الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عفا مايكل ويفر: بعد 40 عاما أكتب وكأنني أبدأ للتو

عفا مايكل ويفر: بعد 40 عاما أكتب وكأنني أبدأ للتو
8 ابريل 2011 22:41
عن مشروع كلمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة، صدرت مؤخرا للشاعر الأميركي الأفريقي “عفا مايكل ويفر” مختارات شعرية حملت عنوان “كما الريح” نقلتها من أعمال شعرية عديدة له المترجمة وصال العلاق وجاءت في مئة وخمس وثلاثين صفحة من القطع المتوسط. بدءا، وبحسب المختارات، فإن “سيرة” هذا الشاعر هي سيرة “الذات” الساردة في القصيدة التي تقول الكثير من الإشارات والمحات والاقتطاعات في الإيجاز وكثافة في القول وتعالٍ ليس على العابر بل على تلك التجارب الإنسانية المخيضة التي يجعل منها أصحابها ملاحم بطولية. غير أن القارئ يلمس أيضا مقدرة هذا الشاعر على تحويل سيرته بكل مضامينها الثقافية والإنسانية إلى حالة من التفرد بكل ما تحمل البساطة من تعقيد، إنما بروح شعرية لا تنأى كثيرا عن المجموع، لكنها تعيد التأمل في ذاتها الحقيقية فتغدو هذه الذات جانبا يسيرا من حياة ثقافية وإنسانية مؤلمة خاضها سود أميركا خلال القرن العشرين تحديدا، وذلك دون مواقف مسبقة أو ضغائن أو كراهيات متوارثة، وبقَدْر رفيع من التأمل: “فـي أماكـن مظلمــة أُريـدَ لهـا أنْ تفتقـر إلى الأمان، ثمة وحوش علّمتني الخوف، لذا ينتابني الرعب من المرايا حتى هذه اللحظة”. إنها تأملات تذهب إلى ما وراء ما جرى وتحاول أن تجرّد الروح الفردية للتجربة الإنسانية إلى خطوطها الأولى، على نحو ما كان يفعل الانطباعيون الفرنسيون أواخر القرن التاسع عشر، وذلك بابتعاد عن الخطاب الكلي الجمالي والسياسي، وبالتالي التراجيدي للجماعة، غير أن خطاب الشاعر هنا هو خطاب الفرد، إذ يشعر بهزيمته الخاصة أمام قدرية القدر وكلِّ ما لا رادّ له: “حين نلامس خيبة الحياة، يفيق القدر من قيلولته ساعة الظهيرة”. هو ليس بخطاب عدمي بالمعنى المتعارف علية بل إنه مزيج اليأس بنوع من العتاب الإنساني الذي يرفعه الفرد إلى خالقه في لحظات عسر وشدة. وتنتمي هذه القصيدة إلى أخريات الدواوين التي كتبها “عفا مايكل ويفر”، وفي المقابل، وفي الفترة ذاتها وعلى النقيض من ذلك تماما، يكتب الشاعر هذه القصيدة الجديرة بالحفظ عن ظهر قلب: “خُلق الخوف على هيئة نقاب أزلي من الدخان ليُعمي ويضلل عيونا مبصرة”. كانت هذه المقاطع التأملية من دواوين “عفا مايكل ويفر” الأخيرة، غير أن من الملاحظ لقارئ “كما الريح” أن خيط التأمل الشعري بنزعته الإنسانية كان قد بدأ مبكرا في تجربته، إنما متأثرة بعدد من شعراء ثلاثينات القرن الماضي وتحديدا ما يعرف بشعراء هارلم ويقول: “اطلعت على تاريخ الشعراء الأميركان من أصل أفريقي باعتبارهم قدوتي الأولى. وقمت بتحديد لغتي الشعرية لتجمع بين أسلوب لانجستون هيوز وجويند ولينبركس الحضريين من جهة، وبين أسلوب ستيرلنج براون المفعم بالصور والتشبيهات الجنوبية من جهة أخرى”. ثم يعود ليقول في المقدمة ذاتها “لقد اخترت نهجي الخاص ليلبي احتياجاتي كإنسان يواجه تحديات ذات طابع إنساني، وها أنا، وبعد أربعين عاما من الكتابة والصراع مع الحياة أجدني وكأنني قد بدأت للتو”. ربما، من هنا نجد الكثير من الأسماء من أصحاب العبقريات “السوداء” التي ظهرت في القرن العشرين ترد في القصائد من شعراء وشاعرات ومغني جاز وتفاصيل أخرى تخص الحياة اليومية في معيشة سود أميركا في أحيائهم الفقيرة، غير أن واحدة من أجمل القصائد في تلك المرحلة هي “شيء رائع وبكل بساطة”، عن لانجستون هيوز وآرنا بونتمبس.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©