الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مشروبات ممزوجة بالأكسجين لمواجهة التلوث

مشروبات ممزوجة بالأكسجين لمواجهة التلوث
2 مايو 2018 18:56
في مواجهة سحابة الضباب الدخاني الكثيفة التي تلبد سماء العاصمة المنغولية اولان باتور أصقع عواصم العالم وأكثرها تلوثا، تزدهر تجارة مربحة لمشروبات يشدد المروجون لها على مزاياها في مكافحة التبعات السلبية لتلوث الهواء على الصحة. فمع مدن الصفيح المكتظة بالخيم التقليدية التي تتم تدفئتها بواسطة مواقد الفحم لمواجهة الشتاء المنغولي القارس، تخطت أولان باتور في 2016 نيودلهي وبكين في قائمة أكثر العواصم تلوثا، بحسب تقرير للأمم المتحدة. وفي 30 يناير الماضي، كان تلوث الهواء أعلى ب133 مرة من المستوى المسموح به من قبل منظمة الصحة العالمية. ويمثل الالتهاب الرئوي حاليا ثاني مسبب لوفيات الأطفال دون سن الخامسة، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف). وفي حين يحث السكان الحكومة على التحرك، يخوض صناعيون غمار المشروبات التي تُنسب إليها منافع صحية لمكافحة آثار التلوث بالضباب الدخاني رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية إزاء حقيقة هذه المنافع المزعومة. وفي أجنحة متجر كبير، يمكن للمستهلكين شراء بخاخات أكسجين زرقاء بسعر إفرادي يقرب من دولارين عليها شعار "الهواء هو الحياة". وتسمح كل عبوة من هذه البخاخات بتحويل عصير فاكهة إلى خلطة غنية بالأكسجين تتميز برغوتها وطعمها الحلو. كذلك، تعرض متاجر وصيدليات أخرى على زبائنها تحويل عصير الفاكهة إلى خلطة غنية بالرغوة بفضل جهاز شبيه بآلة القهوة. وتكلف هذه العملية دولارا واحدا. وفي الشوارع، تعد إعلانات بأن "شرب خلطة واحدة غنية بالأكسجين يوازي المشي لثلاث ساعات في غابة خضراء". تعد النساء الحوامل من أكبر مستهلكي هذا المشروب المتأتي من روسيا المجاورة، إذ تؤكد بعضهن أنهن يقبلن على تناوله بناء على توصيات أطبائهن. وقد تناولت مونغونتول باتبايار وهي في سن الرابعة والثلاثين وأم لثلاثة أطفال، هذه الخلطات ذات المنافع "العجائبية" عندما كانت حاملا. غير أن مجموع ما تنفقه على الأدوية يفوق كلفة هذه المشروبات بكثير. وتوضح "في شتاء كل عام، لا نتوقف عن تناول الأدوية. لدرجة أنها أصبحت منتجات للاستهلاك الدائم نشتريها باستمرار". وكما الحال مع منغوليين كثر، اضطرت لشراء منقيات للجو لحماية عائلتها في المنزل. وقد كلفت الأجهزة الثلاثة التي تنقي الجزيئات الموجودة في الهواء حوالى ثلاثمئة دولار. وفي كل مرة، تغير الفلاتر تُصدم لمشاهدتها رواسب التلوث العالقة فيها. وقد كان المعدل الوسطي للجسيمات الدقيقة شديدة الخطورة لأنها تخترق الرئتين، عند 75 ميكروغراما للمتر المكعب العام الماضي في أولان باتور. وهذا المعدل يوازي ثلاثة أضعاف المستوى الموصى به من منظمة الصحة العالمية خلال 24 ساعة. ويمكن للتلوث الجوي أن يتسبب بالإصابة أو بمفاقمة الربو والتهاب القصبات الهوائية وغيرهما من الأمراض التنفسية المزمنة. بالإضافة إلى الخلطات، يتناول بعض المنغوليين أنواعا خاصة من الشاي العشبي تنسب إليها مزايا مزعومة في تنقية الجسم. ويوضح المدير التنفيذي لشركة "دكتور باتار" المنتجة لهذه المشروبات "تشاندسادولام باتار" أن مبيعات الشركة تزيد بنسبة 20 % إلى 30 % في كل شتاء. ويؤكد أن "هذا النقوع يسمح في بادئ الأمر بالقضاء على التوكسينات الموجودة في الدم. بعدها، يحول التوكسينات في الرئتين إلى مخاط. وتساعد النباتات في تعزيز جهاز المناعة". غير أن مديرة قسم الصحة العامة في منظمة الصحة العالمية ماريا نيرا تعتبر أن "الحل الحقيقي" يكمن في تقليص معدلات تلوث الهواء وتفادي التعرض له. وتقول "الشركات ستعرض دوما حلولا عدة من هذا النوع"، في إشارة إلى الخلطات الغنية بالأكسجين والشاي العشبي المنقي. وتضيف "لكن ليس لدينا أي دليل علمي على أي فعالية".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©