عقيل الحلالي (صنعاء) -
اغتال مسلحون مجهولون أمس الثلاثاء مسؤولا محليا كبيرا في محافظة البيضاء قبل ساعات من مقتل جندي بهجوم شمال العاصمة اليمنية. وفي حادث آخر، نجا ضابط كبير من محاولة اغتيال نفذها تنظيم القاعدة، وذلك في أحدث مسلسل عمليات القتل التي تستهدف رجال الجيش والأمن وسياسيين في هذا البلد حيث تستمر الاضطرابات منذ حركة الاحتجاجات الشعبية في 2011.
وعلى صعيد آخر، بحث وزير الخارجية اليمني، أبوبكر القربي، أمس، مع رئيس بعثة مجلس التعاون لدول الخليج العربية لدى صنعاء، سعد العريفي، تطورات العملية الانتقالية والتحضيرات الجارية لانعقاد الاجتماع السابع لوزراء خارجية مجموعة «أصدقاء اليمن» في لندن في 29 أبريل الجاري. وتسعى صنعاء لإنجاح هذا الاجتماع أملا في الحصول على مساعدات.
وقال مدير أمن محافظة البيضاء، العميد عادل الأصبحي، إن «عناصر مسلحة» اغتالت نائب المحافظ حسين ديان، أثناء خروجه صباح الثلاثاء من منزله في مدينة البيضاء، مركز المحافظة حيث تنشط جماعات قبلية مرتبطة بما يسمى «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب».
وذكر مصدر أمني آخر أن المهاجمين كانوا يستقلون سيارة من نوع هايلوكس لا تحمل لوحات مرورية، فجروا قنبلة صوتية عندما فتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة على وكيل المحافظة، حسين ديان، قبل أن يلوذا بالفرار باتجاه منطقة «دغيلة» الواقعة إلى الشرق من مدينة البيضاء.
ونعت السلطات المحلية في البيضاء اغتيال «واحد من أبرز الرموز الوطنية والعسكرية» في حادث «غادر وأليم»، متعهدة في الوقت ذاته بـ«تطهير» المحافظة من «دنس» الإرهابيين.
وكان نائب المحافظ القتيل، وهو ضابط في الجيش برتبة لواء وينتمي إلى قبيلة «يافع» في محافظة لحج الجنوبية، أعلن تأييده لانتفاضة 2011 التي أجبرت الرئيس السابق علي عبدالله صالح على التنحي أواخر فبراير 2012. وذكر مسؤول محلي أن عملية الاغتيال «تحمل بصمات القاعدة».
وبعد ساعات من مقتل المسؤول المحلي في البيضاء، قُتل جندي برصاص مسلحَين كانا على متن دراجة نارية في منطقة «جدر» شمال العاصمة صنعاء، حسبما أعلنت وزارة الداخلية اليمنية. وأوضحت الوزارة أن شخصين كانا على متن دراجة نارية هاجما بالرصاص الجندي، صادق السماوي، من اللواء 72، مضيفة أن المهاجمين لاذا بالفرار بعد أن استوليا على بندقية الجندي القتيل.
وفي محافظة حضرموت، نجا رئيس عمليات اللواء 37 مدرع المرابط في بلدة «سيئون» وسط المحافظة الواقعة جنوب شرق البلاد من محاولة اغتيال عندما هاجمه مسلحون يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة، وقالت وزارة الدفاع اليمنية، في بيان إن العقيد الركن خالد الآنسي، وعددا من مرافقيه تعرضوا لهجوم شنته «عناصر إرهابية مسلحة في منطقة دوار حوطة شبام» في «سيئون»، مشيرة إلى أن انفجارا، يعتقد أنه ناجم عن تفجير عبوة ناسفة، استهدف العربة التي كانت تقل العقيد وأفراد حراسته «أعقبه إطلاق نار كثيف». وذكر البيان أن حراسة العقيد الآنسي تصدوا للهجوم واشتبكوا مع المهاجمين ما أدى إلى إصابة عدد منهم إضافة إلى أحد الجنود.
إلى ذلك، اندلعت أمس معارك عنيفة بين عشيرة قبلية ومسلحين من جماعة الحوثي في بلدة «الرضمة» بمحافظة إب. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة خلفت قتلى وجرحى، لكن لم تصدر السلطات بيانا رسميا بذلك.
وتشهد مدينة إب، مركز المحافظة، اضطرابات على خلفية انتفاضة محلية يتزعمها حزب «التجمع اليمني للإصلاح» للإطاحة بحاكم المحافظة، أحمد الحجري، وهو قيادي بارز في حزب «المؤتمر» الذي يرأسه الرئيس السابق.
وشن حزب «الإصلاح»، أمس، هجوما عنيفا على زعيم جماعة «الحوثيين» على خلفية توسيع جماعته المسلحة نفوذها في الشمال بعد معارك عنيفة مع جماعات قبلية ودينية معارضة لها.
واتهم الحزب، في بيان الحوثيين بارتكاب «كوارث وفظائع يندى لها جبين الإنسانية»، مستنكرا بشدة خطابا متلفزا أخيرا لزعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، انتقد خلاله الأداء الأمني والسياسي للحكومة الانتقالية وهاجم بشدة جماعة الإخوان المسلمين.
وذكر البيان: «من مهازل الزمن أن يوجه قائد مليشيا مسلحة، يده ملطخة بالدماء، انتقاده للأحزاب السياسية السلمية ويشرع في تقييم أدائها، بل ودعوتها إلى عدم الانحراف بالمسار السياسي الذي يرفض هو بشدّة الانخراط فيه ناهيك عن الاعتراف به».
وأشار البيان إلى أن الحوثي «زعيم جماعة متمردة عائد من كهوف ما قبل التاريخ»، وأنه لا يؤمن بالتداول السلمي للسلطة «وهو من يرى نفسه الحاكم بأمر الله»، مُذكرا بمعارضة جماعة الحوثيين لإجراء الانتخابات الرئاسية الأخيرة في مناطق نفوذها.
عدد اليوم
