الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحزم العربي والخليج النووي

5 ابريل 2015 21:49
يقول محمد الحمادي : لا يمكن أن يقبل العرب في «مرحلة الحزم»، التي نعيشها وجود شرطي إيراني أو تركي أو إسرائيلي في منطقتنا، وهذا ما يجب أن يستوعبه الغرب، وهذا ما يجب أن نتمسك به كعرب. "الحزم العربي" كشف أننا أمة قادرة على الفعل والتأثير والتغيير، فما الذي يعيد العرب إلى مرحلة ما قبل الحزم التي كانت صعبة ومربكة بكل أشكالها وتفاصيلها. الحقيقة التي يشعر بها كل إنسان عربي اليوم هي أن هذه الصحوة العربية يجب أن تستمر وتتواصل، فمن الواضح أن العالم لا يفهم إلا لغة القوة ولا يحترم إلا الأقوياء. لا يختلف اثنان على أن العرب يعيشون هذه الأيام حالة نادرة من التوافق ومن الأخذ بزمام الأمور والمبادرة والفعل بدلاً من القيام برد الفعل.. هناك حالة من الرضا والفخر لأن العرب انتقلوا من مرحلة الشجب والتنديد إلى مرحلة الرفض الصريح، بل وإلى مرحلة تشكيل تحالفات عربية وإقليمية لحماية الشعوب العربية والمحافظة على الأمن القومي العربي، بل وإرسال طائراتها إلى المنقلبين، والمخربين، ودعم الحكومات الشرعية، وهذا ما يحدث في اليمن الآن. في الأسبوع الماضي أعلنت الولايات المتحدة الأميركية وإيران «رسمياً» عن التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، ورغم أن هذا الاتفاق لم يكن مفاجئاً لكثير من المراقبين، حيث كان من الواضح أن الطرفين توصلا إلى اتفاق منذ زمن فإنهما أرادا الإعلان عنه والاحتفال به الأسبوع الماضي، لتضع طهران وبشكل رسمي يدها في يد ما كانت تصفه بـ«الشيطان الأكبر».. ويصبحا «صديقين»! وليتحول خليجنا إلى خليج نووي، سواء كان سلمياً أو حربياً. لا يهمنا كعرب في الضفة الأخرى من الخليج العربي من هو الطرف الرابح في هذا الاتفاق، هل هم الفرس أم الغرب، فقد وثقنا في الغرب طويلاً، ولم يأتنا منه إلا الطعن في الظهر، فلهم مكاسبهم وعليهم ما يخسرون، وما يهمنا في هذا الاتفاق ألا نقع في فخ الانتظار والترقب من جديد. وبدل ذلك ننظر إلى مصالحنا ومستقبل أجيالنا العربية، وأن نمنع أي مخطط لإيجاد «شرطي للمنطقة»، فلا يمكن أن يقبل العرب في «مرحلة الحزم»، التي نعيشها وجود شرطي إيراني أو تركي أو إسرائيلي في منطقتنا، وهذا ما يجب أن يستوعبه الغرب، وهذا ما يجب أن نتمسك به كعرب. شيطان التفاصيل بين الغرب وإيران يرى عبدالله بن بجاد العتيبي أننا أمام مرحلة تاريخية حقيقية في المنطقة، وهي مرحلة سترسم فيها موازين القوى، وتقرر فيها حسابات الأرباح والخسائر، ويتشكل فيها المستقبل بكل أبعاده، وقد جاء توقيع الاتفاق الإطاري بين الدول خمسة زائد واحد وبين إيران مسبوقاً بعملية "عاصفة الحزم" والتحالف العربي الكبير الذي تشكلت منه. في كل التصريحات الغربية، "كيري"، "هاموند"، "فابيوس"، يتضح أن المشكلة ليست في المبادئ العامة والمعايير الكبرى بل في التفاصيل، والشيطان يكمن دائماً في التفاصيل، إنْ من جهة "الشيطان الأكبر"، وإنْ من جهة "محور الشر" كما كان الطرفان ينعتان بعضهما قبل أن يقرر أوباما أن اتفاقاً مع إيران سيكون الإنجاز الوحيد الذي سيدخله تاريخ الرؤساء الأميركيين الناجحين. وقد صرحوا جميعاً بأن الاتفاق الإطاري حول المشروع النووي الإيراني لن يلغي الخلاف حول أدوار إيران التخريبية في المنطقة بألفاظ مختلفة، فقال أوباما: "ستبقى بواعث قلقنا بخصوص السلوك الايراني طالما واصلت إيران رعايتها للإرهاب ودعمها لوكلاء يزعزعون استقرار الشرق الأوسط وتهديداتها ضد أصدقاء أميركا وحلفائها"، وقال وزير خارجيته جون كيري: "إن الولايات المتحدة لا تزال قلقة جداً من أنشطة إيران لزعزعة الاستقرار في المنطقة"، وأضاف: "ما زلنا نشعر بقلق بالغ بشأن الأنشطة التي تزعزع الاستقرار من جانب إيران في المنطقة". اتفاق الإطار.. والصفقة الكبرى يرى د.عبدالله خليفة الشايجي أن كبح التمدد الإيراني يجب أن يكون جزءاً من الاتفاق الشامل بما يمنع ويردع طهران، ويدفعها للتوصل إلى حل سياسي في اليمن وسوريا، ورفع اليد عن العراق ولبنان. منذ البداية لم يكن برنامج إيران النووي هدفاً بقدر ما كان ولا يزال غاية تتكسب منها طهران لتعزيز رصيدها ورفع شأنها وللاحتكاك بالكبار مع استعدادها ببراغماتية لمقايضة النووي إذا كان المقابل مرْضياً ومقبولاً ويعزز من مكانة النظام ويحميه من الاستهداف، ويدعم وجود وحضور إيران كدولة مركزية في إقليم دائم الاضطراب. وتوظف إيران أوراقها بذكاء ودهاء عن طريق حلفائها وأذرعها في المنطقة لتزيد من مكانتها وحضورها ولدعم تمدد مشروعها. وقد ذُهلت إيران من نجاح السعودية في جمع تحالف غير مسبوق وقيادته في عملية «عاصفة الحزم»، وشن عمليات عسكرية ضد منطقة فيها نفوذ لإيران، وكانت الضربة موجهة للحوثيين بقدر ما كانت موجهة لإيران وأذرعها في المنطقة. كما أن فشل إيران في السيطرة على تكريت مع حلفائها العراقيين من القوات و«الحشد الشعبي» دون تدخل سلاح الطيران الأميركي، تزامن مع سقوط بصرى الشام وإدلب من حليفها في سوريا. وكذلك أيضاً كان من المؤثر قرار الجامعة العربية تشكيل قوات عربية مشتركة. تونس: الثقافة في مواجهة الإرهاب يرى د.السيد ولد أباه أن تونس ترفض الخوف والأبواب المغلقة، ولا تزال بوسطها الفكري المتألق ومجتمعها المدني الحي حصناً منيعاً ضد التطرف والإرهاب. بدا معرض الكتاب الذي نظم الأسبوع المنصرم في تونس بنكهة فريدة ميزته عن الدورات السابقة التي حضرتُ العديد منها خلال الثلاثين سنة الاخيرة . المعرض تم إطلاقه بعد أيام قليلة من الاعتداء الإجرامي الذي تعرض له متحف «باردو» الشاهد على تراث تونسي عريق ضارب في الجذور الفينيقية والرومانية والعربية الإسلامية. وقد رفع مثقفو تونس خلال المعرض شعار «لا يمكن للإرهاب أن يهزم تراث ثلاث آلاف سنة من الحضارة»، وحرصوا خلال احتفالية الكتاب الحافلة بالأنشطة الثقافية الغزيرة أن يوصلوا للعالم رسالة قوية مفادها أن تونس ترفض الخوف والأبواب المغلقة، ولا تزال بوسطها الفكري المتألق ومجتمعها المدني الحي حصناً منيعاً ضد التطرف والإرهاب. وحين كنتُ في تونس هذا الأسبوع، لاحظت أن فاجعة «باردو» كادت تختفي من واجهة المشهد العام حتى لو كانت الأنباء حول ملاحقة المتشددين في الحدود مع الجارتين الشمالية والجنوبية (الجزائر وليبيا) تحمل الجديد كل يوم. كانت الصحف والمنتديات التونسية مشغولة بالجدل الذي خلفته مواقف المفكر التونسي العجوز «محمد الطالبي» (94 سنة)، الذي أسس جمعية ثقافية باسم «جمعية المسلمين القرآنيين». حتى أنت يا مالك بن نبي! حسب منصور النقيدان، فإن التاريخ والحاضر متخمان بأمثلة مشابهة لما يحصل اليوم، أيْ إجهاد الذهن واعتصار الأدمغة لمغالطة الذات، ولخلق الأوهام، لتكذيب ما تراه العين. من شبه المستحيل اليوم إقناع العرب لأنفسهم، والمسلمين لذواتهم، وللعالم من حولهم، بأن ما يعيشونه وما يصنعونه بأيديهم من دمار وانهيار واقتتال واستئصال ديني ومذهبي، وتدمير للمدنية وسحق للمعالم الحضارية، ومن تمييز مذهبي وتصفية عرقية، ليس إلا مؤامرة خبيثة بدأت خيوطها منذ سقوط الخلافة العثمانية، بل من نهايات القرن التاسع عشر، وربما أبعد من ذلك التاريخ، إلى الحروب الصليبية، بل إلى أبي لؤلؤة المجوسي وعبدالله بن سبأ. وهناك من يعزو بداية البلاء إلى ما قبل ظهور الإسلام ربما بألفي عام! في مراهقتي وشبابي كان يمكن لجيلي أن يؤمنوا بأن التخلف الذي نعيشه والانهزامية التي نتمرغ بها، والقابلية للاستعمار هي نتاج مؤامرات لا تتوقف، خُططت بمهارة فائقة، وجاء التاريخ من بعد، وصيرورته وتحولاته، وصُدفه وحظوظ الأعداء، مشفوعة بذنوبنا وآثامنا الشخصية وضعف علاقتنا بالله، لتمنح تلك المخططات التحقق. إن كل هذا لا يفيد ولا يغني اليوم، لأن ما نراه وما نلمسه ونسمعه، يؤكد أن تلك الأوهام كانت غشاء وباباً يحول دون رؤية الحقيقة المؤلمة، أننا بأنفسنا دمرنا كل الأشياء الجميلة التي كانت يوماً تصنع عالمنا. بخاري: نيجيريا.. بالانقلاب ثم الانتخاب! فاز المعارض محمدو بخاري بالانتخابات الرئاسية في نيجيريا بنسبة 53,9% من الأصوات، ووفق النتائج الرسمية المعلنة الأربعاء الماضي، تقدم بخاري في 21 ولاية من أصل 36 في البلاد. وبخاري، الرئيس الجديد لنيجيريا، ضابط عسكري سابق ورجل دولة، شغل عدة مناصب وتبوأ قمة السلطة في بلاده مطلع الثمانينيات عبر انقلاب عسكري، وها هو يعود إليها الآن عبر انتخابات تعددية حرة. وقد ولد محمدو بخاري عام 1942 في مدينة كاتسينا بشمال نيجيريا، لأسرة تعود أصولها إلى مدينة «دورا»، المركز الثقافي والروحي لعرقية الهوسا المسلمة، وهي أكبر عرقية في نيجيريا (25? من مجموع السكان)، تأتي بعدها عرقيتا اليوروبا والإيبو. نشأ بخاري في عائلة من 23 طفلا، وتكفلت به والدته بعد أن توفي عنه والده وهو في سن الثالثة. وفي سن الـ 18 انضم للجيش النيجيري، وتلقى تكويناً في المدرسة العسكرية في «كادونا»، ثم في إنجلترا، ليصبح ملازماً في كتيبة المشاة الثانية في أبيوكوتا. وفي عام 1964 تلقى تدريباً عسكرياً آخر في إنجلترا، ليعمل بعدة مواقع عسكرية في بلاده، حيث قاد كتيبة المشاة الثانية، ثم عين آمر القطاع الثاني في فرقة المشاة الأولى، فقائداً للواء في فرقة المشاة الثالثة، ثم نائب قائد فرقة المشاة الأولى، فالقائم بأعمال مدير إدارة النقل والإمداد في الجيش، ثم عضو المجلس العسكري الأعلى الحاكم (1978 -1979)، فقائد فرقة المشاة الرابعة، ثم قائد الفرقة الثالثة (أكتوبر 1981 -ديسمبر 1983).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©