الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خسرنا السركال

10 يناير 2015 22:32
دخلت أروقة الاتحاد الآسيوي عام 2007، وبدأت التعرف على صناع القرار في الرياضة الشعبية الأولى، لقارة تشكل أكثر من نصف العالم، ومع كل اجتماع أو قضيّة تتضح لي معادن أعضاء اللجنة التنفيذية التي تجسدها مواقفهم وردود أفعالهم، فزادت علاقتي ببعضهم، وامتدت خارج تلك الأروقة التي أفتخر بأنها كانت نقطة الانطلاق لأروقة «الفيفا» الواسعة التي تحقق من خلالها الكثير من الطموحات لعاشق كرة القدم وأساطيرها، وبقدر سعادتي بلقاء الأساطير، لا أبالغ إذا قلت، إن السعادة مضاعفة بصحبة الأعزاء الذين حفروا مكانتهم في القلوب فافتقدناهم حين غابوا، ولذلك كتبت «خسرنا السركال». يوسف السركال رجل نقي في زمن عزّ فيه الأنقياء، خصوصاً في عالم كرة القدم التي سيطرت عليها السياسة، وأصبح المكر والتلون مطلباً للبقاء في هذا العالم المليء بالمتناقضات، ولأن أبا يعقوب نقي السريرة وواضح المقاصد كنت على يقين بأنه سيبذل قصارى جهده لأداء أي مهمة يكلف بها، حيث يدفعه للعمل شغفه بكرة القدم، وتقديمه المصلحة العامة على بقية المصالح، ولذلك تم تسليمه أسخن الملفات وأصعب اللجان، مثل الحكام والمسابقات، فكان أهلاً للمسؤولية، وتحققت معه الكثير من القفزات الهائلة، خصوصاً في مجال المسابقات التي ساعدتنا على تسويقها كمنتج يجلب الكثير من الرعاة، وستتأثر المسابقات الآسيوية كثيراً بغيابه وسيردد الجميع: «خسرنا السركال». كان أبو يعقوب يجذب الكثيرين ويتحلقون حوله، ويجتمعون في أماكن يختارها لتكون نقطة تجمع العرب في آسيا، وكانت له مواقف مشهودة تشهد بأصالة معدنه النفيس وتؤكد مكانته في قلوب جميع الذين يفتقدونه الآن بعد أن اختار الابتعاد عن المشهد الذي كان أحد أبرز نجومه، وتلك سمة أخرى لرجل لا يقبل المشاركة في العمل، إلا إذا كان مؤمناً بقدرته على العطاء الكامل وخدمة المصلحة العامة، فأصبح مكانه خالياً في منظومة تردد معي: «خسرنا السركال». يحق لصديقي أن يفخر بأن جميع العاملين بالاتحاد الآسيوي يسألون عن صديقي الإماراتي الذي قرر الرحيل رغم يقينه بأنه قادر على الاحتفاظ بكرسي نائب الرئيس الذي لم ينافسه عليه أحد في دورتين سابقتين لقناعة غرب آسيا بأنه الرجل المناسب في المكان المناسب، فكم تعرفون من الرجال القادرين على التنازل عن هذا النوع من الكراسي التي يحلم الغالبية بالجلوس عليها والتشبث بها، ولذلك أكتب مزيج مشاعر الفخر بمكانة صديقي والحزن لغيابه عنا، وعلى جسور لقاء، ووداع الأحبة نلتقي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©