محمود الحضري (دبي) - تطبق دولة الإمارات أول لائحة تنفيذية إلزامية لإدارة مخاطر الإرهاق في الطيران أكتوبر المقبل، بحسب سيف محمد السويدي مدير عام الهيئة.
وقال السويدي خلال كلمته في مؤتمر “مخاطر الإرهاق على سلامة الطيران” الذي انطلقت فعالياته بدبي امس، إن الهيئة العامة للطيران المدني تعكف حاليا على إعداد أول لائحة تنفيذية لإدارة مخاطر الإرهاق في قطاع الطيران ولحماية أطقم الطائرات تمهيدا لتطبيقها إلزاميا على شركات الطيران مطلع أكتوبر المقبل. وأفاد السويدي بأن اللائحة ستراعي أعلى المعايير التي تطالب بها منظمة الطيران المدني الدولية “إيكاو”، مؤكدا أنها ستكون ملزمة لجميع الشركات الطيران العاملة في الدولة.
وأوضح أن الهيئة شكلت لجنة خاصة لتطبيق وتنفيذ اللائحة بالتدريج على مدار السنوات الثلاث المقبلة، وستراعي تعليمات منظمة الطيران المدني “ ايكاو” الخاصة بإدارة مخاطر الإرهاق والتي ما زالت غير ملزمة لشركات الطيران.
وافتتح السويدي أمس فعاليات مؤتمر “مخاطر الإرهاق على سلامة الطيران”، وهو الأول من نوعه إقليميا، بمشاركة 150 من خبراء الطيران والطيارين وأخصائيي طب الطيران من الإمارات ودول المنطقة.
وشارك في المؤتمر خبراء الطيران في مجال مخاطر الإرهاق، الذين ناقشوا التعريف ببرنامج منظمة الطيران المدني الدولي “إيكاو” الخاص بنظام إدارة مخاطر الإرهاق، والموصى بتطبيقه لدى مراكز التدريب والشركات المشغلة لضمان سلامة المسافرين وطاقم الطائرة، كما تم مناقشة الأسباب المؤدية إلى الإرهاق لدى أفراد طاقم الطائرة والفيزيولوجيا البشرية للإرهاق إلى جانب استعراض تقنيات وأنظمة إدارة المخاطر.
وأوضح سيف السويدي بأن الناقلات الوطنية تتمتع بأعلى المعايير في هذا المجال باعتبارها من أكثر الشركات التي تسير رحلات طويلة كما أنها تتمتع بشراكة فاعلة مع ايكاو ولديها فرق عمل خاصة في المنظمات الدولية وخطط عمل واستراتيجيات تضمن التطبيق الأمثل لبرنامج إدارة مخاطر الإرهاق.
وبين بأن إصدار لائحة وتعليمات إدارة مخاطر الإرهاق يأتي كإجراء وقائي ولتعزيز برامج إدارة مخاطر الإرهاق في الشركات وليس نتيجة لحوادث فعلية، مبينا أن المؤتمر الذي تنظمه الهيئة هو الأول من نوعه في المنطقة ويستهدف الوصول إلى آليات لتطوير معايير دولية ملزمة تعمل بها شركات الطيران على مستوى المنطقة والعالم.
وأشار إلى أن الهيئة تسعى من خلال المؤتمر إلى تسليط الضوء على مخاطر الإرهاق وتأثيره على سلامة الطيران واستعراض آخر المستجدات والدراسات الدولية الرامية إلى الحد من مخاطر الإرهاق على سلامة الأجواء.
وشدد على الأهمية النسبية لموضوعات لمؤتمر حيث تمس صناعة الطيران في الدولة بشكل مباشر، خاصة مع العدد المتزايد من الرحلات الطويلة التي تقوم ناقلات وطنية مثل طيران الإمارات وطيران الاتحاد، بتسيير رحلات مباشرة إلى وجهات دولية تصل مدتها إلى 15 ساعة طيران.
بدورها، قالت الدكتورة نبيلة العوضي رئيسة قسم طب الطيران في الهيئة العامة للطيران المدني “يؤكد المؤتمر دور دولة الإمارات في مجال إدارة مخاطر الإرهاق في قطاع الطيران خصوصا أن شركات الطيران الوطنية وهي طيران الإمارات والاتحاد لديها رحلات طويلة متعددة وهي تطبق تعليمات صارمة في هذا الاتجاه”.
وأضافـت “أن المؤتمـــر سيتبع بعــدة ورش عمل تتناول هذه القضية والقضايا الفنية التي تتعلق بها وأفضل السبل لتنفيذ نظام إدارة مخاطر الارهاق والمعروف عالميا بـ FRMS”.
ونوهت العوضي إلى أن تعليمات الايكاو موجودة منذ فترة و شركات الطيران تعرفها جيدا، إلا أنها ما زالت غير ملزمة ويترك تنفيذها لشركات الطيران وفقا لسياسة كل شركة واستراتيجية عملها كما أن دخول الطائرات الجديدة بما تحتويه من تقنيات وأنظمة حديثة يستدعي تعديل مثل هذه التعليمات خاصة فيما يتعلق بطول الرحلة بين 12 ساعة وأكثر.
وأكدت أن دولة الإمارات تلعب دورا رئيسيا في مجال التوعية بسلامة الطيران على مستوى المنطقة، وتقود عدة برامج وخطط وضعتها وأوصت بها منظمة الطيران المدني الدولي، ويعتبر تنظيم المؤتمر خطوة لتأكيد الدور المهم الذي تقوم به الدولة ضمن مجتمع الطيران المدني الدولي.
من جانبه، شدد إسماعيل البلوشي المدير التنفيذي لقطاع شؤون سلامة الطيران بالهيئة على أن “سلامة الأجواء والحد من مخاطر السلامة يعتبر من صلب أولويات الهيئة العامة للطيران المدني، ومؤتمر مخاطر الإرهاق على سلامة الطيران خطوة هامة على المستوى الإقليمي لقيادة برنامج منظمة الطيران المدني الدولي لنظام إدارة مخاطر الإرهاق”.
وأضاف” تولي الهيئة العامة أهمية خاصة لمجال طب الطيران المسؤول عن النظر في اللوائح المتعلقة بصحة طاقم الطائرة وتقليص مخاطر الإرهاق”.
من جهته، ذكر الكابتن الان ستيلي من طيران الإمارات أن الناقلة التي تسير 28 رحلة طويلة تطبق نظام إدارة مخاطر الإرهاق منذ عام 2003 وبمعايير أعلى من تعليمات “ الايكاو” حيث تأخذ في الاعتبار عوامل أخرى تتعلق بصحة الطيارين وراحتهم قبل وبعد أي رحلة طويلة وغيرها.
وقال” هذا النظام المطبق تعززه الشركة بتحليل علمي لحالة كل رحلة والطاقم العامل فيها وأوقات نومهم وراحتهم وبرامج عملهم”، مشيرا الى انه ورغم ان هذا النظام غير ملزم في الايكاو الا ان الناقلة تراعي فيه أعلى معايير الالتزام بالنظر لتعدد رحلاتها الطويلة وتنوعها.
وناقش المؤتمر أوراق قدمها الدكتور دافيد باويل المتخصص في طب الطيران ومن المشاركين في وضع التوصيات الدولية للإيكاو لسلامة طاقم الطائرة العاملين في الرحلات الجوية الطويلة، وكابتن “ريتشارد هيل” من طيران الاتحاد، والدكتور ناصر حميد النعيمي، قائد مركز طبي القوات الجوية والدفاع الجوي.
وتناولت أوراق العمل مخاطر الإرهاق على أداء الطيارين وسلامة الطيران القوات الجوية ونظام إدارة مخاطر الإرهاق والموصى بتطبيقه لدى مراكز التدريب والشركات المشغلة لضمان سلامة المسافرين وطاقم الطائرة اضافة إلى الأسباب المؤدية إلى الإرهاق لدى أفراد طاقم الطائرة والفيزيولوجيا البشرية للإرهاق إلى جانب استعراض تقنيات وأنظمة إدارة المخاطر وآخر المستجدات والدراسات الدولية الرامية إلى الحد من مخاطر الإرهاق على سلامة الأجواء.
عدد اليوم
