الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جبر الخواطر

1 مايو 2018 21:59
كم من المشاكل نتعرض لها يومياً، والضغوط النفسية التي تجعلنا في مزاج سيئ يتمخض عنها رد فعل أسوأ لمن حولنا، لكن لا يجب أن يكون هذا مبرراً للتعامل الجاف والقاسي مع غيرك، وأيضاً مع نفسك، فلا بد من أسلوب حياتي بسيط وسلس، تواجه به قسوة الحياة. «الكلمة الطيبة صدقة».. كما قال رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، فالكلمة الطيّبة تعكس تربية صاحبها وثقافته وأخلاقه، وتأثيرها على الآخر لا يقل عن تأثير السحر على النّفس والروح، قال ابن عثيمين، رحمه الله: «الكلمة الطيبة تنقسم إلى قسمين، طيبة بذاتها، وطيبة بغاياتها، أما الطيبة بذاتها كالذكر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الحمد لله، لا حول ولا قوة إلا بالله، وأفضل الذكر قراءة القرآن. وأما الكلمة الطيبة في غايته، فهي الكلمة المباحة، كالتحدث مع الناس إذا قصدت بهذا إيناسهم وإدخال السرور عليهم، فإن هذا الكلام وإن لم يكن طيبا بذاته، لكنه طيب في غاياته في إدخال السرور على إخوانك، وإدخال السرور على إخوانك مما يقربك إلى الله عز وجل». (شرح رياض الصالحين 1/‏290).. فبالكلمة الطيبة والمريحة تُجبر الخواطر. جبر الخواطر سمة جليلة وخلق وهو أدب إسلامي رفيع وعظيم يدل على سمو نفس، وعظمة قلب وسلامة صدر ورجاحة عقل ونبل محتد وكرامة أصل، وأصالة معدن وشهامة مقدرة، ويعتبر من أسباب الألفة والمحبة بين المؤمنين، وتعني تثبيت الآخر، ورفع همته وتهوين مصيبته وإقالة عثرته والأخذ بيده حتى يقف على قدمه. قال الإمام إسماعيل بن محمد الأصبهاني في كتابه الحجة في بيان المحجة: «ومن مذهب أهل السنة التورع في المآكل والمشارب والمناكح، ثم قال: ومواساة الضعفاء والشفقة على خلق الله، فأهل السنة يعرفون الحق، ويرحمون الخلق، وأئمة أهل السنة والعلم والإيمان فيهم العدل، والرحمة، والعلم، فيريدون للناس الخير. وجبر الخواطر كلمة مأخوذة من جبر العظام: أي إصلاحها، وإعادتها إلى وضعها السليم بوضع جبيرة عليها، وجبر كسره: أي أزال انكساره، بإصلاح شؤونه وتعويضه عما خسر. كلنا في حاجة لمن يجبر بخاطرنا، فنحن في أيام يكثر فيها المصائب والشدائد، ونحتاج لكلمة طيبة وابتسامة تجبر خواطرنا.. فلا نخسر شيئاً إذا جبرنا بخاطر مكسور وقلب حزين ومسحنا على عين دامعة، فهنيئاً للناس الذين تفردوا بتلك الصفة الجميلة في جبر خواطر الناس المكسورة. عمرو أبو العطا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©