاعات وفعل الخيرات.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©