الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أنا .. ومديري

16 ابريل 2014 22:16
أنا ومديري، أصحاب أم أغراب؟. بالرغم من أن ما سأقوله قد لا يعجب البعض، ولكن لا تقل لي بان شخصا تراه وتتحدث معه وتسمع صوته ولمدة 8 ساعات يوميا «على أقل تقدير» وبالرغم من كل ذلك تبقى انت وهو أغرابا!. العلاقة بين الرئيس والمرؤوس كانت وما تزال لغزا حير الكثيرين ممن عملوا في شؤون الإدارة والموارد البشرية. فهي في الحقيقة أشبه ما تكون بالسهل الممتنع. فبالرغم من أنها بسيطة في حقوقها وواجباتها ومحددة بالقوانين واللوائح وخطط العمل، إلا إن الجانب الإنساني والبشري في هذه العلاقة التي تربط بين «كائنين بشريين» يجعل منها علاقة غير خاضعة مئة في المئة للقوانين الوضعية فقط وإنما لأكثر من ذلك. لقد وضحت قوانين الموارد البشرية، أو رأس المال البشري كما يفضل البعض، هذه العلاقة بقائمة طويلة من المحظورات والمرغوبات ودعمتها ببنود وقرارات وتعاميم حتى أصبحت ككتاب مقدس ووثيقة قانونية خاضعة للأحكام والجزاءات لكلا الطرفين، ولكن هل فعلا يمكننا نحن البشر أن نخضع مشاعرنا للقوانين! في الحقيقة أن هذا الموضوع مستحيل، وإلا ما وجدت الجزاءات التي هي افتراض موقن بان خرق القانون قائم لا محاله، وهذا الخرق هو جزء لا يتجزأ من كوننا بشراً وإن حكمتنا القوانين. نعم، نحن أصحاب ولسنا أغرابا، ولكننا وإن كنا كذلك فيبقى جزء من هذه العلاقة خاضعا لقانون في رأيي هو أقوى واهم من أي قوانين وضعية، ألا وهو قانون الاحترام المتبادل لإنسانيتنا. وهي علاقة أشبه بالأخوة، فمهما ذابت الحواجز بينك وبين أخيك إلا أن الفاصل الذي يحمي هذه العلاقة من الضوضائية والضرر هو ذاته الفاصل الذي يجب أن يكون في أي علاقة إنسانية، سواء أحترام العمر أو الخبرة أو القيادة أو لمجرد الإنسانية. هذه الساعات الثماني التي قد تكون أطول ساعات نقضيها من اليوم في مشاهدة أو التعامل مع شخص ما، هي بالفعل وقت يستحق التقدير ويستحق منا أن نثمن هذه العلاقة سواء أكنا أصحابا أم أغرابا. ولكن، وفي ظل هذه المتغيرات الكثيرة التي طرأت على علاقاتنا البشرية سواء بمديرنا أو بمجتمعنا، وما أحدثته وسائل التواصل الاجتماعي من جنون التواصل الذي أصبح هاجس الجميع وموضة العصر، فإن لـ «تويتر» والانستغرام حديثا آخر في هذه العلاقة، وهو ما سنتحدث عنه في وقت لاحق، فإلى لقاء قريب بإذن الله. ضبابه سعيد الرميثي - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©