الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحرير الموصل وخطط إعادة الإعمار

23 يوليو 2016 21:51
لا شك أن قادة التحالف في الحرب ضد تنظيم «داعش» الذين اجتمعوا في واشنطن هذا الأسبوع، قد وجدوا أنفسهم مرة أخرى أمام السؤال الصعب: كيف يمكن للتحالف مساعدة الحكومة العراقية على استعادة الموصل وتخليص المدينة من احتلال الإرهابيين؟ ما زالت الموصل التي تضم مليوني ساكن، وتخضع لاحتلال قاسٍ من تنظيم «داعش» منذ أكثر من عامين. وقد أطلق الجيش العراقي المدعوم من التحالف حملته التمهيدية على الضواحي المحيطة بالمدينة منذ عدة أسابيع في محاولة لاستعادتها، إلا أن المسؤولين العراقيين يتجنبون غالباً الحديث عما سيحدث للمدينة بعد استعادتها. فكيف يمكن تجنب تعريض سكانها المدنيين للخطر؟ وفي هذا السياق قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إن الاهتمام الاستراتيجي الأكبر الذي يشغل بال وزراء دفاع التحالف الآن يتمحور حول ضرورة تحقيق التحرير وعدم التأخر عن إعادة الاستقرار والحكم الإداري للموصل. وأشار كارتر إلى ما قاله الجنرال جوزيف فوتيل، آمر القيادة المركزية في الولايات المتحدة، عندما تساءل عن الخطوة التالية في القتال ضد «داعش». وقال كارتر: «لن يتركز معظم نقاشنا اليوم حول خطة تحرك قواتنا، لأنها مقررة منذ وقت طويل، وهي تسير على النحو السليم، بل إن جلّ اهتمامنا يتركز حول ما سيحدث في الموصل بعد دحر داعش، مثل خطط استعادة الاستقرار للمدينة وإعادة البناء وغيرها. ونعمل الآن على تحديد المتطلبات اللازمة لتحقيق ذلك، وهي كثيرة وضخمة، لأن الموصل كما وصفها فوتيل، مدينة ضخمة». وقد جاءت هذه التصريحات أثناء مشاركة جون كيري وزراء خارجية كندا وألمانيا واليابان وهولندا في مؤتمر واشنطن المخصص لجمع الأموال اللازمة لإعادة بناء العراق. وقال كيري إن المساهمين وعدوا بالفعل بتأمين مبلغ ملياري دولار سيصرف على المساعدات الإنسانية وفرض الاستقرار بشكل فوري وإعادة تأهيل المدينة وتأمين الخدمات فيها. وقال كيري مستخدماً الاسم المختصر «داعش» لأول مرة: «من المهم أن يترافق التحرير العسكري مع نوع من الدعم المتعلق بإعادة البناء وتأهيل المؤسسات الصحية والتعليمية حتى نتأكد من أننا لن ندع مجالاً لشعور السكان بالغضب أو فرصة لعودة داعش». ولم يمر الاجتماع من دون بروز بعض المواقف المعارضة له، خصوصاً بسبب قرار استبعاد قادة إقليم كردستان العراق منه حتى أطلق عليه مسرور البرزاني رئيس حكومة الإقليم وصف «الاجتماع المزيّف» بعد أن أشار إلى أن للأكراد دوراً أساسياً في الحملة العسكرية، وهم الذين تكفلوا بالهجوم على المدينة من محورها الشمالي. وعندما سئل كارتر عن تعليقه على انتقادات البرزاني قال إن الأكراد «أدوا عملاً مثيراً للإعجاب» في حربهم ضد «داعش»، وأشار إلى أنه اجتمع مع البرزاني ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عندما زار بغداد مؤخراً. وأضاف كيري: «وتحدثت معهما في العديد من المناسبات حتى يتأكدا من أننا جميعاً نقف في صف واحد في هذه الحملة. والكل يعرف أن العراقيين والأكراد معاً يمثلون الجزء الأكبر من الحملة. وقد حرصت على تقديم الوعود لرئيس الوزراء العبادي والرئيس البرزاني بأن تستمر الاتصالات بيننا حول تطور الحملة، وبحيث تتم تحت قيادة الحكومة العراقية ذاتها التي يرأسها العبادي». والتأم اجتماع وزراء الدفاع في قاعدة «أندروز» الجوية صباحاً قبل أن يتحول إلى اجتماع مصغّر. وقال كارتر إن الوزراء سيحددون «المتطلبات الدائمة والعاجلة» للحملة العسكرية لاستعادة الموصل من دون أن يتطرق لتفاصيل تلك المتطلبات والالتزامات. وقال إن الجهود الهادفة إلى تحقيق الاستقرار في المدينة تمثل «أولوية استراتيجية أساسية ومهمة». وكان النقاش حول الحملة قد تسارع عقب استيلاء القوات العراقية على قاعدة جوية تبعد 62 كيلومتراً جنوب الموصل في بداية الشهر الجاري. وبعد هذا التطور بقليل، وبالضبط في 11 يوليو، أعلن كيري عن اعتزامه إرسال 560 جندياً إضافياً إلى العراق لإعادة تأهيل القاعدة المذكورة بحيث تصبح صالحة للتشغيل كمحطة للإمداد اللوجيستي وأيضاً كقاعدة للطائرات القاذفة التي ستسهم في استعادة الموصل من «داعش». *محلل أميركي متخصص بقضايا الأمن الوطني ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©