الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الرئيس» ترامب.. وسيناريو الكارثة!

17 أكتوبر 2016 10:52
من الطبيعي أن نتساءل، كيف سيستجيب رئيس الولايات المتحدة القادم، على المستوى الإنساني، لكارثة مثل هجوم أورلاندو. لقد كان المرشحون الرئاسيون المحتملون واضحين إلى حد كبير فيما يتعلق بالسياسات، ولكن كيف سيتواصل الرئيس مع المجتمع، ومع البلد، في حالة وقوع كارثة؟ ينبغي أن تكون لدينا على الأقل بعض القرائن على ذلك، وخصوصاً إذا ما عرفنا أن كلاً من هيلاري كلينتون، ودونالد ترامب، كانا مقيمين في نيويورك عندما انهار برجا مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001. كانت هيلاري عضواً في مجلس الشيوخ آنذاك، ولذلك فإن السجل التفصيلي لما ما قامت به واضح تماماً: حيث واست الضحايا والمكروبين، وانضمت لخصومها السياسيين، لإظهار توحد الجميع أمام الكارثة، وجهدت من أجل الحصول على مساعدة للمدينة، وللناجين من الكارثة. بالطبع لم نكن لنتوقع أن يقوم دونالد ترامب بما قامت به هيلاري، لأنه كان مواطناً عادياً في ذلك الوقت. ولكن باعتباره شخصاً بالغ الثراء، ورجل أعمال يشار إليه بالبنان، فقد كان من المتوقع منه أن يفعل الكثير من أجل المدينة والناجين، أليس كذلك؟ يذكر في هذا السياق أن ترامب قال متباهياً ذات مرة ل«مارك ليبوفيش» الصحفي بنيويورك، إنه إذا ما قدر له أن يكون رئيساً فسيكون بارعاً في التواصل مع الآخرين، في حالة وقوع كارثة، لأن التعاطف الإنساني «واحدة من أقوى الصفات لدى ترامب». كان هذا ما قاله ترامب، في حين أن من المعروف أنه كان أثناء وقوع تلك الهجمات، والفترة التي تلتها، في شقته الكائنة في وسط مانهاتن، وكان ينقل نفسه من آن لآخر لموقع «جراوند زيرو» الآمن. وفي فصل الربيع الماضي، قال ترامب أمام جمهور في مدينة بافالو: «لقد كنت هناك، وشاهدت رجال الشرطة ورجال الإطفاء في 11/&rlm&rlm&rlm7». ومن الطريف أن هذه، على الأرجح، هي أول مرة في التاريخ يخلط فيها مرشح رئاسي محتمل بين كارثة تاريخية مثل كارثة 11/&rlm&rlm&rlm9 وسلسلة متاجر تقدم خدمات سريعة شهيرة هي المتاجر المعروفة ب«11/&rlm&rlm&rlm7»! يشار أن ترامب قد ادعى أيضاً أنه شاهد في 11 سبتمبر آلافاً مؤلفة من الناس في منطقة نيوجيرسي -ذات الوجود العربي الكثيف- وهم يهللون أثناء سقوط المبنيين بمركز التجارة العالمي! والسؤال هنا: كيف يمكننا أن نشعر بالثقة إذا حلت بنا كارثة أثناء رئاسة ترامب لو قدر له الفوز، وخصوصاً أن الاحتمال الأكبر أنه سيلقي بالمسؤولية عنها رأساً على المسلمين الأميركيين. لقد سألت القائمين على حملة ترامب عما قام به في مجال تقديم المساعدة عقب 11 سبتمبر، وفيما يلي القائمة التي قدموها لي: أولا: «أنه سمح للناس باستخدام العقار الكائن في 40 وول ستريت لتخزين المعدات والبقاء في المبنى». وهذا العقار عبارة عن ناطحة سحاب يمتلكها ترامب مكونة من 72 طابقاً، وعندما بدأت الحكومة الأميركية برنامجاً لتشجيع المشروعات التجارية على البقاء في مانهاتن السفلى بعد الهجمات، نجح ترامب في الحصول على مبلغ 150 ألف دولار من الحكومة ل40 وول وستريت، على رغم أن البرج لم يكن لينتقل من مكانه! ثانياً: «أنه قد تبرع بكميات هائلة من المياه للعاملين في موقع جراوند زيرو. وهذه المياه كما يراد منا أن نعتقد من مياه «ترامب آيس» وهي ماركة المياه المعدنية التابعة له، والتي روج لها خلال حملته الانتخابية. ثالثا: «أن ترامب قام بزيارة لموقع الهجمات عقب وقوعها مباشرة مع مجموعة من عمال الإنشاء. وأن ترامب ظهر عقب الهجمات بيومين في مقابلة مع التلفزيون الألماني قال فيها «لدي العديد من الرجال الذي يعملون هناك». أي أنه ساعد من خلال إرسال عمال ولم يذهب هو بنفسه؟ وفي الحقيقة أنه لم يكن لدينا مبرر لإثارة هذه الواقعة، لولا إصرار ترامب الدائم على استخدام عبارة «لدي رجال يقومون بعمل كذا وكذا من أشياء»، في حين أن ذلك لا يكون صحيحاً في الواقع. *محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©