الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

70 صورة بعدسة روبرت كابا في متحف نوبل

70 صورة بعدسة روبرت كابا في متحف نوبل
10 أغسطس 2008 00:51
يقام في قاعة متحف نوبل في ستوكهولم حالياً معرض للمصور الأميركي الهنغاري الأصل روبرت كابا، الذي اشتهر عالمياً باسم ''مصور الحرب الأسطوري كابا''· ولأن المتحف يهتم بالأشياء التي لها علاقة مباشرة بنوبل وبحياة الفائزين بجائزته، فقد أولى الصور والأعمال التي لها علاقة بنوبل الأهمية الأولى، فاختار سبعين صورة من عدسة كابا امتد تاريخ تصويرها ما بين عامي 1932 و ·1954 من بين الصورة المنتقاة وجوه لشخصيات حصلت على جائزة نوبل التقاها كابا وعمل معها، أمثال أرنست همنغواي وجون شتاينبك· ومع هذا الأخير أنجز كابا كتاب ''الرحلة الروسية'' الذي عرض في المتحف إلى جانب صور من الرحلة نفسها، أخذت عام 1948 وكتب التعليقات عليها الروائي شتاينبك· غطى كابا في حياته خمس من كبريات الحروب، والصور التي أخذها من هناك خلقت منه أسطورة، استحق عنها لقب مصور الحرب الأسطوري، والكثير منها أخذ مباشرة من جبهات القتال، وأكثرها شهرة صور الحرب الأهلية الإسبانية، والإنزال البري في النورماندي· لكنه، وفي ذات الوقت، أخذ صوراً من الجانب الآخر للحياة، حيث جسد فيها عذابات الناس المدنيين والبعيدين أحياناً عن مسرح المعارك· جمع كابا في حياته القصيرة (1913 - 1954) بين الفن والموقف السياسي الشجاع وظهر هذا جلياً في عمله الصحفي الذي بدأ حياته العملية به وسجل في كتاباته وصوره موقفاً واضحاً من الأحداث التي شهدتها أوربا أنذاك· فاضطر وهو في سن السابعة عشرة الهروب من هنغاريا إلى المانيا، ثم إلى باريس عام 1933 ليستقر، منذ العام 1939 نهائياً في الولايات المتحدة· كانت رؤية كابا الواقعية واضحة في أعماله الفوتوغرافية، التي فضل خوض نضاله السياسي عبرها، حين قال: أفضل العمل في جبهات قتال أجد نفسي منحازاً إلى جهة تحارب فيها، وأضمر كراهية شديدة للجهة الثانية· جمع كابا بين عملين مختلفين: البندقية والكاميرا· وجاءت صوره التي دخلت التاريخ مثالاً صارخاً ورمزاً ضد الحروب· ولعل صورته الأكثر شهرة عن مقتل الجندي فريدريكو غارسيا في جبهة قرطبة في سبتمبر عام 1935 مثالاً ساطعاً على إدانته للعنف· وصفت أعماله بالسهلة والممتعة وبالطاغية التأثير، جمع فيها ما بين الإنساني والفني· أعماله المعروضة في ''كتاب الذكرى''، الذي ضمه معرض نوبل، تصور بوضوح جانباً من الحروب التي كان شاهداً على بشاعتها وتولت عدسته نقلها بصدق وعفوية ومنها: الحرب الأهلية الإسبانية، الاحتلال الياباني للصين عام ،1938 والحرب العالمية الثانية من 1941 إلى 1945 والصراع العربي - الإسرائيلي منذ عام ،1948 إلى جانب الحرب الفرنسية في الهند الصينية عام ،1954 والتي كانت آخر مهمة صحفية له في حياته، حيث قتل هناك بلغم أرضي قرب مدينة هانوي أثناء تصويره لإحدى المعارك الدائرة هناك· وبذلك جسد بموته الموقف الحقيقي للفنان الذي لا ينفصل عمله عن مصيره· لقد مات في الحرب التي طالما صورها، وعرف بموته المعنى التراجيدي لها، وأزاد بموته المبكر كراهيتنا لها·
المصدر: ستوكهولم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©