قتل 15 شخصاً بتفجيرين انتحاريين متزامنين في بيشاور وبقصف صاروخي استهدف قاعدة للجيش في المنطقة القبلية.
وهز تفجيران انتحاريان مركزا للشرطة في باكستان أمس مما أدى الى مقتل 12 شخصاً وزاد من غضب الباكستانيين حيال الانتهاكات الأمنية التي تسببت في موجة من التفجيرات في أنحاء البلاد مؤخرا. وفي هذه الأثناء ذكر مسؤولون أن مسلحين يعتقد أنهم من مقاتلي «طالبان» باكستان شنوا أمس هجوما صاروخياً أدى إلى مقتل 3 جنود باكستانيين وجرح أربعة آخرين في معسكر للجيش في منطقة قبائلية نائية.
وشهدت باكستان، الدولة النووية والواقعة على جبهة الحرب الأميركية ضد الإرهاب، موجة من الهجمات التي خلفت أكثر من 170 قتيلاً خلال 11 يوماً.
وفجرت انتحارية كانت على دراجة نارية نفسها كما في فجر انتحاري سيارة مفخخة قرب مركز لتحقيقات الشرطة في منطقة عسكريةبمدينة بيشاور شمال غرب باكستان، مما أدى إلى تهدم المبنى، حسب الشرطة.
وصرح قائد شرطة المدينة لياقات علي خان أن «الشرطة حاولت اعتراض امرأة كانت على دراجة نارية. وفجرت نفسها وبعد ذلك وقع انفجار آخر عندما فجر انتحاري كان يجلس في سيارة نفسه». وهو ثاني تفجير انتحاري تنفذه امرأة في باكستان. وأدى التفجيران إلى تناثر الأشلاء البشرية في الشارع وانتشار الدماء على الأرض.
وقال صاحب زاده محمد انيس للصحفيين ان «بين القتلى امرأتين وطفلا وانفجرت السيارة بالقرب من مبنى الشرطة الذي أصيب بأضرار جسيمة».
وذكر مسؤولون أن عدد القتلى وصل إلى 12 شخصاً من بينهم ثلاثة رجال شرطة، وان سبعة أصيبوا بجروح خطيرة. وشوهدت بطاقة لتلميذ في الصف الثاني الابتدائي غارقة في الدماء في الوقت الذي انشغل عمال الإنقاذ في سحب الجرحى من تحت الأنقاض. وقال مراسل فرانس برس من الموقع ان البوابة الرئيسية لمبنى «جهاز التحقيقات المركزي» التابع للشرطة والمؤلف من طابقين دمر تماما، كما ان القسم الأعلى من مسجد كان داخل المبنى تضرر وتسببت التفجيرات في تشكل حفرة على الطريق امام المبنى.
وتضم بيشاور نحو 2,5 مليون باكستاني وتعد اكبر مدن المنطقة الشمالية الغربية وتقع بمحاذاة منطقة القبائل التي يغيب عنها القانون وحيث يختبئ مقاتلو طالبان وغيرهم من المقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة منذ الغزو الأميركي لأفغانستان في أواخر 2001.
وقتل 40 شخصاً على الأقل أمس الأول في سلسلة هجمات على مبان امنية في لاهور وفي المنطقة الشمالية الغربية. وتساءل سكان لاهور العاصمة الثقافية للبلاد والتي تشتهر بالنخبة العلمانية فيها، كيف تمكن المسلحون من التسلل إلى هذا العمق وبهذه السهولة من مخابئهم من منطقة القبائل المحافظة المحاذية لأفغانستان.
وذكرت الشرطة أنها اعتقلت العشرات في مداهمات ليلية للأحياء الفقيرة في لاهور واحياء يسكنها افغان. ورغم عدم إعلان أي جهة عن مسؤوليتها، تحوم الشكوك حول حركة طالبان باكستان وتنظيم القاعدة إضافة الى جماعات متشددة مثل عسكر جنقوي وجيش محمد.
إلى ذلك، ذكر مسؤولون ان مسلحين يعتقد انهم من مقاتلي طالبان شنوا أمس هجوما صاروخيا أدى الى مقتل ثلاثة جنود باكستانيين وجرح أربعة آخرين في معسكر للجيش في منطقة قبائلية نائية. واستهدف المسلحون معسكر لاندي نور التابع للجيش في منطقة شاكاي جنوب وزيرستان التي تعد معقلا لمتمردي طالبان والقاعدة بالقرب من الحدود الأفغانية حيث قال الجيش انه يخطط لشن هجوم بري واسع للقضاء على المتمردين.
وذكر مصدر امني طلب عدم الكشف عن هويته أن الهجوم الصاروخي أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة أربعة. وقصفت مقاتلات مخابئ يعتقد انها لمسلحين في المنطقة إلا انه لم تتوفر على الفور تفاصيل عن وقوع إصابات، حسب مسؤولين وسكان. وقبل الفجر، سقطت طائرة أميركية بدون طيار قرب بلدة جاندولا في جنوب وزيرستان.
وقال مسؤول كبير ان «تحطم الطائرة كان سببه عطل فني وليس نيران معادية».
عدد اليوم
