حشد مليوني في «جمعة المحاكمة والتطهير» بمصر

احتشد نحو مليون مصري أمس في ميدان التحرير بقلب القاهرة قدموا من كافة أنحاء مصر للمشاركة في «جمعة المحاكمة والتطهير» محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك وأسرته وتطهير البلاد من رموز نظامه الفاسد. مرددين في هتافات مدوية «الشعب يريد محاكمة السفاح» و«ياتحاكموه ياتحاكموه يانروحو شرم نجيبوه» ورفعوا لافتات كتب عليها «الإعدام الإعدام مش محاكمة والسلام» و«مطالبنا من غير ما نقول محاكمة كل الفلول». وطالبوا بإقالة النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود لتباطئه في محاكمة مبارك وعائلته وأركان نظامه وهتفوا «يا سيادة النائب العام انت طلعت كلام في كلام»، و«يا سيادة النائب العام مش عايزينك إنت كمان». كما طالبوا المجلس الاعلى للقوات المسلحة بالتدخل السريع لمحاكمة رموز الفساد من النظام البائد وهتفوا «يا مشير قول لعنان لسه الثورة في الميدان» و«يا مشير يا مشير إحنا لسه في التحرير». وتابع المحتشدون في الميدان وقائع المحاكمة الشعبية للرئيس السابق مبارك وعائلته ورموز نظامه والتي بدأت بعزف النشيد الوطني وسط هتافات مدوية تندد بالرئيس السابق وتصفه بالسفاح. واستمعت هيئة المحكمة الشعبية برئاسة المستشار محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض السابق وعضوية كل من المحامي عصام الاسلامبولي والمستشار عبدالعزيز الشرقاوي الى شهود الإثبات في التهم الموجهة للرئيس السابق وعائلته وكل من الدكتور فتحي سرور رئيس البرلمان السابق وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق. وبدأت المحاكمة بالاستماع الى شهود الإثبات حيث استمعت الى النائب السابق جمال زهران الذي اكد مسؤولية المتهمين عن بيع الغاز وتصديره لإسرائيل بأسعار زهيدة ثم ادلى اسعد هيكل ممثلا عن اسر شهداء حادث عبارة السلام 98 التي راح ضحيتها اكثر من 1000 مصري بشهادته حيث اكد انهم يتحملون المسؤولية كاملة عن الحادث وقيامهم بتسهيل هروب مالك العبارة ممدوح اسماعيل الى خارج البلاد. وقال يحيى حسين صاحب قضية بيع عمر افندي انهم اهدروا اموال القطاع العام عن طريق الخصخصة بعد بيع العديد من الشركات والمصانع بأسعار زهيدة مقابل مبالغ مالية طائلة تحصلوا عليها جراء عمليات البيع. واكدت والدة خالد سعيد مسؤوليتهم الكاملة ومعهم وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي عن موت ابنها خالد وتشويه صورته امام الرأي العام ووصفه بالمجرم. واتهم عبدالخالق فاروق القيادي في الجمعية الوطنية للتغيير الرئيس السابق بالاستغلال غير القانوني للمادة 20 من الموازنة العامة للدولة حيث قام مبارك منذ عام 1991 بانشاء صندوق لاستغلال ايرادات قناة السويس بالاتفاق مع زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق يتم الانفاق منه على مخصصات الرئاسة وغيرها من اوجه الانفاق غير القانونية. وطالب بانشاء لجنة تتولى بحث كيفية انفاق اموال هذا الصندوق وكيف تم اهدارها متهما في الوقت نفسه مبارك بإهدار مليار ونصف المليار جنيه سنويا من مخصصات التعليم والصحة في الموازنة على جهاز امني سري يتولى مهمة تأمين نظام الحكم وقمع المعارضين. وطالب ممثل الادعاء في المحاكمة الشعبية محمد الدماطي مقرر لجنة الحريات بنقابة المحامين بالزام المتهمين جميعا بإعادة الاموال المنهوبة للشعب المصري وتعويض شهداء ميدان التحرير من تلك الاموال مع توقيع اقصى عقوبة على المتهمين والتي تصل الى حد الاعدام شنقا والزام المتهم الاول الرئيس السابق حسني مبارك برد 70 مليار دولار لخزينة الدولة. وقررت هيئة المحاكمة الشعبية بإجماع الاراء حجز القضية للنطق بالحكم يوم الجمعة المقبل في مدينة شرم الشيخ. وعقب انتهاء وقائع المحاكمة القى الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس كلمة اكد فيها ضرورة تطهير البلاد من عناصر الفساد في كل الهيئات والمؤسسات والحفاظ على الوجه الناصع للثورة حتى اذا استدعى الامر التوجه الى شرم الشيخ مؤكدا ان دم شهداء الثورة لن يضيع هدرا. وتوسط ساحة المحاكمة امام مجمع التحرير بالميدان قفص خشبي بداخله شخص يرتدي وجها مستعارا للرئيس السابق حسني مبارك تم تقييد يديه بالاغلال. واستنكر الداعية الدكتور صفوت حجازي في خطبة الجمعة بميدان التحرير تأخر محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك وعائلته ورموز نظامه الفاسد، وهدد بالتوجه الى مقر إقامة الرئيس المخلوع بمدينة شرم الشيخ للثأر منه والقصاص لدماء الشهداء في حالة تباطؤ المجلس العسكري والنائب العام في محاكمته ونظامه الفاسد مؤكدا ان ثورة 25 يناير ما زالت مستمرة ولن تنتهي إلا عقب تحقيق مطالبها. وطالب حجازي الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بإقالة جميع رؤساء الجامعات الذين تدخل جهاز امن الدولة السابق في تعيينهم لافتا الى ان الجهاز مازال يعبث بالامن الداخلي لمصر ويحاول شن ما يسمى بالثورة المضادة لإجهاض ثورة 25 يناير. كما طالبه بإقالة النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود وجميع رؤساء البنوك الذين اهدوا اموال الشعب المصري على طبق من ذهب لرجال الاعمال الفاسدين في صورة قروض نهبوها وهربوا بها الى خارج البلاد. وهاجم حجازي اداء التليفزيون المصري وقال انه يقدم نفس اجندة النظام السابق وصعد نبرته قائلا «عندنا استعداد لاحتلال ماسبيرو وادراته من الثوار». ولوحظ خلال مليونية «جمعة المحاكمة والتطهير» أمس وجود كثيف لاعضاء جماعة الاخوان المسلمين حيث عادوا يتصدرون المشهد في ميدان التحرير باعادة سيطرتهم على مداخله وتفتيشهم كل من يدخل الميدان والتحقق من شخصيته. كما سيطرت جماعة الاخوان على المسرح المقام في الميدان كما نشروا عديدا من اعضاء الجماعة من النساء في كافة ارجاء الميدان. وشهد ميدان التحرير قيام شباب من نشطاء الاحزاب الجديدة التي ظهرت بعد 25 يناير بتوزيع منشورات وبيانات تعريفية بأحزابهم التي لاتزال تحت التأسيس ومن بينها حزب الميدان وحزب التحالف وحزب المصريين الاحرار. وأعلن مصدر عسكري رسمي انه يجري حاليا التحقق من صحة انتماء الضباط الذين يرتدون الزي العسكري في ميدان التحرير أمس للمؤسسة العسكرية من عدمه. وكان عدد من الافراد يرتدون زي ضباط بالجيش قد انضموا الى المتظاهرين في «جمعة المحاكمة والتطهير» معلنين تضامنهم مع مطالب الثورة ووقفوا على المنصة الرئيسية في ميدان التحرير وهتفوا «ديكتاتور ديكتاتور وطنطاوي عليه الدور» وطالبوا برحيل المشير طنطاوي وتطهير الجيش المصري من الموالين للرئيس المخلوع حسني مبارك. وفي مدينة الاسكندرية تظاهر نحو نصف مليون في ميدان المنشية عقب صلاة الجمعة أمس مطالبين بالاسراع بمحاكمة مبارك وكبار مساعديه. وردد المتظاهرون هتافا يقول «يا طنطاوي خد قرارك أو تتحاكم زي مبارك» و«اشهد اشهد يا تاريخ هنجيبهم من شرم الشيخ» في إشارة الى مبارك وافراد اسرته. وفي السويس شارك ألوف النشطاء في مسيرة رددوا خلالها هتافات تقول «علشان بلدنا تشوف النور لازم نحبس فتحي سرور». وشهدت محافظات قنا والاقصر واسوان والاسماعيلية والقليوبية أمس تظاهرات مماثلة هتفوا خلالها «الشعب يريد محاكمة الفرعون واعوانه» و«معتصمين معتصمين.. حاكموا حسني في التحرير.. حاكموا العادلي في التحرير».