في عالم غير عالمي، ووطن غير وطني، والسحاب يملأ السماء، وأشجار بلا عصافير، ومطر ينهمر من السماء يرسلنا إلى ذكرياتنا وأحبتنا، نعلم جيداً أن الغربة كربة، بلا قلب، لكن دائماً نجد ما يخفف عنا الغربة.
من الصعب إيجاد أصدقاء حقيقيين، ومن الصعب تركهم ونسيانهم إذا وجدناهم، الصديق في الغربة بمكانة الأهل والوطن، فالغربة تجعلك تتعلق جداً بأي صديق تلمس فيه الوفاء والإخلاص، نتمسك بأي صديق نرمي عليه همومنا وحمولنا، أو أحد يسأل عنا ويهتم بنا وتعنيه شؤوننا.
الغربة كنافذة زجاج أصابها السرطان، ننظر بها إلى أيامنا، ولكن نجد بها جزءاً صافياً، نطل منه على أحلى ما في الدنيا، ونرى كل المعاني الجميلة، نرى أشخاصاً يمتلكون الإنسانية والصدق. وأكتب هذه الكلمات التي تبدو بسيطة، لكن في جوهرها مشاعر كثيرة وأيام طويلة، ومهما نطقت الألسن لن أوفيك حقك يا صديق الغربة.
إنني أكتب كلمات ليست كالكلمات، بلغة عفوية، ولكنها مست قلمي وازددت حيرة، لا أجد طريقة للثناء، لأنك يا صديقي لا تشبه أحداً، فبأي الكلمات أبدأ!!.. بأي الكلمات يكون وصفك!!
شكراً صديقي العزيز، تبقى الغربة بك شكلاً آخر، أياماً جميلة.
عمرو محمد الغزالي
عدد اليوم
