الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عباءات تستلهم رونقها من زرقة البحر وتتزين بالمرجان والأصداف

عباءات تستلهم رونقها من زرقة البحر وتتزين بالمرجان والأصداف
9 ابريل 2011 20:50
لم تكن الحياة التي عاشتها المصممتان الأختان ريم وهند بالجافلة تقليدية بسيطة، فقد عاشتا فترة طويلة خارج الدولة من أجل إكمال دراستهما الجامعية والالتحاق بدورات خاصة بتصميم الأزياء، وذلك بعد أن غرست فيهما والدتهما حب الموضة والأزياء، حيث كانت تتابع الموضة في أزيائها، وتصطحب ريم وهند معها كلما سافرت لحضور أسبوع الموضة في باريس وميلانو وإيطاليا، بعد أن كانت تتلقى دعوة لحضورها. (دبي) - على الرغم من أن ريم بالجافلة درست هندسة الديكور في لندن، فيما درست شقيقتها هند الضيافة وإدارة الفنادق في مانشستر إلا أنهما لم يعملا بشهادتيهما إلا فترة قصيرة، تميزت فيها ريم بتصميمها لثلاثة أنفاق مهمة في دبي، ومن ثم انصرفتا إلى عالمهما الجميل، الذي أطلقتا فيه العنان لخيالهما وإبداعاتهما التي لا تقف في وجهها حدود. إطار تقليدي ما يؤكد أن ريم كانت تفكر بأن تكون يوماً ما مصممة أزياء أنها كانت تلتحق بدورات في معاهد وجامعات بريطانية في الأزياء، جنباً إلى جنب مع دراستها للهندسة، لتتعرف إلى تاريخ الموضة والأزياء، وبما تميزت به في كل عصر، ولتتلقى أهم القواعد والأساسيات التي يجب أن تكون لدى مصمم الأزياء، وتكتسب مهارات تنسيق الألوان وحسن اختيارها، أما هند فقد تولت الإدارة والتسويق الخاصة بدار الأزياء التي تصمم لها ريم، وهي دار أزيائهما التي افتتحاها في دبي منذ 3 سنوات. اختارت ريم وهند أن تكون بدايتهما في التصميم مع العباءة. إلى ذلك، قالت ريم “عندما انتهيت من الدراسة أنا وأختي هند عدنا إلى الدولة، وصرنا نلاحظ كلما دعينا إلى إحدى المناسبات أن أغلب المدعوات لا يرتدين عباءات تخرج عن الإطار التقليدي، على الرغم أن الحفلات لم تكن مختلطة، ما يتيح لهن فرصة أكبر لارتداء عباءات أو ملابس لافتة ومميزة، ففكرنا بأن نبدأ بابتكار تصاميم تمزج بين شرقيتنا وحشمتنا كمسلمين، وبعض اللمسات الغريبة الراقية للملابس الأوروبية، من دون أن نلتزم بمسمى قصة معينة، ففي عالم الأزياء تطلق الأفكار عنانها ولا قانون يحكم اختيار تصاميمها، ومن هنا يأتي الإبداع فكل مصمم يعبر عن ذاته وأفكاره عبر لمساته الخاصة التي تميزه”. وتضيف “واجهنا انتقادات لاذعة من الكثيرين في بداية عملنا، بأننا نفقد العباءة حشمتها ونخرجها من أصالتها والتزامها، لكننا أكدنا لكل من وجه إلينا انتقاده بأننا نصمم هذه العباءات للمناسبات، وليس للأجواء المختلطة، فالمرأة تحب أن تكون جميلة وأنيقة في المناسبات والحفلات غير المختلطة، ولأجل ذلك يمكنها أن تجد ما تبحث عنه لدينا”. الخروج عن المألوف تصمم ريم وهند عباءات جريئة تنطوي على أفكار لافتة خارجة عن المألوف، عنها تقول ريم “يوجد لدينا نوعان من العباءات، منها “العباءات الكاجوال” العملية المريحة الخاصة بالعمل والسوق والجلسات المختلطة، وهي مجموعتين وموجودة على مدار العام الأولى، منها على اسم أختي حصة التي تتميز بهدوئها وخجلها وبساطتها، أما المجموعة الثانية فسميتها هند لأنها تحمل صفات شخصيتها، ألا وهي الجرأة والقوة والثقة بالنفس”. وتتابع “النوع الثاني عباءات نخرجها على شكل مجموعة مرتين في السنة، كبقية المصممين الملتزمين بخطوط الموضة العالمية، حيث عرضنا مجموعتنا الأخيرة لربيع وصيف 2011 قبل فترة، وكانت تضم 26 عباءة خاصة فقط بالأعراس والحفلات، استوحينا أفكارها من البحر وهدوئه ورومانسيته وجماله ومحتوياته”. وتضيف ريم “اقتصرت ألوان كل قطع المجموعة على 3 ألوان فقط، الأزرق والأخضر والزهري، وهذه ألوان الأحجار والمرجان والصدف والنباتات البحرية، وغيرها، مما يوجد في أعماق البحر، واستخدمنا تدرجات هذه الألوان الثلاثة عبر إدخال أحدها إلى العباءة لتكسر سوادها وتضيف إليها جمالية من نوع خاص، ولن ندمج لونين أو أكثر، ولم نعرج على الأقمشة المعرقة أو المشجرة في هذه المجموعة”. استخدمت ريم وهند في مجموعتهما الأخيرة المستوحاة من البحر أقمشة الجورسية ليكون منها الجزء الملون من العباءة الذي ليس له مكان محدد، فقد يمر بمنتصف العباءة، أو بوسطها أو بصورة مائلة من الكتف إلى أسفل العباءة في الجهة المخالفة لجهة الكتف. أما الجزء الأسود في العباءة فهو من قماش الحرير، كما جاءت معظمها فضفاضة محتشمة ومخصرة بحزام من الأحجار الكريمة، والفصوص الملونة بأحجام وأشكال مختلفة، والتي في كثير من الأحيان تكون مصدر إلهام لريم في تصاميمها. وقد تستوحي تصميماً آخر من نوعية وطبيعة القماش، فالمصمم يعيش حالة مزاجية لا شعورية مع القماش والألوان والإكسسوار تولد إبداعاً يصعب تفسيره. إبداع المرأة الإماراتية تفيد ريم أنها تتعامل وأختها هند مع إحدى الشركات العالمية التي ترسل لهما بصورة دورية نشرات عن آخر خطوط الموضة وألوانها؛ فيتقيدان بذلك مع الأخذ بعين الاعتبار تجنب ما لا يليق بالعباءة وحشمتها، فهما يريدان الارتقاء بها وإفهام الغرب أن المرأة المسلمة امرأة متجددة متطورة، تحب أن تلبس وتتأنق في إطار الحشمة والوقار، وليس أدل على ذلك أنهما يسوقان عباءاتهما في متاجر بريطانيا الراقية، حيث لاحظتا أن أغلب الإماراتيات يحببن قضاء إجازاتهن هناك، مما يمكنهن من شراء ما يردنه، وتوجد جالية عربية ومسلمة كبيرة هناك، مما يعني أنهن قد يجدن في عباءات ريم وهند ما يبحثن عنه، ولا يجدنه في أي متجر آخر، وتبتغي في الوقت ذاته المصممتان الإماراتيتان المبدعتان أن تريا الغرب ما وصل إليه إبداع المرأة الإماراتية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©