الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إيران تغرق اليمن.. بالأسلحة المهربة

إيران تغرق اليمن.. بالأسلحة المهربة
23 يوليو 2016 20:11
الح أبوعوذل (عدن) «ضبط أسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى الانقلابيين في تعز» تحت هذا العنوان تحدثت وسائل إعلام محلية وعربية عن عملية ضبط الأسلحة التي يدخلها البلد مهربون يمنيون موالون للمخلوع صالح عبر دول القرن الأفريقي. الحرب التي أفتعلها الحوثيون وحليفهم المخلوع على اليمن، ساهمت بشكل كبير في انتشار الأسلحة في البلد الأكثر تسليحاً بين أفراد الشعب في العالم، حيث أكدت تقارير سبقت الحرب أن الشعب اليمني يمتلك 60 ألف قطعة سلاح، لكن الحرب التي افتعلها المخلوع صالح والحوثيون ربما ضاعفت هذا الرقم مرات. حاول المخلوع الذي أجبر على التنحي من السلطة في العام 2012م العودة للحكم مستعينا بإيران وجماعة الحوثي المتمردة العودة إلى الحكم وإسقاط اليمن لمصلحة طهران التي تريد تهديد الدول العربية والخليجية على وجه التحديد. في 17 فبراير (شباط) 2016م ظهر الرئيس المخلوع صالح مخاطباً الكل على قناته اليمن اليوم قائلاً: «الحرب لم تنته بعد ولا يزال لدينا مخزون أسلحة يكفي لـ11 سنة حرب». يعتقد الصحفي أحمد الدماني أن تهديدات المخلوع صالح بالقتال لنحو 11 سنة كانت بسبب أنه سيعتمد على التهريب لمواصلة قتال اليمنيين. وأضاف لـ (الاتحاد): «تهريب الأسلحة هو ما كان يقصده فبعد ضبط المقاومة الجنوبية (كتائب المحضار) شحنة أسلحة على متن مركب بحري (الزعيمة) في باب المندب بدأت الصورة تتضح رويداً رويداً فهي كمية تكفي سنة كاملة لجبهة مشتعلة في مركب واحد واعتراف صاحبه أنها الحملة السابعة يعني أن التهريب مستمر منذ شهور وعشرات المهربين على لسان طاقم (الزعيمة) يدخلون في الشهر الواحد عشرات المراكب تحمل أسلحة متطورة». ضبط أسلحة قوات عسكرية تمكنت السبت الماضي من ضبط سفينة شراعية صغيرة كانت تبحر في خليج عدن قادمة من إحدى الدول الأفريقية، تحمل على متنها أسلحة للانقلابيين في تعز. اعتمد الانقلابيون على تهريب الأسلحة لمواصلة قتال اليمنيين، فالحرب التي شنت على جنوب اليمن في منتصف مارس آذار من العام الماضي، قبل أن تنطلق عاصفة الحزم لوقف تمددهم، لجؤوا لتهريب الأسلحة من إيران ودول أخرى لمواصلة حربهم في ظل التدمير المتواصل للأسلحة من قبل طيران التحالف العربي. مصادر عسكرية تحدثت لـ (الاتحاد) عن عملية ضبط الأسلحة تلك. وقالت: «إن قوة عسكرية ترابط للدفاع عن باب المندب تلقت بلاغات حول القوارب الخاصة بنقل البضائع البحرية عبر المياه الإقليمية والدولية التابعة لدولة جيبوتي إلى المياه الإقليمية اليمنية التي تسلك عبر ممر باب المندب وجزيرة ميون حيث تخضع المياه الإقليمية لحماية إقليمية و دولية البلاغات كانت تؤكد تهريب أسلحة للمليشيات الانقلابية، وذلك عبر تجار الأسلحة والمهربين ويتم تفريغ تلك الشحنات في المواقع التي تسيطر عليها المليشيات باتجاه المخاء والشريط الساحلي التابع لمحافظة الحديدة غرب اليمن». وأضافت المصادر: «تمت الاستعانة بقوارب يمتلكها صيادون شاركوا أيضاً في معركة الدفاع ضد عدوان المليشيات الانقلابية، وتم رصد التحركات في المياه الدولية من باب المندب إلى المياه التابعة لدولة الصومال ودولة جيبوتي حتى تم رصد تحرك إحدى السفن وبعد دخولها المياه الإقليمية اليمنية تم إيقافها وتفتيشها، حيث وجدنا كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر كانت في طريقها إلى الانقلابيين في تعز؟ وأكدت المصادر لـ(الاتحاد) «أنه جرى التحفظ على طاقم السفينة الذي اعترف بتهريب الأسلحة إلى الانقلابيين». تجار الحروب وقالت مصادر حكومية في عدن إن تجارا يقومون بتهريب الأسلحة للانقلابيين عبر موانئ دول القرن الأفريقي إلى اليمن الذي تدخل فيه الحرب شهرها الـ16 عشر، وتؤكد المصادر أن قوى إقليمية وعلى رأسها إيران قدمت للانقلابيين أسلحة وأجهزة اتصالات عبر التهريب. مصادر حكومية يمنية في محافظة المهرة، أكدت لـ(الاتحاد) «أن الحدود اليمنية تشهد عملية تهريب واسعة لأسلحة إيرانية تصل الانقلابيين والجماعات المسلحة كالقاعدة وغيرها». يؤكد الصحفي أحمد الدماني أن «إيران ليست الداعم الوحيد لتلك للمليشيات فالمخلوع يملك أوراقاً كثيرة ودولاً إقليمية أيضاً تمده بالدعم ولو عدنا إلى بداية 2000 إلى 2004 لوجدنا صفقة أسلحة قدرت بمليار الدولارات اشتريت عبر نظام صالح من دول شرق آسيا ولم تدخل اليمن منها إلا كمية بسيطة وهناك تواطؤ دولي في تهريب معظم تلك الأسلحة لمصلحة». من أهم المصادر التي اعتمد عليها الحوثيون في حربهم هذه بل وفي حروبهم السابقة هو الحصول علي الأسلحة والذخائر عن طريق التهريب أو السوق السوداء. وقد كون الحوثيون خلال السنوات الماضية ترسانة ضخمة من الأسلحة والعتاد الحربي. المحلل العسكري اليمني العميد ثابت حسين أكد «أن الحوثيين استغلوا ضعف قوات وأدوات ووسائل مكافحة التهريب لدى الدولة اليمنية، إضافة إلي الفساد المالي والإداري المستشري في المؤسسات العسكرية والأمنية اليمنية واتساع طول السواحل اليمنية، لذلك كان يجب علي قوات التحالف أن تشدد من سيطرتها وقبضتها على المياه الإقليمية اليمنية». وقال: «يبدو أن التهريب مازال مستمراً وما زال الحوثيون معتمدين إلي حد كبير علي هذا المصدر الاستراتيجي الهام بالنسبة لهم». وكشفت مصادر عسكرية في حضرموت تورط جماعة الإخوان بتهريب أسلحة لجماعة القاعدة في حضرموت التي انتزعتها قوات إماراتية وسعودية ويمنية في أبريل نيسان الماضي، بعد أن حولتها القاعدة إلى إمارة لأكثر من عام. وأعلنت مصادر يمنية إحباط عملية تهريب أسلحة للعناصر الإرهابية في محافظة حضرموت شرق البلاد. وقالت مصادر أمنية: «إن نقطة رأس حويرة بحضرموت ألقت القبض على سائق مركبة خاصة، كانت محملة بأسلحة متوسطة وخفيفة، في طريقها للجماعات الإرهابية».. مشيرة إلى أن النقطة الأمنية أحالت الشخص المقبوض عليه، ويدعى جمال محمد حسين جالس من محافظة عمران اليمنية إلى التحقيق. واتهمت مصادر يمنية في حضرموت جماعة حزب الإصلاح اليمني بتزويد الجماعات الإرهابية بالأسلحة، وهي اتهامات متكررة للحزب الذي تم الزج بالكثير من قياداته في السجون بتهمة تبني تنظيم القاعدة الذي كان يحتل حضرموت لأكثر من عام. نشاط التهريب أكد المحلل السياسي اليمني عادل الشبحي أن «نشاط التهريب بشكل عام في السواحل اليمنية منذ عقود يكاد يكون أكثر وأبرز من النشاط التجاري الرسمي الذي يخضع للضرائب والتفتيش ويمثل نشاط تهريب السلاح والدواء هو الأهم والأكثر ممارسة ورواجاً».. وقال: «اعتمد الانقلابيون خلال السنوات الماضية على مساحات واسعة من السواحل الغربية بل ومثل ميناء المخاء المحطة الأهم لاستلام السلاح من إيران وبعض العصابات في الداخل لاستيراده بطريقة غير شرعية مستغلين نفوذهم السلطوي والعسكري والقبلي، وتحول كثير من قادة الجيش وتجار السلاح بسبب هذا النشاط إلى أثرياء خلال فترة وجيزة». وأضاف: «بسبب الحصار الذي فرضته دول التحالف على السواحل والأجواء اليمنية حاول الحوثيون ومعهم إيران استغلال طول الشواطئ لتمرير أسلحة عبر قوارب صغيرة تأتيهم من السواحل الأفريقية عبر وسطاء لهم تاريخ في هذا النشاط».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©