الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحمد المنصوري: «هيفاء» قتلتها «عين حارة» و «إعدام» إسم على مسمى!

أحمد المنصوري: «هيفاء» قتلتها «عين حارة» و «إعدام» إسم على مسمى!
18 أكتوبر 2009 22:07
بين البر والبحر يقضي الشاب أحمد المنصوري عامه متنقلا، فعندما تشتد حرارة الصيف ولهيبه يشد رحاله وينطلق مع ربعه «رفاقه» إلى البحر يمارسون هواياتهم البحرية من سباحة وغوص ورحلات صيد. ومع حلول شهر سبتمبر ولحين انسلاخ شهر مارس فإنه يرتحل إلى البرّ حيث الحدود السعودية أو سورية حاملا معه عدته وصقوره ليمارس هواية «الصيد بالصقور» الأحب إلى قلبه والتي ورثها أبا عن جدّ. وهي رياضة تعني له الكثير لأنها باختصار تراث الآباء والأجداد الذين توارثوه جيلا بعد جيل. بالنسبة للمنصوري، فإن الصيد بالصقور هواية عربية أصيلة تمنح صاحبها الكثير من الصفات المميزة كالجلد والصبر وقوة التحمل والقدرة على مواجهة المصاعب والشدائد. يقول: «تعلّمت الصيد بالصقور منذ أكثر من 13 عاما مضت، وكنت آنذاك ما زلت فتى، وقد أخذت الهواية عن والدي، محمد سعيد حرمش المنصوري، الذي علمني إياها ثم سلمني الراية واعتزل ليردّ إلى صديقه البحر حيث يمارس هواية الغوص، وهو «نوخذة» معروف في أبوظبي». محمية للصيد بالصقور عن رحلاته في الصيد يتحدث المنصوري قائلا: «منذ حلول شهر سبتمبر نجهز عدتنا أنا وبعض أقاربي، ثم نتوجه إلى الصيد حيث أصبحنا نتوجه مؤخرا إلى سورية حيث نصيد الكروان، وفي بعض الأحيان نتوجه إلى الحدود السعودية حيث منطقة الربع الخالي وهنالك نقنص الأرانب بالدرجة الأولى وقد نتمكن من صيد بعض الحبارى والكروان التي توجد هناك بطريق الصدفة». لكن للأسف، يستطرد المنصوري، قائلا: «هواية الصيد بالصقور في تراجع بالإمارات-نوعا ما- وذلك بسبب عدم السماح بالصيد هنا، فنحن نشتري الصقور وندربها هنا ثم نسافر بها للصيد. وفي السابق كنا نضطر للسفر إلى باكستان والعراق وموريتانيا بغية الصيد، لكنها الآن مناطق نزاع وليست آمنة بالنسبة لنا، ولذلك فنحن مضطرون للتنقل بين سورية والسعودية». يضيف: «كون هذه الهواية تراثية فإننا نقترح أن تقوم الدولة بإيجاد منطقة خاصة محمية وخاضعة للقوانين تشرف عليها، مع فرض رسوم مالية معينة وذلك للحفاظ على هذه الهواية من الاندثار». «عديم» و»إعدام» هواية الصيد مكلفة، حسب ما يذكر المنصوري، فأقل صقر يكلف شراؤه ما بين 15- 20 ألف درهم وذلك حسب نوعية الصقر، فيما تحتاج تربيته أيضا إلى تكاليف مادية عالية إذ يتطلب أخذه إلى الطبيب كل شهر لعمل المراجعة الدورية، كما أن طعامه مكلف أيضا فهو يأكل الفري الطازج أو المثلج والبط والحمام. ويملك المنصوري تسعة من الصقور يحتفظ بها في منزله، حيث وظف أحد العاملين «صقّارا» خصّص فقط للعناية بها، كيف لا وهي عزيزة على قلبه، يقول المنصوري: «مع العشرة والوقت يصبح الصقر قريبا إلى قلبي وكأنه ابن لي، خاصة عندما تدربه وتربيه يصبح أقرب إلى قلبك، ومن الصقور المقربة إلي: «وضاح» و«عديم» و«إعدام»، وبالنسبة لوضاح فهو صقر يتميز بلونه الأبيض ومن هنا جاءت التسمية، وهو طير أصلي نقي عمره 5 سنوات، وقد اصطاد أكثر من 200 حبارى ولذلك عرض علي 120 ألف درهم مقابل بيعه لكني رفضت، أما بالنسبة للصقر «إعدام» فهو قوي ويصيد من ضربة واحدة ولذلك سميناه إعداما، وعديم جاءنا من أحد الشيوخ الكرام وكان يحمل هذا الاسم من السابق». يتوقف المنصوري ثم يتابع: «لكن أقرب الصقور إلى قلبي صقرا مات، وكانت له معزة خاصة، فقد كان نشيطا جدا ويمتاز بالحركة والحيوية والنشاط فأطلقنا عليه اسم «هيفاء» نسبة إلى برنامج الرياضة الصباحي «ما إلك إلا هيفاء» الذي كان يعرض على قناة lbc اللبنانية، وقد ماتت فجأة بسبب «عين حارّة» حيث شاهدها أحد الأشخاص وتعجّب منها وفي اليوم التالي توفيت نتيجة توقف في نبضات القلب. فضل الصيد لا ينكر المنصوري، وهو موظف يعمل في الجمارك، فضل هواية الصيد بالصقور عليه، فهي تمنحه راحة نفسية كبيرة برفقة الصحبة الجميلة في تلك الرحلات، يقول في ذلك: «تختلف حياتنا حيث يصبح الوقت منظما أكثر، فالنوم مبكرا والاستيقاظ مبكرا أيضا، وصلاة الفجر في وقتها، والأكل طازج وصحي، كما نتعلم منها أن الصغير يخدم الكبير، وأيضا أن كلّ واحد فينا له مهمة فلا كسل ولا اتكالية، فضلا عن ذلك فقد علمتني الهواية الصبر، والقدرة على تحمل المشقات. إضافة إلى انخراطي في دورة لرفع الأثقال بدأته منذ 7 سنوات تقريبا، وهذه الهواية منحتني اللياقة الجسدية وقوة بدنية إضافية ساعدتني في هواية الصيد بالصقور.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©