كشفت تقارير صحفية إسرائيلية أمس، عن مخالفة إسرائيل للتعهدات التي أعطتها للإدارة الأميركية الشهر الماضي، بشأن البناء في الضفة الغربية المحتلة،وأكدت تقارير إسرائيلية أن أعمال الاستيطان تتسارع بوتيرة عالية.وفي الوقت نفسه،أكدت واشنطن «مثابرتها» في العمل من أجل السلام في المنطقة،وان سفيرتها في الأمم المتحدة ستزور اسرائيل قريبا.
وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية امس، انه تم البدء في الأسابيع الثلاثة الأخيرة بأعمال بناء واسعة في إحدى عشرة مستوطنة في الضفة الغربية، إضافة إلى أعمال بناء في عشرين مستوطنة أخرى. وأوضحت أن هذه الأعمال تأتي بخلاف التفاهمات التي قدمتها إسرائيل، والتي سمحت لها ببناء 2500 وحدة سكنية . وفي سياق متصل كشفت الصحيفة أن وزير المواصلات الإسرائيلي «يسرائيل كاتس» صادق على سلسلة مشاريع لشق طرق جديدة داخل المستوطنات .
وأضافت «هآرتس» أن أعمال البناء هذه ليست جزءا من مراحل بناء 2500 وحدة سكنية التي تم التفاهم على استكمال بنائها بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن والدفاع إيهود باراك، من جهة، والإدارة الأميركية من جهة أخرى.كما أن هذه المواقع ليست ضمن القائمة التي تضم 492 وحدة سكنية جديدة، كانت قد صادقت وزارة الأمن على بنائها، وعلاوة على ذلك فإن أعمال بناء تجري في 20 مستوطنة أخرى.
وفي سياق ذي صلة، أفادت «هأرتس» بأن وزير المواصلات الليكودي «يسرائيل كاتس» صادق على سلسلة مشاريع لشق طرق جديدة داخل المستعمرات أو فيما بينها.
وتجدر الإشارة إلى أن الحديث عن مشاريع في الضفة الغربية، على مساحات تصل الى مئات الدونمات في مستوطنات : كرمل وكريات أرباع وبيتار عيليت وإليعيزر وشيلا وتلمون ونيلي ويتسهار ومعون وبراخا وروش تسوريم.
كما تجري أعمال بناء استيطانية في مستوطنات: تكوع ونوكديم ومشخيوت وكوخاف هشاحار ومعاليه مخميش وأفني حيفتس ومعاليه شومرون وأورانيت وألون وألون شفوت وألوني شيلا وبيتار عيليت وبركان وغفعات زئيف ودوليف وهار غيلا وتلمون ويتسهار وكوخاف يعكوف وكفار أدوميم وكفار عتسيون وكرمل ومفو حورون ومتتياهو ونعليه وعيتس أفرايم وبدوئيل وتسوفيم وكيدار وكاليا.
تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن تقريرا لحركة «سلام الآن» نُشر الأسبوع الماضي، قد أشار إلى أنه تجري أعمال بناء استيطانية في 34 مستوطنة بهدف بناء 800 وحدة سكنية.
وفي واشنطن ، أكد جيم جونز أحد أقرب مستشاري الرئيس الاميركي باراك اوباما, الخميس في خطاب مطول القاه على «مثابرة» الولايات المتحدة في السعي للتوصل الى السلام في الشرق الأوسط. وقال مستشار الامن القومي اثناء عشاء نظمته جمعية «اميريكان تاسك فورس اون بالستاين» التي تمثل الاميركيين من أصول فلسطينية :»لا غموض عندنا ونحن واضحون ومثابرون». وأضاف «حان الوقت للذهاب الى ما هو أبعد من المباحثات التي تهدف فقط الى تنظيم مفاوضات» مشددا على «ان ارادة الرئيس اوباما في تحقيق هذه الاهداف قوية لا تتزعزع وسنثابر بكل إصرار» في هذا الاتجاه.
وأكد جونز «ان الرهان في هذا النزاع (..) يتمثل في كرامة البشرية كافة وأمنها». وذكَّر الجنرال جونز بهدف الولايات المتحدة المتمثل في تجميد الاستيطان اليهودي، وتحسين الامن والمؤسسات في الجانب الفلسطيني وفي الاعتراف الكامل من قبل الدول العربية بحق اسرائيل في الوجود والامن.
وأشاد جونز بجهود المبعوث الاميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل من أجل استئناف الحوار بين الجانبين. وكرر المستشار انه «حان الوقت لاعادة اطلاق المفاوضات بلا شروط مسبقة، من أجل التوصل الى اتفاق نهائي بشأن وجود دولتين» فلسطين واسرائيل. ومن المقرر ان يعرض ميتشل ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون خلال الايام القادمة، مقترحاتهما بشأن ملف الشرق الاوسط, على البيت الأبيض.
وكانت المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية قد توقفت منذ ديسمبر 2008 وذلك رغم اللقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي حثهما عليه اوباما خلال سبتمبر في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة.
وفي نيويورك ذكر دبلوماسيون اسرائيليون واميركيون الخميس, ان سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة سوزان رايس, ستزور اسرائيل الاسبوع المقبل للمشاركة في مؤتمر ينظمه الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز. وقال اليخاندرو وولف مساعد سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة: «انها ستذهب الى اسرائيل. وقد دعيت لإلقاء كلمة في المؤتمر». وأكدت سفيرة إسرائيل في الأمم المتحدة غابرييلا شاليف ايضا زيارة رايس ، وأوضحت انها ستشارك في هذا المؤتمر السنوي, مشيرة الى انها ستلتقي أيضا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وذكرت شبكة «اي.بي.سي نيوز» الاميركية التي كانت الاولى في اعلان نبأ الزيارة, ان رايس ستجري أيضا محادثات ثنائية مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس, وان عملية السلام ستكون بالتأكيد في جدول أعمال اللقاء.
عدد اليوم
