الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إماراتيات حائرات بين قبول ورفض السكن مع أهل الزوج

إماراتيات حائرات بين قبول ورفض السكن مع أهل الزوج
9 ابريل 2011 14:57
تحلم كل فتاة ببيت الزوجية وتنسج آمالاً عريضة، حول شكل المكان وترتيبه، ليصبح مملكتها الخاصة، ولكن البعض منهن يجدن أنفسهن خارج هذا الحلم بالانتقال إلى السكن مع أهل الزوج.. سؤال تطرحه العديد من النساء في الإمارات هل تقبلين الحياة مع الحماة؟ تبدو أبرز معضلات الحياة مع أهل الزوج، هي تدخل الحماة بشكل أساسي في تفاصيل العلاقة بين ابنها وزوجته وفي تربية الأولاد. ونصحت بعض من التقينا بهن الزوجة بتقبل الوضع بصدر رحب ومحاولة الاستفادة من خبرة الحماة في تربية الأطفال بجانب أن وجود أم الزوج يوفر وقتا أكثر للعلاقة بين الزوجين بترك الأطفال مع الأم. ولكن ليس الجميع مع هذا الرأي، ففاطمة، إماراتية أم لثلاثة أبناء، تكمل الشهر المقبل 12 عاماًَ في منزل أهل زوجها، وتقول إنها ما زالت تطمح للانتقال إلى بيت مستقل. فاطمة تؤكد أن تفجر المشكلات اليومية مع والدة زوجها يعكر صفو حياتها، ولكنها ترضى بالوضع القائم حالياً نظراً لأن زوجها كبير عائلته ووالديه يحتاجان للرعاية نظراً لكبر سنهما. وفي النهاية تقول "إننى مثل كل سيدة أحلم بمملكة خاصة لا يشاركنى فيها سوى زوجى وأولادى". ويقول د. يوسف التيجاني، أخصائي الأمراض النفسية، إن الرغبة فى الاستحواذ على الأبن من جانب الام (الحماة) قد تدفع بعض الزوجات إلى الغيرة، وبالتالي نشوب الكثير من المنازعات بين الأم وزوجة الأبن ربما تنهتى فى مرات ليست بقليلة بالطلاق. وأوضح أن الافضل دائماً هو الاستقلال فى بيت خاص بالزوجين، على ألا تنسى الزوجة التواصل مع أهل زوجها دائماً والا تنقطع صلة الرحم. وأشارت دراسة إماراتية قبل 3 سنوات إلى أن أكثر من 20% من حالات الطلاق بين المواطنيين سببها تدخل الأهل. وأظهرت الدراسة التي أجراها د. جمال الفخراني أن تدخل الأهل هو السبب الثاني لطلب الزوجة الطلاق بعد عدم التوافق بين الزوجين. وهناك أسباب اقتصادية وراء السكن في بيت الزوج، فبحسب أحلام، وهي إماراتية في الثلاثينيات، تسكن مع أهل زوجها منذ عامين، فإن غلاء المعيشة يجعل السكن فى بيت الأهل هو الخيار الأنسب. ولاترى أحلام في البقاء فى منزل عائلة الزوج مشكلة، خاصة إذا كانت الإقامة لفترة مؤقتة تنهتى مع تحسن الأوضاع المادية وشراء بيت خاصة بها فى المستقبل. وتضيف أحلام أن صلة القرابة التى تجمع بين عائلتها وعائلة زوجها تجعلها تشعر وكأنها وسط عائلتها وتجعل الحياة تسير في هدوء. وعن إضطرار بعض السيدات على الموافقة على هذا الوضع بحكم الظروف الاجتماعية التى قد يمر بها الزوج فى مقتبل حياته، وعدم قدرته على توفير مسكن مستقل، يقول التيجانى إن الفائدة الوحيدة التى ربما تعود على الزوجة التى توافق على السكن فى بيت أهل زوجها ربما هى الفائدة المادية، حيث تتشارك مع أهل زوجها فى كل شيء، ويصبح العبء المادى غير موجود. لكن هل تكفى الراحة المادية بديلاً عن راحة البال والمشكلات التى قد يتسبب فيها هذا الوضع، يقول التيجانى إن هذا الأمر يختلف بين امرأة وأخرى، فمنهن من ترضى السكن فى بيت أهل زوجها مقابل الاستقرار المادى الذى تحصل عليه، وعلى العكس هناك من تشترط الإقامة فى منزل مستقل على أن تتحمل بعض العوائق المادية طلباً للاستقلالية فى حياة جديدة. من جانبها، تشيرأم تغريد، متزوجة منذ خمسة أعوام، إلى أن إصرار كل فتاة على عدم السكن فى بيت أهل زوجها حق طبيعى لها، فهي لن تسلم من القيل والقال وسط عائلة زوجها، بالإضافة إلى شعورها بتقييد حريتها وهى لاتزال فى مقتبل حياتها الزوجية. وتؤكد تغريد أنها أصرت على الاستقلال بحياتها، وكان زوجها متفهماً لوجهة نظرها، بسبب المشاكل التي سمع عنها من بعض الأصدقاء والمقربين بشأن الإقامة فى بيت أهل الزوج. "خليك بعيد.. حبك يزيد"، هذا المثل العربى تقتنع به خلود، وهى غير متزوجة. وتقول إنها تصر على أن الاستقلالية هى أول شروط لنجاح الزواج. وترفض خلود أن يكون غلاء المعيشة أو ارتفاع أسعار السكن مبرراً للبقاء فى بيت أهل الزوج. وتقول إن إحدى قريباتها، التى تزوجت منذ عام تقريباً فى بيت أهل زوجها، تعرضت لكثير من المشكلات بسبب اخوات زوجها. وترى خلود أن زوجة الابن تظل غريبة عن عائلة الزوج مهما حدث. وترى فتحية، إماراتية فى الاربعينات من عمرها وتقيم فى منزل مستقل منذ زواجها قبل 20 عاماً، أنه لا مانع من الاقامة فى منزل أهل الزوج إذا اقتضت الضرورة، حين يكون أحد الوالدين فى سن كبيرة ويحتاج لإقامة الابن معه، خاصة إذا وضعت الزوجة نفسها فى محل أحد الأبوين. وتؤكد فتحية أن بر الوالدين أمر طيب ومستحب. في النهاية يؤكد د. يوسف التيجانى أن السلامة النفسية للزوجين خاصة فى مقتبل حياتهما الزوجية يرجع جزء منها إلى الشعور بالاستقلالية فى كل شيء، وبخاصة المسكن الذى يقضى فيه الزوجين أغلب وقتهما، ومن ثم فإن الشعور بالراحة والطمانينة فى هذا المسكن يمثلان أحد الاسباب الرئيسية لأنجاح الزواج. ويشير التيجانى إلى أن شعور الزوجة بأنها تخلق التواصل الاجتماعى مع أهل زوجها بمحض إرادتها عبر الزيارات مثلا يختلف كثيراً مع شعورها بأن هذا التواصل مفروض عليها بحكم سكنهما فى منزل واحد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©