نجح صاحب مطعم ألماني في التعرف على لص، كان يسرق الخبز من مطعمه يوميا، عن طريق نشر صورة اللص على الإنترنت. إلا أنه حين أوقع باللص ورفع عليه دعوى قضائية أمام المحكمة فوجئ بدعوى قضائية مضادة، يؤيدها رجال القانون، رفعها ضده حرامي الخبز نفسه.
يقول صاحب المطعم، واسمه فيري فيبر، إن اللص المجهول دأب يوميا، طوال 6 أشهر، على سرقة الخبز الذي كان يضعه الفران صباحا قرب باب المطعم في مدينة دوسلدورف عاصمة ولاية الراين الشمالي ووستفاليا، غرب ألمانيا. وبهدف وضع حد لهذه الحالة وظف مبلغا من المال في نصب كاميرا فيديو في مكان خفي لمراقبة اللص، وفقا لما نشرته صحيفة "الشرق الأوسط اللندنية".
الكاميرا صورت اللص فعلا - بالجرم المشهود - يوم 5 أبريل (نيسان) الحالي، وظهر وجهه واضحا وهو يرفع سلة الخبز الكبيرة. وعلى الأثر عمم فيبر الصورة على صفحة المطعم الإلكترونية مع سؤال «من يعرف هذا الرجل؟»، كما نشر فيلم الفيديو القصير على صفحة الـ«فيس بوك»، ورفع بعدها دعوى قضائية ضد مجهول لدى شرطة دوسلدورف.
ويقول فيبر إن آلاف الأشخاص شاهدوا الفيلم على الـ«فيس بوك» خلال ساعة، ثم اتصل به شخص مجهول قال إنه تعرف على اللص وكشف عن اسمه وعنوانه بالضبط. وعندها ألقت الشرطة القبض على لص الخبز، واتضح أنه شاب عاطل عن العمل من حي قريب، وبرر السرقة بحبه لـ«الدعابة والمشاكسة».
لكن مشكلات فيبر مع لص الخبز لم تنته عند هذا الحد، لأنها في الحقيقة، بدأت هنا.
فاللص المولع بـ«الدعابة والمشاكسة» - كما زعم - رفع دعوى مضادة ضد فيبر بتهمة القذف والتشهير، وأيد رجال الشرطة منطق اللص، ونصحوا فيبر بالاتصال بمحاميه.
نيل شرودر، من قيادة الشرطة في ولاية الراين الشمالي ووستفاليا، قال إن أعمال «التحري الخاصة» التي أجراها فيبر «غير قانونية». وذكر أن لاستخدام الكاميرات في الرقابة على الأماكن العامة شروطه، وكان على صاحب المطعم أن ينال موافقة السلطات قبل أن يفعل ذلك. وفضلا عن ذلك، فإن نشر صور الناس على الإنترنت، كما تفعل الشرطة في حالة البحث عن مشبوهين، له شروطه أيضا.
هذا، وتوقع شرودر أن ينال اللص حكما مخففا بسبب تفاهة مبلغ السرقة، ولأنه لا يملك سجلا إجراميا لدى الشرطة، لكن عقوبة «التحري الخاص» قد ترتفع إلى 300 ألف يورو بسبب الانتهاكات القانونية التي ارتكبها فيبر.
عدد اليوم
