القزح·· الفوسفور الشفاف

يلاحظ على مدار العام وجود شجيرات صغيرة على أطراف الصحارى والشواطئ وأفلاج الماء والوديان في إمارات الدولة، لها أغصان كثيرة الفروع ملساء بلون أخضر فاتح ''فوسفوري'' ترتفع بما يقرب المتر أو أكثر، تتميز برقتها وشفافيتها، لكن ثمارها تسقط في هذا الشهر -أغسطس- من كل عام، تسمى ''القزح'' بينما العامة يطلقون عليها ''القزوحة''· وبحسب عيسى الكامل أخصائي النبات والتربة، فإن ''القزح بداية هو غير نبات المقزح، ويتصف بأنه من الفصيلة الخيمية، والنادر نوعاً ما في الإمارات نسبة لتعرضه للانقراض بسبب الرعي الجائر له وخصوصاً أن الإبل تحرص على رعيه وتميل إليه كثيراً· ينبت القزح دون أوراق وقد تظهر في أسفل الفروع كأنها خيوط صغيرة وفي نهاية الفروع تظهر عناقيد متشعبة بعدة شعب غير متساوية في الطول، يتراوح عددها من 5-9 شعب وفي نهاية كل شعبة عدد من الأزهار الخضراء الفوسفورية غير واضحة المعالم''! يضيف الكامل مشيراً إلى موطنه وفوائده: ''يجد القزح في الماء وما حولها بيئته المناسبة للعيش والنمو، لذا فإن الخليج العربي موطنه، وتظهر زهوره على شواطئه وخلجانه الصغيرة في نهاية الربيع وتسقط الثمار مع اشتداد حر الصيف، وله رائحة قوية تجذب الإبل إليه، لذا تحرص بلديات الدولة على توفيره وزراعته بشكل دائم في البيئات المناسبة له·· وعلى الرغم من أنه لا يحمل ورقاً في فروعه وأغصانه، إلاّ أنه (فضولي) ينمو محاطاً بأوراق نباتات أخرى ويبني قوامه على وجودها، ويختلط بها إلى درجة يبدو معها كأنه جزء منها''· وأسوة بالعديد من النباتات العربية، ورد ذكر القزح في بعض الكتب القديمة، فقد جاء في كتاب ''التهذيب'' للأزهري: ''القزح نبات يشيع لوناً أخضر يشوبه البياض ويلمع بين أقرانه من النبات ويعيش على أغصانها متوغلاً بها، وهو غير المقزح المعتم وأندر منه في البادية''· كما روى أبو العباس عن ابن الأعرابي:'' القزح من غريب الشجر، في رأسه شبكة خضراء كأنما هي بيت العنكبوت، يحب رعيه الإبل ولا يعافه''·