السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«رباعي تريم» يقدم الفلكلور الروسي بصياغة عصرية

«رباعي تريم» يقدم الفلكلور الروسي بصياغة عصرية
9 ابريل 2011 20:52
كورنيش أبوظبي كان على موعد ليلة امس الأول مع أمسية موسيقية مميزة ممثلة في الفلكلور الروسي من خلال فرقة رباعي تريم التي برعت في تقديم الموسيقى الشعبية الروسية بآلاتها الموسيقية ذات الطابع الوتري إلى مستويات غير مسبوقة وآفاق عالمية واسعة. أبوظبي (الاتحاد) - بدأت الأمسية الروسية الفريدة من نوعها في أبوظبي مع مجموعة من التقاسيم الموسيقية المختلفة ذات الطابع الكلاسيكي الهادئ، ما جعل المتابعين يحلقون في سماوات من الفن الحالم أعادهم إلى العصور المغرقة في الرومانسية. تالياً قدم الرباعي القادم من مدينة سان بطرسبرج أغاني رقيقة الحس فتحت قنوات جديدة مع جمهور أبوظبي ونوافذ للتعرف على لون جديد من الغناء والموسيقى لم يكن معروفاً من قبل بقوة في المنطقة العربية. من أكثر المسمتعين بالحفل أفراد الجالية الروسية في الإمارات سواء من مقيمين أو سائحين الذين توافدوا على الكورنيش ليلة أمس الأول لمتابعة واحد من أهم الفنون التي تربطهم بجذورهم البعيدة، وهي فرصة لم تكن لتتكرر كثيراً سوى في مهرجان فني عالمي مثل ووماد أبوظبي 2011. ومن أجمل الآلات المصاحبة لفرقة رباعي تريم إحدى الوتريات المشابهة للقيثارة المعروفة برومانسيتها المتناهية في التراث الموسيقي والغنائي العالمي، حيث أبدع أحد عازفي تريم في التقاسيم على أوتار القيثارة ببراعة وانسجام مدهشين، إلى الحد الذي جعل الحضور يشعر وكأنه وآلته الموسيقية كيان واحد لا يقبل الانفصام. ومن شبيهة القيثارة إلى لون فلكلوري روسي آخر مميز، أخذت فيه ايقاعاتهم تتسارع وإن كان تسارعاً بهدوء لم يسبب صخباً و انتقالاً مفاجئاً للحالة الوجدانية والمزاجية للجمهور، ودل هذا على براعة رباعي تريم وقدرتهم على إحداث التحول السلس من سمت موسيقي إلى آخر لا يقل عنه روعة وجمالاً. أما أطرف ما جاءت به الفرقة خلال امسيتها الممتعة، إحداث بعض الأصوات المشابهة لأصوات سيارات الأسعاف أو الزامور، باستخدام آلاتهم الموسيقية، وذلك في مداعبة لطيفة منهم لمرتادي ووماد أبوظبي 2011. وعودة مرة أخرى إلى شبيهة القيثارة حيث أفرز العازفون الروس إبداعات جميلة كرست الهوية الموسيقية الكبيرة لتلك الآلة وقدرتها على توصيل أجمل وأنعم الأحاسيس البشرية. وانتقالاً إلى موسيقى باسمة تضج بالشباب والحيوية انخرط ثنائي من رباعي تريم في تقسيمة موسيقية فريدة منحت الحضور شعوراً بالحيوية والتفاعل الجميل مع ما قدماه من عمل راق وفن جميل. ومع إدهاش عازفي رباعي تريم المذهل وآدائهم الأخاذ وإبداعهم الملهم استطاع رباعي تريم أن يكون رمزاً حاضراً وبقوة للفن الشعبي الروسي في المهرجان الموسيقي الأكثر ضخامة التي تشهده أبو ظبي لهذا العام. وبعد انتهاء الأمسية الروسية تحدث إلى “الاتحاد” العضو المؤسس في فرقة رباعي تريم، الفنان الروسي أندريا، قائلاً إنه لم ير مثل هذه الأجواء مطلقاً من قبل، لافتاً إلى أن زيارته لأبوظبي هذا العام هي الأولى لها، وأدهشه ما فيها من مظاهر المدنية الحديثة ما يثبت أن هناك رؤية حديثة في تلك الدولة تهدف إلى جعل أفرادها يتمتعون بكل مظاهر الرقي والحداثة، وأشار إلى أن ذلك يعكس أيضاً الاهتمام بالأجيال الجديدة وهذا ما لمحه من سكان الإمارات وقدرتهم على استخدام التقنيات الحديثة ما جعلهم خلال سنوات قلائل في مقدمة دول العالم. وعن أهم سمات الموسيقى الروسية أوضح أندريا أن أكثر ما يلفت النظر فيها، أنها تلزمك بضرورة الاستماع المتكرر لها لما تجده فيها من شعور بالراحة والهدوء، يدفعانك إلى الاستمتاع بكل جزء في الموسيقى الروسية، حيث إن المعزوفات وكأنها تحكي قصصاً ولذا لزم التركيز والإصغاء إليها من أحل وصول المتلقي إلى حالة من السعادة الروحية. وعن مساهمات رباعي تريم في مهرجانات ووماد، بيّن أن هناك مشاركة في مهرجانات ووماد حول العالم منذ انطلاق ووماد قبل 29 عاماً. أما عن اسم تريم ومعناه واختياره للفريق، قال إنه يعني في الفلكلور الروسي “المنزل الخشبي الجميل”، وأن أعضاء الفريق، فهم نفس المكونين له منذ انطلاقه غير أنه تغير عضو واحد فقط منذ أحد عشر عاماً، وهذا التواصل المستمر بينهم خلق عالماً من التماهي والانسجام التام بين العازفين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©