السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أول مزارعة إماراتية بالخبرة تحقق نتائج ناجحة في الزراعة العضوية

أول مزارعة إماراتية بالخبرة تحقق نتائج ناجحة في الزراعة العضوية
8 ابريل 2011 23:19
لم تكن الوالدة آمنة بنت خليفة القمزي تتوقع حينما غرست أولى بذراتها في أوائل الستينيات في أبوظبي، أنها ستنتج ذات يوم أكثر من 70 صنفا من الخضراوات والفواكه في مزرعتها، بعد البداية المتواضعة لها في مشوار الزراعة، والتي بدأت ببذرات بسيطة في إحدى زوايا “حوش” بيت عائلتها المتواضع. وتروي الوالدة آمنة بنت خليفة القمزي قصة نجاحها واستمرارها في زراعة المحاصيل منذ 5 عقود مضت، حينما حصلت على بذور بسيطة من أحد التجار العراقيين الذي كان يقدم إلى أبوظبي آنذاك للتجارة، حيث تقول: “لم يتوقع التاجر حينما طلبت منه البذور أنني أنوي غرسها، وزراعتها حيث كان ينظر الناس لذلك على أنه أمر مستحيل، لكنهم لم يدركوا أن الإمارات مباركة وفيها خير، وتستطيع أن تنتج جميع الخضراوات التي نحتاجها في مائدتنا”. وأشارت الى أن البداية كانت تحديا وهواية ورغبة شديدة لإنتاج طعام البيت والأسرة الذي كانت معظم أصنافه تستورد من الخارج، حيث وضعت أولى بذراتها في “حوش” بيتها الذي أثبت للجميع، أنه وبالرغم من ملوحة التربة قادر على إنتاج المحاصيل التي تتناسب مع البيئة المحلية وطعام سكان الإمارة. وقالت إن أحد أقاربها قطف المحصول الأول، من الخضراوات وكان عبارة عن طماطم بسيطة لا تتجاوز حينها ربع كيلو، وعدد من حبات الخيار وأخذها إلى الشيخ شخبوط بن سلطان الذي ظن وقتها أن تلك الخضراوات مستوردة، وأعجب كثيراً بها حين علم بأنها من إنتاج أبوظبي. وأضافت أنها استمرت في زراعة باحة بيتها لإطعام أولادها وعائلتها وأخذت ترسل المنتجات لجيرانها بهدف تشجيعهم على الزراعة لتأمين احتياجاتهم من الخضراوات التي يأكلونها، مشيرة إلى أن المنتجات بدأت تتزايد وأصبحت قادرة على تحقيق الاكتفاء للبيت دون الحاجة لشراء الخضراوات من السوق، موضحة أن تلك الزراعة كانت تقليدية من دون معدات ولا إضافات ولا مواد كيميائية. وأكدت الوالدة آمنة أنها حظيت بدعم لا محدود من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه بعد أن تولى مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي، حيث كانت من أوائل السيدات التي منحها أرضاً زراعية كبيرة ووجهها للانتقال من الزراعة المحصورة في “حوش” البيت الى الزراعة الموسعة في حقول المزرعة. وقالت إن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الاعلى لمؤسسة التنمية الاسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام “أم الإمارات” كان لها الفضل في إبراز مكانة المرأة الإماراتية في مختلف المجالات، وفي الزراعة بشكل خاص، حيث شجعت سموها المرأة على العمل ومساندة الرجل، وأوجدت لكل امرأة إماراتية دورا تستطيع أن تعمل فيه وتنتج. وأوصت الوالدة آمنة بضرورة الاعتماد على النفس في إنتاج الغذاء السليم ودعت الأجيال الى الانتباه على أهمية الحفاظ على صحتهم، من خلال تناول الغذاء السليم، الذي لا يتضمن أي مركبات أو إضافات كيميائية. ونقلت الوالدة آمنة خبراتها في مجال الزراعة إلى أحد أبنائها الذي ولع بالزراعة، وتمسك بها، واقتدى بوالدته، وأصبح ينافسها في مجال إنتاج المحاصيل المتنوعة، لكنه مازال يستعين بها كخبيرة زراعية في مزرعته، حيث دائما ما يطلق عليها لقب “كبير مهندسين” من جانبها قالت فاطمة هاشم المستشارة الإقليمية للغذاء والتغذية في منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة “الفاو” التي تزور الدولة حالياً، إن الوالدة آمنة تعد نموذجا للمرأة الناجحة، التي استطاعت تحدي الظروف وزراعة منتجات عضوية تساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي في البيت والعائلة، مشيرة إلى أن الجهود العالمية تسعى حاليا إلى دعم هذا النموذج من السيدات الذي يركز على الاهتمام بتغذية الأبناء والحفاظ عليهم، من الأطعمة التي أدخلت عليها مركبات كيميائية. وأشارت إلى أن الاتحاد النسائي العام بالدولة رشح الوالدة آمنة القمزي لإطلاع وفد الفاو على تجربتها، وجهودها في مجال الزراعة والتغذية، مؤكدة أنها تفوقت على العديد من السيدات الأكاديميات اللواتي تعلمن في كليات وجامعات عالمية، بثقافتها الزاخرة بالزراعة، وعلمها الذي اكتسبته بالخبرة. وأكدت أن الطريقة التي اتبعتها الوالدة آمنة في الحفاظ على صحتها وصحة أبنائها تعتبر نموذجا يحتذى، من خلال انتقاء أصناف الخضراوات التي تضم الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية الكاملة، وهو ما يجعلها امرأة ناجحة حققت التميز في الزراعة وتستحق التقدير. وأضافت: “إن الوالدة آمنة تمتلك رصيدا ضخما من المعلومات القيمة عن الزراعة وفوائدها، وطرق زراعتها، وأنواعها المتعددة، وهي تستحق لقب دكتورة زراعية وبجدارة”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©