بسام عبدالسميع (أبوظبي)
تنشئ مدينة خليفة الصناعية أبوظبي “كيزاد” أول مخازن للصناعات الخفيفة “تخزين وتصنيع” في الإمارات بمعايير الاستدامة لدعم الأعمال المحلية مطلع العام 2016، فيما أنجزت 41 مستودعا للتخزين في المرحلة الأولى من إجمالي 105 مستودعات بمساحة تأجيرية تبلغ 119 ألف متر مربع للمراحل الثلاثة باستثمارات تبلغ 500 مليون درهم، بحسب المهندس خالد سالمين الكواري الرئيس التنفيذي لـ “كيزاد”.
وتنجز “كيزاد” المرحلة الثانية من المستودعات التي تتضمن 32 مستودعاً للتخزين خلال الربع الأول من العام المقبل، فيما تعلن مطلع الشهر المقبل عن المقاول المنفذ لتلك المستودعات.
وأعلنت مدينة خليفة الصناعية أمس خلال جولة صحفية بمنطقة المستودعات في الطويلة، اكتمال المرحلة الأولى من مشروع بناء المستودعات الجاهزة “كيزاد لوجستيك بارك”، وتم تسليم 34 مخزناً من أصل 41 مستودعا إلى 11 مستثمرا في قطاع الخدمات اللوجستية من الشركات المحلية والعالمية.
وأشار الكواري إلى أهمية هذه المرحلة من تطور الخدمات والمرافق التي تقدمها “كيزاد” إلى عملائها، معتبراً أنها خطوة هامة على طريق تطوير الخدمات اللوجستية في المدينة.
ولفت إلى أن مجموعة من شركات الخدمات اللوجستية الرائدة وعدداً من أبرز مزودي سلاسل التوريد والمستثمرين اختارت “كيزاد” لبناء المرافق والمنشآت الخاصة بهم، مشيراً إلى أن المنشآت الجديدة من المستودعات الجاهزة التي توفر للمستثمر موقعاً استثنائياً في قلب الإمارات والقرب من ميناء خليفة، وانخفاض تكلفة التشغيل والخدمات النوعية المقدمة للمستثمرين تلقى ذات الاهتمام من هذه الشركات.
وأضاف أن قطاع الخدمات اللوجستية العالمي اليوم، يقدر بنحو 300 مليار دولار، ولهذا فليس من المستغرب أن يتزايد الاهتمام في الإمارات في قطاع إدارة الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد.
وأكد أن هذه الخدمة ستسهم في خفض التكاليف التشغيلية، وتحسين أداء التوزيع وزيادة مستويات رضا العملاء، وهذا بالضبط ما تقدمه في كيزاد.
وتشمل قائمة المستأجرين بعض الأسماء البارزة على مستوى الوطن العربي والعالم وتأتي في مقدمتها “أجيليتي” التي تعتبر واحدة من أكبر مزودي الخدمات اللوجستية المتكاملة الرائدة، والمتحدة للطباعة والنشر “يو بي بي”، وهي من أكبر مطابع الصحف في الإمارات العربية المتحدة والتي تضم صحف الاتحاد، ذا ناشونال، فاينانشيال تايمز البريطانية، وناشونال جيوجرافيك.
وتشمل القائمة شركات أخرى مثل “بروتكت” الشرق الأوسط، الصباح للمواد الغذائية، كرييتف كوميونيكيشن، جالاكسي لتجارة مواد البناء، باك أوفيس للخدمات اللوجستية “ذ م م”، وأورينتال للحزم والتغليف.
وتأتي المرحلة الأولى من مجمع الخدمات اللوجستية كأول دفعة من ثلاث دفعات وتغطي مساحة وقدرها 46,5 ألف متر مربع وتضم مستودعات تتراوح مساحاتها ما بين 1133 إلى 12463 متراً مربعاً.
وقد حرصت “كيزاد” في تصميمها على تجهيز كل مستودع بمنصة لأغراض التحميل وتفريغ الشاحنات، ومستويات ومساحة أرضية مرتفعة مع أسقف بارتفاع 7 أمتار، فضلاً عن ساحة مخصصة للتحميل مجهزة بمنصة منحدرة تسهل عمل الرافعات الشوكية وتوفير مواقف السيارات في الموقع، وبالإضافة إلى ذلك، جهزت كل وحدة بمساحة تم تخصيصها للمكاتب مع دورات المياه ومطبخ صغير.
ويوفر المخطط العام لمجمع الخدمات اللوجستية عند اكتمال مراحله الثلاث مساحة إجمالية تقدر بنحو 118,965 متراً مربعاً، ومن المتوقع أن يكتسب مكانته كمركز إقليمي للخدمات اللوجستية ومستودعات التخزين.
ويبلغ سعر إيجار المتر المربع سنوياً نحو 350 درهماً، وتم تجهيز أرضيات المستودعات وفقاً للمعايير العالمية بتحقيق حمولة تصل إلى 2 طن لكل متر مربع فيما تم تجهيز مستودعات “يو بي بي” السبعة بنحو 6 أطنان لكل متر مربع نظراً لحاجة الورق للتخزين الخاص.
من جهته، قال تشارلز آكوورث، نائب الرئيس بالإنابة، تطوير المشاريع في “كيزاد” إن اكتمال المرحلة الأولى من مجمع الخدمات اللوجستية يعد إنجازاً آخر ومرحلة هامة من مراحل التطور والتوسعة التي تشهدها كيزاد على طريق تعزيز مكانتها كمركز صناعي ولوجستي بارز في المنطقة.
وأضاف أن “كيزاد” تمكنّت من تأمين عدد ملحوظ من الالتزامات المسبقة لاستئجار المستودعات من شركات كبرى في القطاع، مما يؤكد المكانة العالية التي تحظى “كيزاد” بها فيما يتعلق بالمستودعات والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن المستوى المرتفع من الطلب على مستودعات مدينة خليفة الصناعية يؤكد جودتها وبراعة تصميمها الذي يلبي احتياجات المستأجرين ومتطلبات أعمالهم.
وتأسست شركة أبوظبي للموانئ عام 2006 لتتولّى تطوير وإدارة الموانئ والمناطق الصناعية في الإمارة، وتهدف إلى تحقيق التنوّع الاقتصادي من خلال تطوير أساليب الخدمة النوعية للعملاء وتطبيق أفضل الممارسات من أجل تحفيز التجارة ودعم الاستثمار.
وبلغت الاستثمارات في المشروع العملاق الذي يضمّ ميناء خليفة ومدينة خليفة الصناعية (كيزاد) نحو 26,5 مليار درهم (7,2 مليار دولار أميركي).
وبرز تصميم ميناء خليفة الملاصق لكيزاد، ليوفر للمستثمرين مرونة قصوى في إدارة الأعمال وليلبي متطلبات هذا القطاع الحيوي في دعم التنوّع الاقتصادي.
وتفضل رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله بافتتاح ميناء خليفة بتاريخ 12/12/2012 الذي يضم محطة شبه آلية لمناولة الحاويات تعتبر الأحدث على مستوى المنطقة، حيث تستوعب المحطة كل عمليات الحاويات بعد أن تم تحويلها من ميناء زايد بوسط مدينة أبوظبي إلى ميناء خليفة الرائد الذي يعمل بطاقة استيعابية تبلغ في المرحلة الأولى 2,5 مليون حاوية و12 مليون طن من البضائع العامة مع الإشارة إلى إمكانية تنفيذ مراحل مقبلة بحسب حاجة السوق.
ومع استكمال مراحل الإنشاء كافة، يصبح ميناء خليفة قادراً على مناولة 15 مليون حاوية و35 مليون طن من البضائع العامة سنوياً.
وتقع مدينة خليفة الصناعية (كيزاد) في منطقة الطويلة بين أبوظبي ودبي ويجاورها ميناء خليفة بمساحة إجمالية تبلغ 418 كيلو متراً مربعاً.
وتمتاز “كيزاد” ببنية تحتية عالمية المستوى وتحظى بشبكة متعددة الوسائط للنقل البحري والجوي والطرق الحديثة وشبكة قطار الاتحاد الحديدية التي تربطها بالأسواق العالمية بما يكفل تحقيق التوازن بين الإنتاج والكلفة التشغيلية.
وتوفر المجمعات الصناعية المتكاملة كفاءة لسلسلة التوريد والإمداد، بينما تنسجم أسعار الإيجار التنافسية، ومميزات الإعفاء الضريبي وخدمات الطاقة التي توفرها كأحد أقل مرافق الطاقة تكلفة في العالم، لتمنح الأعمال مميزات تجارية وتنافسية طويلة الأمد.
ويوفر مفهوم “النافذة الواحدة” في مركز خدمات المستثمرين في “كيزاد” قيمة إضافية لعملائها. وتعدّ كيزاد مكوّناً أساسيا من مكوّنات رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد لتحقيق النمو المستدام وتساهم كيزاد بفعالية في دعم إجمالي الناتج المحلي غير النفطي في أبوظبي بحلول العام 2030.
وبلغ إجمالي الاستثمارات في “كيزاد” بنهاية العام الماضي نحو 48 مليار درهم، بحسب ما أعلنته الشركة مؤخراً ويتوفر في “كيزاد” مركز خدمة المستثمرين، ليقدم أكثر من 300 خدمة للعملاء في مختلف المجالات الرئيسة التي يحتاجها المستثمرون مع الربط بينه وبين 17 جهة حكومية.وتقدم هذه الخدمات تقدم للمستثمرين وتوقع في الفترة المقبلة زيادة الربط مع الجهات الحكومية المسؤولة عن التراخيص، ما يحقق تقليل التكلفة والجهد والوقت على المستثمرين.
ويستحوذ رأس المال الوطني على النسبة الأكبر من حجم الاستثمارات الوافد من خلال تلك الاتفاقيات، سواءً بشكل مباشر أو من خلال الشراكات الاستراتيجية، بينما يتركز رأس المال الأجنبي في إطلاق الشركات الصناعية ذات السمعة العالية.
عدد اليوم
