الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عباس يجدد الالتزام بالسلام وإدانة العنف

عباس يجدد الالتزام بالسلام وإدانة العنف
17 ابريل 2014 00:20
عبدالرحيم حسين، وكالات (عواصم) جددت القيادة الفلسطينية، أمس، التزامها بالسلام وإدانتها للعنف أياً كان مصدره، فيما استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومسؤولون إسرائيليون، حادث مقتل ضباط شرطة إسرائيلي مستوطن وإصابة زوجته بجروح خطيرة وأحد أطفالهما بجروح متوسطة الخطورة جراء إطلاق نار على سيارتهم في ترقوميا جنوبي الضفة الغربية المحتلة مساء الاثنين الماضي لتبرير تنصلهم من متطلبات عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، متهمين السلطة الوطنية الفلسطينية بالتحريض على قتل الإسرائيليين. وبحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) سبل إحياء مفاوضات السلام مع وفد من نواب حزبي «العمل» و«ميرتس» الإسرائيليين في البرلمان الإسرائيلي «الكنيست» برئاسة أمين عام «العمل» ورئيس «لجنة التواصل» الإسرائيلية حيلك بار استقبله في رام الله. وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة خلال مؤتمر صحفي مشترك مع بار «إن الموقف الفلسطيني الذي كرره الرئيس أبو مازن للوفد الاسرائيلي كان واضحا في القضايا كافة: نحن ملتزمون بسلام عادل قائم على أسس واضحة تؤدي إلى استمرار السلام، وبإدانة شاملة للعنف من أي جهة كانت إلى جانب استمرار اللقاءات الفلسطينية الإسرائيلية حسب الاتفاق مع الجانب الأميركي». وأضاف «الحديث عن تمديد المفاوضات ليس له علاقة بموضوع إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى، بل مرتبط بموضوع آخر يجري بحثه، وهناك اتفاق على استمرار المفاوضات حتى 29 أبريل الجاري، وإطلاق سراح الدفعة الرابعة مطلب فلسطيني أساسي». وتابع «هذه ليست شروطاً فلسطينية، إنما مطالب فلسطينية كتلك المطالب التي وضعت عندما تم الاتفاق مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري على إطلاق سراح 104 أسرى من المحتجزين منذ ما قبل أوسلو (توقيع اتفاق السلام المرحلي في أوسلو عام) 1993، مقابل عدم الذهاب إلى منظمات الأمم المتحدة لمدة تسعة أشهر». وأوضح أبو ردينة أنه «من الآن حتى 29 أبريل الجاري ستتمحور النقاشات حول القضايا كافة، خاصة الأسس التي يمكن أن تسمح بتمديد المفاوضات، نحن منفتحون بالنقاش مع الجانب الأميركي للوصول إلى هذه النتيجة». وقال «ليس هناك أحد يتحدث عن انفجار، الرئيس (عباس) أكد ذلك أمام الجانب الإسرائيلي ويكرره للجانب الأميركي دائماً، نحن ضد العنف والعودة إلى العنف، والمطلوب الآن هو التزام الجانب الإسرائيلي بالمبادئ التي تؤدي إلى التمديد، فإذا تم الاتفاق على ذلك فنحن جاهزون، لكن إذا أخلّت إسرائيل بالمبادئ، فإن القيادة الفلسطينية ستجتمع مرة أخرى لاتخاذ القرار المناسب». وأضاف أن الجانب الفلسطيني لم يفاجئ أحداً، ولم يخدع أحداً بالتوقيع على 15 اتفاقية ومعاهدة دولية، وأن الجانبين الأميركي والإسرائيلي يعلمان تماما أن إطلاق سراح 104 أسرى كان مقابل الامتناع عن الذهاب إلى منظمات الأمم المتحدة خلال 9 أشهر و لكن إسرائيل لم تلتزم بتعهداتها، لذلك اتخذت القيادة الفلسطينية قرارا بالذهاب إلى الأمم المتحدة. وذكر أن الوفد الفلسطيني مخول تماما بالحديث عن كل الأمور التي تؤدي إلى حل عادل للقضية الفلسطينية وسلام شامل قائم على أسس واضحة حسب الشرعية الدولية. وصرح عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» ورئيس «لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي» محمد المدني، بأن عباس ونقل من خلال الوفد التهاني للشعب الإسرائيلي بمناسبة عيد الفصح اليهودي، معرباً عن أمله في أن تُسمع أيضاً أصوات الجانب الإسرائيلي، بإدنة القتل اليومي للفلسطينيين بأيدي الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين اليهود. وقال بار، إن اللقاء كان مهماً وجيدا، حيث تمت إدانة العنف بكل أشكاله، واستنكر عباس «الاعتداء الارهابي» في ترقوميا. وأضاف «أن اليمين الإسرائيلي يحبط فرص تحقيق السلام، لعدم وجود خطة لديه تقود إلى السلام، ونحن نؤكد أننا نريد السلام وندعم تحقيقه من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة». وقال النائب عن «ميرتس» نتسان هيروبتش «أتفق مع كلام الرئيس عباس بأن المفاوضات يجب أن تبحث القضايا النهائية بصورة معمقة، وليس المفاوضات من أجل المفاوضات فقط». وأضاف: «اليمين الإسرائيلي لا يريد مفاوضات حقيقية، بل يريد صورة للمفاوضات لا تبحث أي شيء بشكل معمق، وهذا ما نرفضه ويرفضه أبو مازن كذلك». وذكر أن عباس أكد التزامه بمواصلة التنسيق الأمني بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في الضفة الغربية بغية منع أعمال عنف وإرهاب بغض النظر عن مصير المفاوضات. في غضون ذلك، أعلن أبو ردينة تأجيل اجتماع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ووزيرة العدل الإسرائيلية تسبي ليفني ومستشار نتنياهو القانوني إسحق مولخو ووسيط الرئيس الأميركي باراك أوباما في عملية السلام مارتن إنديك المقرر عقده الليلة الماضية في القدس المحتلة لبحث سبل إحياء المفاوضات، إلى مساء اليوم الخميس بناء على طلب الولايات المتحدة وانتظاراً لعودة إنديك من واشنطن. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي لصحفيين في واشنطن «يعمل الطرفان على تحديد ما إذا كان هناك سبيل لتمديد المفاوضات لفترة أشهر عدة بعد 29 أبريل. انهما يبحثان مجموعة من الموضوعات وعليهما آن يتخذا عدداً من الإجراءات بهدف تسهيل ظروف إرساء السلام، لكن التزامهما لا يزال كبيراً جداً. وردا على سؤال عن مقتل ضابط الشرطة، أجابت قائلة «ندعو الطرفين التحلي بضبط النفس وتجنب أي أعمال من شأنها أن تزيد التوترات». من جانب آخر، اعتبر نتنياهو حادث ترقوميا نتيجة لتحريض السلطة الفلسطينية ضد إسرائيل، حسب زعمه. وقال، في بيان أصدره في القدس المحتلة، مساء أمس الأول «إن عملية القتل الإجرامية هذه لشخص سافر مع عائلته لتناول وجبة عيد الحرية (عيد الفصح اليهودي) هي نتيجة للتحريض المسؤولة عنه السلطة الفلسطينية». وأضاف «السلطة الفلسطينية مستمرة طوال الوقت من خلال وسائل إعلامها في بث مضامين تحرّض ضد وجود دولة إسرائيل وتمّت ترجمة هذا التحريض إلى قتل أب سافر مع عائلته للاحتفال بليلة الفصح». وتابع «إن تحريض السلطة الفلسطينية مستمر بحيث أنها حتى هذه اللحظة لم تجد أنه من الصواب التنديد بهذا العمل البشع والإجرامي». وتوعّد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون منفذي العملية. وقال، في تصريح صحفي، «لن نرتاح ولن نهدأ حتى نضع أيدينا على مَن خطّط ونفّذ هذه العملية العدائية، ولن نتحمل عمليات عدائية تجاه مواطني إسرائيل، وسنعمل بحزم ومن دون مساومة ضد الضالعين في تخطيط وتنفيذ العمليات العدائية». وطالب نائب وزير الدفاع الإسرائيلي داني دانون بعدم إطلاق سراح أسرى فلسطينيين. وقال، في تصريح مماثل «عندما يرفع الإرهاب رأسه، فالأمر الأخير الذي ينبغي تنفيذه هو دراسة عدم تحرير 430 مخرباً إلى الشوارع». وحمل وزير الاقتصاد الاسرائيلي نفتالي بينيت أيضاً القيادة الفلسطينية مسؤولية الحادث. وقال «إن السلطة الفلسطينية وعلى رأسها محمود عباس تشجع وتمول قتلة اليهود من جهة، وتبتز إسرائيل للإفراج عن سجناء من جهة أخرى». ورداً على ذلك، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف أن حكومة نتنياهو لا تهتم لتعثر المفاوضات وإنما تستغل الوقت في ضم اكبر قدر من الأراضي الفلسطينية والبناء الاستيطاني عليها وتهويد القدس وفرض وقائع على الأرض وتقويض قيام الدولة الفلسطينية. وقال لصحفيين في رام الله إن الضغوط والابتزازات لن تثني القيادة الفلسطينية عن مواقفها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©