الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اوراق‏

18 أكتوبر 2009 15:47
أمل المهيري وجدتني اتغنى بزماننا الجميل حينما كنا صغارا نرتاد المدارس وخشيت من تقدم العمر فقد كنت اعتقد ان العجائز وحدهم يتغنون بالزمن الجميل. ويبدو ان هناك أشياء جميلة تمر في حياتنا عبر الزمن وتبقى في الذاكرة كأنها محفورة ووجدتني اتساءل ما الذي يبعث الذكريات الجميلة ويخرجها من خلايا المخ القابعة في زوايا مظلمة من الجمجمة. ووجدتني أفكر في تلك الأشياء الصغيرة التي تبعث الذكريات الجميلة.. الصباح البارد الندي الجميل ومنظر الأطفال وهم ينتظرون حافلة المدرسة.. صورة الشيخ زايد طيب الله ثراه المطبوعة في الذهن والقلب والنشيد الوطني وطابور الصباح المدرسي وزي الطالبات الجميل الموحد.. صورة والدي رحمه الله المعلقة في غرفته المغلقة والتخييم في جزر أبوظبي والطعام الذي يعده على نار الحطب والمريحانه التي ينصبها لنا، و"الليخ" أو شباك الصيد التي نساعده في مدها في البحر وكل الأشياء الجميلة التي كان يقدمها لي.. البحر الهادئ ورائحته واسماك الصل وهي تتقافز على صفحة الماء مخلفة أمواجا صغيرة تتلاشى شيئا فشيئا لتحرك قوارب الصيادين القديمة الراسية.. أزهار الفل والياسمين وتفتحها ورائحتها التي تعبق المكان ومنظر العصافير التي تحلقت حول بقايا كسرة خبز مرمية على الأرض.. رائحة القهوة العربية الطازجة "المقناه" وخبز الرقاق ورائحته الطازجة وجبن رامك وكرافت وشبس عمان والدغوس أبو شاهين والشربت المثلج وكل المأكولات الخفيفة الاخرى المنقرضة.. طريق العين وطريق أبوظبي دبي والرحلة اليهما بالرغم من حداثة الشوارع وسهولة الوصول ونخيل العين وزهورها وجامعتها العريقة وأسواق دبي القديمة ورائحة البهارات والاقمشة وكل الأشياء الجميلة الباقية من ذلك الزمان في المدينتين الغاليتين .. ألعابنا الشعبية الطفولية التي لم تعد البنات يمارسنها لانشغالهن بالالعاب الالكترونية وبالدمى وبيوتها العصرية.. والاغاني والاهازيج التي كنا نرددها بسعادة في ازقة الفريج.. amal.almehairi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©