عماد نوروزي قصة فوتوغرافية قصيرة

يتحرك عماد ذو الأحد عشر عاما بفضول لا يخلو من الشقاوة في ملعب الكاميرا بقناة ''القصباء''، ملتقطا صورا عشوائية للمكان والحدث· بينما والده الفنان الإيراني شاهين نوروزي منهمك في رسم أكبر لوحة من أجل أطفال فلسطين في الشارقة في إطار الحملة الصيفية ''سلام يا صغار''· ويظهر أن مسابقة مدرسية للتصوير الفوتوغرافي أطلقت شرارة شغفه الأولى بالتصوير، يقول عماد إنه ''قرر الاشتراك بمسابقة للتصوير الفوتوغرافي أقيمت في مدرسته في إيران قبل عامين موضوعها تصوير القمر في السماء''، مضيفا ''عندما أخبرت أبي بالأمر اشترى لي آلة تصوير على الفور وكانت كاميرا رقمية بسيطة من طراز أوليمبوس بدقة وضوح تصل إلى 5 ميجابيكسل''· ويشير إلى أنه لم يكن محيطا بفن التصوير الفوتوغرافي قبل مشاركته بالمسابقة، حتى أن الصورة الوحيدة التي التقطها حينها كانت صورة عائلية لأسرته· غير أن امتلاكه لكاميرا خاصة به فجرت رغبته في التصوير، فانطلق لالتقاط صور لمواضيع مختلفة· والبداية، وفق الصغير، كانت صورا التقطها لنفسه مستفيدا من تقنية ميقات الكاميرا الذي يؤخر التقاط الصور لثوان، ثم انتقل لأفراد أسرته، ثم لتفاصيل الحي، ويوضح ''كنت أضبط الكاميرا ثم أقف أمامها بسرعة لإنجاز الصورة، ثم انتقلت لتصوير أبي خلال عمله في مرسمه المنزلي، كما صورت أمي التي كانت صبورة معي، وكنت أتجول كثيرا حاملا الكاميرا عند مدخل بيتنا وفي الحي الذي كنا نسكن فيه فالتقطت صورا لكل ما تصادفه عيناي من أبواب، وشبابيك، وشوارع، وسيارات، وعمال، وصولا للأشياء المهملة الملقاة على الأرض، حتى نسيت أمر المشاركة في المسابقة المدرسية تماما''· قبل عام انتقلت عائلة عماد للعمل في الإمارات، وعن تجربته في البلاد يقول: ''شاهد صديق والدي صورا التقطتها فشجعني على المشاركة في معرض نظمته جامعة أزاد الإسلامية في إيران بالتعاون مع أحد الجاليريات في قرية المعرفة بدبي''، لافتا إلى أن والده أهداه على إثر تلك المشاركة آلة تصوير متطورة مكنته من التقاط صور أكثر دقة ووضوحا· ويطمح عماد، الذي يبدو أنه ورث عن والده الفنان موهبة تتبع تباين الأضواء والظلال، أن يدرس فن التصوير الفوتوغرافي ليحترف التصوير مستقبلا·