الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«قص المعدة».. طريق إلى الرشاقة محفوف بالمخاطر

«قص المعدة».. طريق إلى الرشاقة محفوف بالمخاطر
23 يوليو 2016 00:00
هناء الحمادي (أبوظبي) «التكميم» أو «قص المعدة»، صار محل اهتمام الكثيرين، يتداولون الحديث عنه في جلساتهم أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع انتشار مطاعم الوجبات السريعة التي تغري الجميع بنكهاتها وطريقة تقديمها، ومتطلبات العمل التي تقضي بالجلوس ساعات طويلة وقلة النشاط الحركي، ما أدى إلى سمنة مفرطة لدى البعض، فيسارعون إلى البحث عن أدوية التخسيس أو الاشتراك في صالات رياضية. ومع فشل هذه المحاولات، تضطر الغالبية منهم إلى الإمساك بخيط الأمل الأخير بإجراء عمليات «قص المعدة» التي يطول طابور انتظارها إلى نحو أربعة أشهر، فضلاً عن السفر إلى دول بعينها اشتهرت بإجراء عمليات تكميم، كان لها نصيب من النجاح عند البعض، بينما فشلت لدى آخرين بما تحمله من أعراض جانبية خطيرة، غير أنها تبقى الطريق الأقصر لحلم الرشاقة الذي يبحث عنه الكثيرون. قوام رشيق إحدى الفتيات «رفضت ذكر اسمها»، تناولت الكثير من أدوية التخسيس، وسجلت في العديد من مركز الرشاقة لتحصل على قوام مثالي، لكن لم تنجح محاولتها الأولى ولا الثانية، لم يتغلغل اليأس إلى نفسها، بل حاولت ممارسة الرياضة على فترات متقطعة رغم شعورها بآلام في قدمها، ورغم ذلك كان الوزن بين الصعود والنزول، لذلك وجدت عملية «قص المعدة» الخيار الأنسب لمحاولاتها التي باءت بالفشل. فيما تورد خلود القحطاني، وزنها 98 كيلوجراماً وطولها 160سم، أن شعورها بعدم الرضى عن وزنها دفع بها إلى الدخول في غرفة العمليات. وعن هذه الرحلة التي استمرت قرابة الساعة تقول: «قص المعدة هو خياري الوحيد الذي لجأت له لإنقاص وزني فبعد تناول أدوية التخسيس التي أثرت على صحتي، ودفعت الكثير من المبالغ المالية ولجأت لمراكز الدايت المنتشرة في إمارات الدولة، وفي نهاية الأمر قررت إجراء العملية التي نجحت، وتغير روتين حياتها، فبعد أن كانت تتناول وجبات دسمة أصبحت المعدة لا تتقبل إلا القليل مع ممارسة الرياضة بشكل يومي، كما أن الشعور بالرضى عن النفس تغير وباتت المقاسات التي ترتديها تنال إعجابها حتى إنها دفعت 3 من أفراد أسرتها لإجراء عملية قص المعدة لضبط أوزانهم. مؤكدة أنه رغم مرور 4 سنوات على العملية ما زالت تشعر بالسعادة من النتيجة التي وصلت إليها والمقاسات الصغيرة التي صارت ترتديها. عاشق الشوكولاتة إبراهيم ثاني المنصوري، لاعب كرة سلة سابق، غير أن ترك ممارسة الرياضة، والجلوس ساعات طويلة في العمل، فضلاً عن عشقه الشوكولاتة تسببت كلها في زيادة وزنه ليصل إلى 160 كيلوجراماً، بينما الطول 174، ما اضطره إلى القيام بعملية قص المعدة العام 2009، ولم ينزل وزنه من حينها إلى الآن إلا 20 كيلوجراماً، بسبب كثرة تناوله الشوكولاتة التي يجذبه شكلها قبل رائحتها، حسب قوله. ويورد أن عمله في إمارة أبوظبي والسكن في دبي وكثرة الانشغال بشؤون المنزل، وتناول الوجبات الدسمة والحلويات بكثرة لم يتِح له الوقت الكافي لممارسة الرياضة، ما أدى إلى تراكم الدهون فصار من أصحاب الوزن الثقيل، رغم إجرائه عملية «التكميم»، والآن يتردد على الطبيب نفسه الذي أجرى له العملية ونصحه بأن عدم الانتظام بالنظام الغذائي الذي أعده وعدم ممارسة الرياضة هو ما جعل وزنه ثابتاً، إضافة إلى تناول الحلويات بكثرة، فكان الحل الوحيد لإنهاء هذه المعاناة إجراء عملية تحويل مسار المعدة، وما زال متردداً بين إجراء العملية ورفضها. التحكم في الوزن ويقول الدكتور أحمد محمد مرزوق، أختصاصي جراحة المناظير وجراحات السمنة المفرطة، في مستشفى NMC: «تعتبر جراحة تكميم (قص) المعدة، من أكثر الجراحات انتشاراً وفاعلية للتحكم بإنقاص الوزن، حيث إنها تعتمد على استئصال نحو 85% من المعدة، باستخدام المنظار الجراحي، بهدف التحكم بكمية الطعام، ومن ثم الشعور بالامتلاء والشبع بعد كمية قليلة من الطعام أو الشراب يتبعه نزول تدريجي للوزن، كذلك وجد أن الجزء المستأصل من المعدة يؤدي إلى انخفاض في نسبة هورمون (الجيرلين)، المسؤول عن إحساس الجوع لذا يتبع إجراء الجراحة انخفاض ملحوظ في إحساس النهم والجوع. ويشير إلى أن هناك فوائد طبية ناتجة عن عملية تكميم المعدة، منها تحسن حالات ضغط الدم المرتفع، علاج حالات ارتفاع الكوليسترول، علاج حالة انقطاع النفس الانسدادي خلال النوم وكذلك آلام المفاصل، كذلك ثبت بالأدلة العلمية أن جراحات السمنة المفرطة تؤدي إلى تحسن حساسية الصدر، أمراض القلب، تجنب الوفاة، الإحباط النفسي، ارتجاع المريء، الصداع النصفي، التهاب الكبد بسبب تراكم الدهون. ويلفت إلى أن أغلب عمليات التكميم تتم عن طريق استخدام الحد الأدنى لتقنية المنظار، مما يؤدي إلى ندوب أصغر وألم أقل من العمليات الجراحية المفتوحة ومن ثم إقامة أقصر في المستشفى وشفاء سريع، كذلك تقدم نوعية أفضل للحياة، حيث وجدت الدراسات السريرية لمرضى عمليات التكميم أنهم شعروا بتحسن بعد العملية، وأنفقوا المزيد من الوقت في القيام بأنشطة ترفيهية وجسدية، كما أنهم أيضاً استفادوا من تعزيز الإنتاجية والفرص الاقتصادية، أكثر مما كانوا عليه قبل الجراحة. أعراض جانبية من ناحيته يوضح الدكتور محمد النشار، أختصاصي جراحة عامة في مستشفى أوريانا في الشارقة أن بعد كل عملية جراحية، تحدث مضاعفات جانبية مثل التسريب، نزف داخلي يحتاج إلى نقل دم، الفتق الجراحي، وفتح الجرح، انسداد الأمعاء أو المعدة، ولكن يبقى «التسريب» من أكثر الأعراض الجانبية الناتجة عن عملية تكميم المعدة، لافتاً إلى وجود نوعين من التسريب وهو تسريب محلي، في المعدة فقط. وتسريب ينتشر بالرئة إلى تجويف البطن، ومن أهم الأعراض الناتجة عن التسرب، ارتفاع الحرارة، والتنفس السريع، زيادة البروتين. في السياق ذاته، يؤكد النشار أن هناك أعراضاً أخرى مثل «الغثيان»، وعادة ما يحدث هذا في الشهرين أو الأشهر الثلاثة الأولى بعد الجراحة، لأن المريض يكون في فترة التعود على النظام الغذائي الجديد وعادات الأكل، أو «الجفاف». ومن المهم شرب نحو لترين من السوائل يومياً خلال الأشهر القليلة الأولى من فقدان الوزن السريع بعد جراحة تكميم المعدة، رغم صعوبة شرب هذه الكمية من السوائل في الأسابيع القليلة الأولى بعد الجراحة، كذلك «تساقط الشعر» يكون لدى بعض المرضى نتيجة انخفاض نسبة فيتامين (ب). أيضاً «الشعور بالبرد» بعد البدء في مرحلة فقدان الوزن لبعض المرضى، وهذا ناتج عن تغيير في عملية التمثيل الغذائي وفقدان طبقة الدهون في الجسم، في مثل هذه الحالات يرجى استشارة اختصاصية التغذية، إضافة إلى «عدم تحمل الطعام» التي يمكن أن تحلها باتباع نظام غذائي يعتمد على السوائل. نظام غذائي خاص يقول الدكتور أحمد محمد مرزوق، اختصاصي جراحة المناظير وجراحات السمنة المفرطة، في مستشفى NMC: «بعد الجراحة يُوضَع المريض على نظام غذائي خاص، مؤلَّف من السوائل في أوَّل أسبوع، ثمَّ على أطعمة طرية أو مهروسة لمدة أربعة أسابيع. ثم الأكل الصلب بكميات قليلة، مع الأخذ غي الاعتبار أن المريض لا يكون قادراً على تناول كمِّية كبيرة من الطعام، لأنَّ جراحة تكميم المعدة تجعل المعدة أصغر حجماً، إذ قد يتقيَّأ المريضُ إذا أكل بسرعة كبيرة، أو أكل كمِّيات كبيرة، أو شرب السوائل خلال تناول الطعام. كما يجب على المريض أن يأكلَ ويشرب ببطء شديد، وألا يشربَ السوائل قبل أو بعد الوجبات بنصف ساعة إلى ساعة كاملة. كما يجب أن تكونَ الوجباتُ غنيَّةً بالبروتينات للمساعدة على عملية الشفاء، وكذلك تحفيز الجسم لفقدان الوزن. وعليه أيضاً شرب السوائل الخالية من الكافيين والسكر، والامتناع عن المشروبات الغازية، وأن يمتنع عن تناول المشروبات الكحولية، لأنَّه يكون أكثرَ حساسية لها بعد العملية. ويجب على المريض أن يتناولَ الفيتامينات والمتمِّمات الغذائية التي سيتم وصفها يومياً، مثل الحديد والكالسيوم، مع الأدوية الأخرى التي يرى الطبيب أو اختصاصي التغذية أنَّها ضرورية». حكاية جواز السفر بسبب كثرة السوائل في جسده والبحث عن مظهر أفضل، اضطر أحمد الحمادي، لإجراء عملية قص المعدة. وعلى الرغم من أن وزنه 98 كيلوجراماً والطول 170، إلا أن هوس الرشاقة كان يشغل تفكيره كثيراً، فبعد الانقطاع عن ممارسة الرياضة، وأخذ أدوية البروتين، زادت نسبة المياه، فأثر ذلك عليه صحياً. ومع إجراء عدد من أفراد الأسرة عملية قص المعدة، تشجع على القيام بها من باب التقليد والحصول على المظهر الذي يحلم به. ويروي الحمادي موقفاً طريفاً تعرض له بعد إجراء العملية وتغير ملامح وجهه، أن الموظف المختص لاحظ لدى تجديد جواز السفر أن الصورة غير مطابقة لشكله الحالي وسأله عن ذلك، فرد بابتسامة قائلاً أنه أجرى عملية قص معدة، فتغير الشكل للأفضل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©