الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تجدد التحذيرات من مخاطر الاستخدام المفرط للهاتف المحمول

تجدد التحذيرات من مخاطر الاستخدام المفرط للهاتف المحمول
9 أغسطس 2008 23:07
بعد مرور عقدين كاملين على انتشار استخدام الهاتف المحمول وارتفاع عدد مستخدميه في العالم إلى ما يزيد عن 3 مليارات، يبقى السؤال المتعلق بمدى تأثيره على الصحة، من دون جواب· وقبل أيام قليلة، جاء أقوى تحذير حول الموضوع من رونالد هربيرمان مدير معهد بيتسبورج لبحوث السرطان في الولايات المتحدة والذي بادر إلى نصح مستخدمي المحمول بالحدّ من استخدامه بقدر الإمكان خوفاً على صحتهم، واستند في قوله هذا على نتائج بحوث ودراسات لم تستكمل بعد ولم تنشر حتى الآن· وقال هربيرمان في ندوة ضمت 3000 طالب جامعي نظمها مؤخراً: بالرغم من أن القرائن التي تؤكد هذه الأضرار ما زالت موضع جدل إلا أنني توصلت من خلال النتائج الأولى للبحوث التي نجريها إلى القناعة التي تدفعني لإعلان التحذير من خطورة الاستخدام المفرط للمحمول''· وفي مقابل هذا الطرح المقلق، ومن أجل الوقوف بدقة على كل ما قيل حول الموضوع، تجدر الإشارة إلى أن العديد من الدراسات التي أجريت خلال السنوات القليلة الماضية أثبتت أن استخدام المحمول لا ينطوي على أضرار صحية· وعقبت كبريات الشركات العالمية لصناعة المحمول وهي نوكيا الفنلندية وموتورولا وإيه تي آند تي الأميركيتين، على نصائح هربيرمان بالإشارة إلى أنه ليس هناك ثمّة من داعٍ للقلق الصحي بسبب الإفراط في استخدام المحمول· وورد في بيان معمم نشرته مؤسسة ''بوبيولار تيليكوميونيكيشنز آند إنترنت إيه إس إس: ''أظهرت البحوث الكثيرة التي نشرت في المجلات العلمية حول العالم أجمع أن الهواتف اللاسلكية لا تنطوي على أية عواقب صحية''· وتكمن المشكلة الكبرى التي تقف عائقاً دون تطور البحوث المتعلقة بالأضرار الحقيقية الكامنة في استخدام المحمول هي أنه يستخدم عادة في أماكن ذات طبيعة شديدة التنوّع وبما يجعل من المستحيل الفرز بين تأثير المكان وتأثير المحمول ذاته على الصحة، ويضاف إلى ذلك أن التأثيرات الحقيقية لهذا الاستخدام لا يمكن أن تظهر إلا خلال سنوات طويلة· ويقول رودني كروفت المدير التنفيذي للمركز الأسترالي لبحوث تأثيرات الترددات اللاسلكية على الصحة البشرية: ''إن المشكلة الأكثر صعوبة هي التي تكمن في التأكد مما إذا كان لاستخدام المحمول أثر طويل الأمد لا يظهر إلا بعد مضي عدة عقود''· وفي شهر فبراير الماضي، نشر علماء يابانيون مشاركون في بحوث عالمية حول دور استخدام المحمول في زيادة احتمالات الإصابة بالأورام السرطانية، تقريراً في ''المجلة البريطانية لبحوث السرطان'' جاء فيه: ''لم نلاحظ من خلال بحوثنا أي علاقة بين الاستخدام العادي للمحمول وبين زيادة احتمال الإصابة بالأورام السرطانية''· وبالرغم من هذه السلسلة من البيانات المطمئنة، إلا أن علماء آخرين في البحوث الطبية أعلنوا عن عدم اقتناعهم بمضامينها، ومن هؤلاء بروس هوكينج؛ وهو طبيب أسترالي متخصص في الدراسات التي تربط العلاقة بين نوعية العمل وطبيعة البيئة التي يتم فيها، والذي أشار إلى أن النتيجة التي توصل إليها العلماء اليابانيون لا يجوز الأخذ بها لأنها اعتمدت على أقوال وذاكرات مجموعة من مستخدمي المحمول ولم تعتمد على بحوث مخبرية موثوقة· ويضاف إلى هذه المشاكل التي تواجهها البحوث أن العلماء يحتاجون إلى إجراء دراسات مستفيضة على عدد كبير من الأشخاص المتطوعين الذين سيطلب منهم التصريح بمعلومات وفحوص تشتمل على الكثير من الخصوصية الشخصية وتتطلب قضاء عشرات الساعات حتى يتمكنوا من الخروج بنتائج دقيقة حول الموضوع· والآن يبقى السؤال: هل تأتي تحذيرات هربيرمان المقلقة من صلب الأجهزة المختبرية أم أنها ليست أكثر من محاولة لإعادة إثارة الزوبعة في الفنجان· عن مجلة بيزنس ويك
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©