الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«أديا» يركز على الأهداف طويلة الأمد رغم تحديات الأسواق العالمية

«أديا» يركز على الأهداف طويلة الأمد رغم تحديات الأسواق العالمية
24 يوليو 2016 14:45
أبوظبي (الاتحاد) قال سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، العضو المنتدب لجهاز أبوظبي للاستثمار «أديا»، «إن الجهاز يركز بصورة خاصة على الأهداف طويلة الأمد، لاسيما في ظل التحديات التي تواجهها الأسواق، من خلال انتهاج سياسات حكيمة ومنضبطة في كل شيء، لما لذلك من تأثير تراكمي على القرارات التي تعزز نجاحات (أديا)». وأضاف سموه، في مقدمة التقرير السنوي للجهاز عن عام 2015، أن الجهاز اتخذ خطوات إضافية خلال العام الماضي تُعزز نهجه في تطوير المواهب والكفاءات المواطنة، في إطار أنشطة التعيين وتطوير الموظفين التي كانت من بين أولويات العمل، وتضمنت تعيينات بارزة في الداخل والخارج. وأشار سموه إلى أن تطوير وتعليم الموظفين كان أولوية خلال العام الماضي، وتضمن ذلك إنشاء لجنة للتعيين والتطوير، برؤية متكاملة لتعزيز قدرات المواطنين الإماراتيين في الجهاز. وعلى الصعيد التنظيمي، لفت سموه إلى أن قسم الخدمات العامة تحول إلى قسم البشرية، ليضطلع بالمهام الأخرى ذات الصلة بدعم موظفي «أديا». وأوضح سموه أن «أديا» واصل خطواته الواسعة العام الماضي بما يضمن قدرته على اقتناص الفرص ومواجهة التحديات، وتمخض ذلك عن تحقيق «أديا» معدلات عوائد سنوية على محفظته الاستثمارية لـ20 عاماً بنسبة 6,5%، وعوائد سنوية لـ 30 عاماً بنسبة 7,5%، لافتاً إلى أن معدلات العائد الحقيقية تتسق مع المستويات التاريخية. وذكر سموه أن نموذج العمل الجديد الذي تم وضعه في نهاية 2014 لأقسام الاستثمار، وطبقه «أديا» في 2015 مكّن المديرين في الداخل من الاستفادة من سلسلة أوسع من الفرص الاستثمارية، ففي قسم الدخل الثابت وسندات الخزانة، على سبيل المثال، منح هذا النموذج مديري الاستثمار مرونة في اتخاذ قرارات بشأن الاستثمار في أصول ضمن التصنيف «بيتا»، مع التركيز على إدارة المخاطر. وأكد سموه أنه على صعيد المحفظة الاستثمارية بشكل عام، حقق «أديا» أداء مشرفاً خلال العام الماضي، رغم تذبب الأسواق، مع إنهاء أسواق الأسهم العام كما بدأت من دون تغيير كبير. وأعرب سموه عن ثقته في أن الخبرات الكبيرة التي اكتسبها الجهاز طوال العقود الأربعة الماضية، وقدرته على مواصلة التطور، تعني أنه مؤهل بقوة لأداء مهمته بغض النظـر عن ظروف السوق. ونوّه سموه بأن النجاح على المدى الطويل يحتاج إلى التكيف مع ظروف السوق، في ظل التطورات المستمرة في العالم، ومن ثم «علينا البقاء متأهبين ومنفتحين على الإبداع بحيث يمكننا مواصلة تحقيق مكاسب حقيقية». وأضاف سموه: «في هذا الشأن، شهد العام الماضي إدخال تحسينات على عمليات الاستثمار، إلى جانب قدرتنا على تحقيق أداء أفضل من أداء السوق»، منوّهاً بأن «أديا» صمم محفظته بطريقة تتوقع الاتجاهات الكبرى في الأسواق العالمية على المدى الطويل، وفي 2015 طور أدوات تحليلية، مكنت الجهاز بالتعاون مع وحدة الاستراتيجية وقسم الخدمات الاستثمارية وأقسام الاستثمار، من اتخاذ قرارات تكتيكية أدت إلى تحسين العوائد ضمن فئات الأصول. ولفت سموه إلى أنه خلال تاريخ «أديا» كانت هناك فترات طويلة انخفضت خلالها أسعار النفط، وحلقت حول المستويات الحالية أو أقل منها، بيد أن التراجعات التي شهدتها الأسعار خلال العامين الماضي والحالي تعتبر بمثابة رسالة تذكير بالمنطق القوي الذي يعزز نهج «أديا» المنضبط والمتنوع في إدارة المحفظة الاستثمارية. وتابع: «إن (أديا) يتابع عن كثب الظروف في الأسواق، ويحافظ بحكمة على مستويات مناسبة من السيولة في المراحل المختلفة من الدورة الاقتصادية، على نحو يضمن قدرتنا على الوفاء بالتزاماتنا تجاه حكومة أبوظبي، إذا تطلب الأمر، من دون أي تأثير على الأهداف الاستثمارية طويلة الأجل». النمو العالمي وسلط سموه الضوء على أن النمو العالمي كان عند مستوى التوقعات الضعيفة نسبياً، على الرغم من أنه في بعض المناطق الرئيسة، مثل أوروبا والصين، على سبيل المثال، كانت هناك دلالات مبكرة على انتعاش النشاط الاقتصادي. وأوضح سموه أن أسعار السلع استأنفت مسارها الهبوطي، عازياً ذلك بصورة أساسية إلى زيادة المعروض بشكل كبير، إلى جانب التوترات التي شهدتها بعض الدول والشركات المنتجة. وألمح إلى أن السياسات النقدية في الاقتصادات الكبرى ظلت هادئة طوال معظم العام الماضي، إلى أن اتخذ «مجلس الاحتياطي الفيدرالي» في الولايات المتحدة الخطوة التي طال انتظارها برفع أسعار الفائدة في شهر ديسمبر، والمهم أيضاً في الشهر ذاته أن البنك المركزي الأوروبي خطا خطوة أخرى صغيرة في برنامج التيسير النقدي. وأضاف سموه: «إن الاختلافات في السياسات النقدية الأميركية والأوروبية حدثت من قبل، لكنها لم تكن تستمر طويلاً، إلا أن الاختلاف الكبير في الوقت الراهن تعززه مستويات التضخم المنخفضة بشكل كبير في منطقة اليورو»، متوقعاً استمرار ذلك لبعض الوقت. وعلى صعيد الأحداث في أسواق الأسهم الصينية خلال العام الماضي، أوضح سموه أنها كانت جديرة بالملاحظة، لا سيما أنها واجهت اهتزازات حادة في النصف الأول من العام، وأبرزت الردود السياسية على ذلك التذبذب التحديات التي تواجهها الجمهورية الشعبية في تنظيم أسواق المال، لكن بحلول نهاية العام تمكنت السلطات من ضبط الأوضاع، ومن ثم كانت التداعيات الاقتصادية محدودة. وأضاف سموه: «إن الصين حققت تقدماً كبيراً على صعيد تحرير وفتح أسواق رأس المال، ورد صندوق النقد الدولي بإضافة اليوان إلى سلة حقوق السحب الخاص». توقعات النمو وأكد سموه أن إمكانية تحقيق نمو أفضل في الأسواق الناشئة لا تزال واضحة، لكنها متباينة، فالاقتصادات المنتجة للسلع تواجه تحدي إيجاد محركات بديلة للنمو الاقتصادي، موضحاً أن ذلك يرجع بصورة جزئية إلى التراجع الحالي الذي تشهده أسواق السلع، لكنه مدفوع أيضاً بالإدراك المتزايد إلى أن التطور الاقتصادي لا يمكن أن يستمر فقط من خلال استخراج السلع الأساسية. وأوضح سموه أن بعض المنتجين بالفعل بدؤوا تنويع صناعاتهم مثل أنشطة التكرير والصناعات البلاستيكية والمخصبات التي يمكن أن تحقق مكاسب أكبر على صعيد التوظيف والتكنولوجيا. وأفاد سموه بأن تباطؤ النمو في الاقتصادات المتقدمة يرجع جزئياً إلى التغييرات الديموغرافية المتوقعة والإنتاجية الأضعف من المتوقع، مستدركاً: «لكننا نعلم من واقع الخبرة أن نمو الإنتاجية يمكن أن يتباطأ أو يتسارع من دون إنذار، لذا من الضروري عدم التشاؤم في غير محله بشأن المستقبل، غير أنه في ظل غياب التحسن المستمر في البيانات الاقتصادية، سيكون من الحكمة أن يتأهب المستثمرون لتراجع النمو على المدى المتوسط». وذكر سموه أن الأصول المالية مقيمة بصورة عادلة، وهو ما يعني أنها من المحتمل أن تحقق عائدات، نمواً دون المستويات التاريخية في عالم ما بعد الأزمة الاقتصادية، مع وجود استثناءات قليلة ملحوظة، مؤكداً وجود اختلافات كثيرة بين المناطق والصناعات. أنشطة الدخل الثابت وأفاد تقرير «أديا» بأن قسم الدخل الثابت وسندات الخزانة طبق بنجاح خلال العام الماضي، استراتيجية «تقييم أصول رأس المال» (ملتي بيتا) التي تهدف إلى الجمع بين الاستفادة من الاستثمارات عالية المخاطر، مع الحفاظ في الوقت ذاته على إدارة نشطة للمخاطر في الموازنات. وأوضح أن المحفظة المتنوعة الجديدة للقسم، نجحت داخلياً وخارجياً، في تعزيز القدرة على تطبيق سلسلة أوسع من الاستراتيجيات في أنحاء قطاعات الدخل الثابت. وأشار إلى قسم «الدخل الثابت وسندات الخزانة» واصل خلال العام الماضي زيادة حجم فريقه لتعزيز الهيكل التنظيمي، وتعزيز إدارة أصوله وقدراته على إدارة المخاطر. الاستثمارات البديلة ونوّه التقرير بأن عام 2015 شهد نمواً في أصول وقدرات ومهارات قسم الاستثمارات البديلة، على نحو يقلص التكاليف ويحسن الإيرادات، مشيراً إلى وجود خطط لاستقطاب مهارات متخصصة من أجل فريقي الاستثمار وإدارة المخاطر. إدارة المخاطر أكد جهاز أبوظبي للاستثمار «أديا» في تقريره على ثقافته المتزنة، التي تعتمد على تحديد وإدارة المخاطر، التي تلعب دوراً مركزياً في كافة مراحل اتخاذ القرارات اليومية الاستراتيجية. وأوضح أن إطار عمل إدارة المخاطر مصمم ليضمن تحليلاً شاملاً لكافة أنواع المخاطر في كافة فئات الأصول وضمان حل أي مشكلات محتملة بفاعلية وكفاءة، منوّهاً باعتقاد الجميع في «أديا» بأن إدارة المخاطر هي مسؤولية أساسية لكافة الموظفين. المحفظة العقارية والبنية التحتية أفاد التقرير بأن قسم الاستثمارات العقارية واصل تعزيز محفظته بطريقة انتقائية خلال العام الماضي عبر استثمارات في أصول قائمة واستشراف فرص التطوير، من خلال عمليات استحواذ كبيرة، تضمنت أصولاً في سوق المستودعات الأميركي، وحصة بنسبة 50% في محفظة فنادق بهونج كونج. وأوضح أن فريق البنية التحتية استمر في مراجعة واقتناص فرص استثمارية جديدة، وركزت استراتيجيته الأساسية على الاستحواذ على حصص أقلية في عدد من الأصول عالية الجودة إلى جانب شركاء بارزين في أسواق مستقرة، لعل أبرزها الاستثمارات الكبيرة في مجموعة «تانج آند راست» لخدمات الطرق السريعة في ألمانيا، واستثماراً في شركة «ترانسجريد»، لتوصيل الكهرباء الأسترالية. وأشار إلى أن أنشطة الاستحواذ تضمنت أيضاً إنجاز أول استثمار مباشر من قبل أديا في الأسواق الناشئة في شركة «رينيو باور»، التي تعتبر واحدة من أكبر شركات الطاقة النظيفة في الهند.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©