«عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم»، هذا هو المقطع الأشهر فيما يردده الأطفال كل عام من الأهازيج الشعبية، احتفالاً بمناسبة حق الليلة، فالبيوت تتزين.. والأطفال سعداء وفي أجمل حلة.. والحلويات هنا وهناك.. نعم الكل سعيد والكل مبتهج.. ترى الجميع متساوين في الفرح والسعادة.. فاليوم هو فرحة الكبير والصغير وسعادة الجميع، والكل مبتهجون يوزعون ما لذ وطاب على الأطفال، مثل المكسرات والأكلات الشعبية والدراهم تماماً كما كان في جيل الطيبين.
جميل هو جيل الطيبين حين كانت الحياة بسيطة خالية من كل شائبة، فبالرغم من بساطتها كانت تحمل الكثير من السعادة، ومناسبة حق الليلة إحدى تلك المناسبات التي تحتفل فيها دولة الإمارات العربية المتحدة في النصف من شعبان، بعكس بعض الدول الخليجية الأخرى التي تؤجل احتفالاتها بحق الليلة إلى النصف من رمضان، وفي السنوات الأخيرة لاحظت مبالغة البعض في الاحتفال بها، حيث باتت احتفالاتهم فوق مستوى البسيط، فالموائد الوفيرة والمبالغة في اللبس والتنافس بين المنازل قد أفقد الجميع طعم استشعار السعادة، فقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تتنافس على من يكون بيته الأجمل في هذا اليوم، الأمر الذي قد يحزن البعض الآخر، فليست كل البيوت قادرة على توفير المصاريف، فالغاية إدخال الفرح والسعادة وليس التباهي والتفاخر أمام الملأ، فمثل هذه التصرفات تضايق الآخرين وقد تهدم علاقات فقط لأن فلاناً كان أفضل من غيره في مناسبة حق الليلة!
أتمنى أن تكون قلوبنا نقية محبة للجميع، تتمنى الخير لغيرها وتعيش على مبدأ آبائنا وأجدادنا وهي البساطة والسعادة ولو بالقليل من الشيء، أتمنى أن تمتلئ الأحياء السكنية بالأهازيج والفرح وأن يكون الفقير منا قبل الغني سعيداً فرحاً بهذا اليوم الجميع، أتمنى أن تتصافى القلوب والنفوس، حباً لله عز وجل، وطاعة له، فهي أيام جميلة ونفحات رمضان مقبلة علينا.
عدد اليوم
