أنا ومديري، أصحاب أم أغراب؟. بالرغم من أن ما سأقوله قد لا يعجب البعض، ولكن لا تقل لي بان شخصا تراه وتتحدث معه وتسمع صوته ولمدة 8 ساعات يوميا «على أقل تقدير» وبالرغم من كل ذلك تبقى انت وهو أغرابا!.
العلاقة بين الرئيس والمرؤوس كانت وما تزال لغزا حير الكثيرين ممن عملوا في شؤون الإدارة والموارد البشرية. فهي في الحقيقة أشبه ما تكون بالسهل الممتنع. فبالرغم من أنها بسيطة في حقوقها وواجباتها ومحددة بالقوانين واللوائح وخطط العمل، إلا إن الجانب الإنساني والبشري في هذه العلاقة التي تربط بين «كائنين بشريين» يجعل منها علاقة غير خاضعة مئة في المئة للقوانين الوضعية فقط وإنما لأكثر من ذلك.
لقد وضحت قوانين الموارد البشرية، أو رأس المال البشري كما يفضل البعض، هذه العلاقة بقائمة طويلة من المحظورات والمرغوبات ودعمتها ببنود وقرارات وتعاميم حتى أصبحت ككتاب مقدس ووثيقة قانونية خاضعة للأحكام والجزاءات لكلا الطرفين، ولكن هل فعلا يمكننا نحن البشر أن نخضع مشاعرنا للقوانين! في الحقيقة أن هذا الموضوع مستحيل، وإلا ما وجدت الجزاءات التي هي افتراض موقن بان خرق القانون قائم لا محاله، وهذا الخرق هو جزء لا يتجزأ من كوننا بشراً وإن حكمتنا القوانين.
![]() |
|
![]() |
هذه الساعات الثماني التي قد تكون أطول ساعات نقضيها من اليوم في مشاهدة أو التعامل مع شخص ما، هي بالفعل وقت يستحق التقدير ويستحق منا أن نثمن هذه العلاقة سواء أكنا أصحابا أم أغرابا.
![]() |
|
![]() |
ضبابه سعيد الرميثي - العين