وفاة رجل وامرأة في الشارقة بسبب مبيدات حشرية «محظورة»

توفي رجل من الجنسية النيبالية، وامرأة من الجنسية الهندية، يشتبه في تعرضهما للاختناق جراء استنشاق روائح منبعثة من مبيدات حشرية نفاذة قام برشها عدد من العمال في شقة بمجمع لسكن العمال يتبع إحدى الشركات التجارية بمنطقة أبوشغارة بالشارقة. وكشفت شرطة الشارقة أن أسباب الوفاة يشتبه بأن تكون نتيجة المواد السامة التي يتضمنها المبيد الحشري حيث يحتوي على مادة فوسفيد الألمنيوم المعروف تجارياً باسم “الفوستوكسين”، وهي من بين المواد الممنوع استيرادها أو استخدامها إلا تحت إشراف المختصين حسب اللوائح والقوانين الصادرة عن الجهات المعنية. ومن المتوقع أن يكون المبيد يحتوي على نفس المادة القاتلة التي كانت قد تسببت في وفاة الطفلين التوأم “سهيل” و “علي” ونجاة أختهما “التوأم، “حلا” بعد اختناقهم جراء تعرضهم لروائح مبيدات حشرية نفاذة من شقة جيرانهم بمنطقة النعيمية في عجمان نهاية مارس الماضي. وتعود تفاصيل الواقعة، بحسب تقرير صادر من الشرطة، إلى يوم الجمعة الماضي بعد أن قام عدد من العمال برش مبيد بغرض القضاء على الحشرات الزاحفة والقوارض داخل مقار سكنهم. وقام العمال بإحكام المنافذ وإغلاق جميع فتحات التهوية، إلا أن زميلهم وبصحبته الفتاة حضرا للسكن فيما بعد مما عرضهما لإعياء شديد سبب لهما الوفاة فيما بعد. وذكرت الشرطة أنها تلقت بلاغاً بالواقعة، من قبل أحد عمال الموقع وانتقل على الفور فريق من البحث الجنائي لمقر سكن العمال مدعوماً بسيارة إنقاذ وإسعاف، حيث تم نقل الرجل والمرأة على الفور لمستشفى الكويت بالإمارة، إلا أن المرأة وتدعى (س. د. ج. 23 عاماً) فارقت الحياة قبل وصولها للمستشفى بينما واصل الأطباء جهودهم في محاولة إنقاذ حياة الرجل المدعو (ن. شريشتا، 28 عاماً)، إلا أنه فارق الحياة أيضاً بسبب سوء حالته وتعرضه لإعياء شديد. وبيّنت التحقيقات الأولية أن هناك 11 شخصاً من العمال القاطنين في السكن اشتركوا في شراء المبيد وقام البعض منهم برشه بعد أن جلبه لهم أحد زملائهم المقيم بدبي، بحسب أقوالهم، وأنه نصحهم بترك المنزل طوال ساعات اليوم بعد رش المبيد، وعليه قاموا بإحكام المنافذ وإغلاق جميع فتحات التهوية، إلا أن زميلهم وبصحبته الفتاة حضرا للسكن فيمــا بعد مما عرضهما للإعياء. ولفتت الشرطة إلى أن فريق التحقيق الجنائي بمركز شرطة الغرب تابع إجراءاته من خلال الاتصال بوكيل نيابة الشارقة واستدعاء الخبراء المختصين، بكل من المختبر الجنائي بشرطة الشارقة وشعبة مكافحة الحشرات ببلدية الشارقة الذين تولوا فحص الموقع وجمع العينات التي يمكن أن تساعد في التعرف على طبيعة المادة المستخدمة. وحذرت شرطة الشارقة الأهالي من استخدام هذه المواد بشكل شخصي إلا عن طريق الشركات المتخصصة والتي يلزم استخدامها اتباع إجراءات سلامة وتأمين الأشخاص من عدم دخول تلك الأماكن إلا وفق ضوابط معينة، وتحديد زمن لاستخدام تلك المرافق مرة أخرى. كما قامت شرطة الإمارة بتحويل ملف القضية والمتهمين للنيابة لاستكمال التحقيقات. وأكد تقرير شعبة مكافحة الحشرات ببلدية الشارقة أن المادة المستخدمة هي إحدى مواد التبخير التي تستخدم في مكافحة الحشرات والقوارض، وهي إما أن تكون مادة فوسفيد الألمنيوم أو فوسفيد الزنك المعروفة بالاسم التجاري الفوستوكسين، وأنها من المواد المحظورة والممنوع استيرادها أو استخدامها إلا تحت إشراف المختصين حسب القرار الوزاري الصادر من وزارة البيئة والمياه رقم 11 لسنة 1991. كما أن بلدية الشارقة تمنع منعاً باتاً استخدام هذه المادة في المباني السكنية والشقق، حسب ما جاء في القرار الإداري رقم 19 لسنة 1994 المادة (8) بسبب خطورتها على صحة الإنسان. يذكر أن مادة “الفوستوكسين”، وعند ملامستها للهواء، تطلق غازاً شديد السمية وهو فوسفيد الهيدروجين الضار جداً بصحة الإنسان، ويحدث بالتالي تأثيرات صحية مشابهة للتسمم في الساعات الأولى التي تتبع استنشاقه. كما أن تعقيدات الأوعية الدموية والقلب قد تتسبب في موت الإنسان خلال 12 إلى 24 ساعة بعد التعرض للغاز، في حين أن الأعراض التي تلحق بالكبد قد تتأخر من 48 إلى 72 ساعة، أما الموت الذي يحدث خلال 24 ساعة من التعرض للغاز فعادة ما يكون نتيجة للفشل الكلوي أو الفشل الكبدي. كما أن التعرض للغاز لفترات قصيرة أقل من 8 ساعات يثبط مقدرة الجسم على إنتاج البروتينات ويسبب تهيج جهاز التنفس ويعرض وظائف القلب والأوعية الدموية للخطر، كما يسبب تثبيط الجهاز العصبي آلاماً شديدة في المعدة والأمعاء.