نظم آلاف العراقيين أمس تظاهرات في ساحة التحرير وسط بغداد وضاحية الأعظمية شمال بغداد والرمادي عاصمة محافظة الأنبار غربي العراق وسامراء في محافظة صلاح الدين وسط العراق، مطالبين بانسحاب القوات الأميركية من بلادهم وإطلاق سراح المعتقلين ووقف المداهمات العشوائية وتحسين مستوى الخدمات ومحاكمة المسؤولين الفاسدين. ومن المقرر تنظيم تظاهرات مماثلة في بغداد والعديد من المدن العراقية اليوم السبت بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لإسقاط الولايات المتحدة النظام العراقي السابق يوم 9 أبريل عام 2003.
وحمل المتظاهرون لافتات عليها عبارات “الاحتلال.. خراب واعتقال” و”9 نيسان (أبريل) يوم اسود في تاريخ العراق” و”حكومة فاشلة يجب أن تسقط فورا”. وهتفوا “الشعب يريد إخراج المحتل” و “بالروح بالدم نفديك يا عراق” و”تسقط أميركا” و”إخوان سنة وشيعة وهذا الوطن مانبيعه” و”وصمة عار، سجن بوكا والمطار” و”يا أمريكا بره، بره. بغداد تبقى حرة”.
وطالب “مجلس علماء العراق” في بيان تلاه أمينه العام محمود عبد العزيز خلال تظاهرة الأعظمية برحيل القوات الأميركية بعدم السماح لها بإقامة قواعد في العراق ورفض أي شكل من أشكال الاحتلال والتدخل في شؤون العراق الداخلية وإطلاق سراح المعتقلين وتعويضهم عن الظلم والأضرار التي لحقت بهم.
وقال عبد العزيز “إن العراق لم يشهد مثل هذا القتل لعقول العلماء والأطباء والمهندسين إلا في الاحتلال ولم يشهد مثل هذا الكم الهائل من الأرامل والأيتام إلا في الاحتلال”. وأضاف “نرفض تمديد الاحتلال، والأهم التلاحم والاخوة والتعايش مع جميع الأديان. وتابع “إن العراقيين أدركوا أن الاحتلال مصدر كل شر، فهو من صنع معادلة: إما أنا أو إيران”.
وقالت “هيئة علماء المسلمين” في رسالة مفتوحة وجهها أمينها العام الشيخ حارث الضاري إلى الشعب العراقي بمناسبة الذكرى الثامنة للغزو الأميركي للعراق “على الاحتلال أن ينسحب من العراق انسحاباً كلياً من كل شبر منه في نهاية هذا العام 2011، كما أعلن للعالم، وكفاه تدميراً وقتلاً لأبناء العراق وفتحاً لأبوابه لكل قوى الشر العابثة فيه اليوم. وليعلم أن سعيه للحصول على موافقة حكومته بالتمديد لقواعد له في العراق لن ينطلي على شعب العراق وسيفهم على أنه إصرار على استمرار احتلاله للبلد وسيتعامل معه الشعب العراقي بما يناسب الاحتلال من مواقف أقرتها المواثيق الدولية وتستدعيها شرائع الدين وفطرة الإنسان”. وأضافت “على رئيس الحكومة (العراقية) نوري المالكي أن يعلم أنه من أكثر الذين حكموا العراق على مدى تاريخه إجراماً وفساداً وسفكاً للدماء وتبعية لأعداء العراق وشعبه وعليه أن يرحل لأن الشعب العراقي اتخذ قراره بالمواجهة بعد صبر طويل ويأس من الإصلاح الموعود”. وتابعت “نطالب إيران بالكف عن التدخل السافر والشائن في شؤون العراق المختلفة وإنهاء دعمها للقوى الشريرة التي تعبث بأمن العراق واستقراره وتسهم في كثير من مآسي شعبه وأحزانه. فالظلم الذي وقع على أبناء العراق غير مقبول أبداً من جارة تدعي الإسلام والقيم”.
من جهة أُخرى، جدد الدفاع الأميركي روبرت جيتس دعوته المسؤولين العراقيين إلى الإسراع في الطلب من الولايات المتحدة تمديد بقاء جزء من قواتها بعد في العراق. وقال خلال تفقده قاعدة عسكرية أميركية قرب الموصل شمالي البلاد “رسالتي الأساسية لهم هي أننا منفتحون على احتمال البقاء في عدة مناطق يحتاجونها، إنما يتعين عليهم طلب ذلك لان الوقت ينفد في واشنطن”.
والتقى جيتس قبل ذلك رئيس إقليم كردستان شمالي العراق مسعود بارزاني في إربيل، حيث بحثا متطلبات الأوضاع الأمنية بعد رحيل القوات الاميركية نهاية العام الحالي.
عدد اليوم
