الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«لوبان».. محاولات فاشلة لتعزيز «اليمين» الأوروبي

15 ابريل 2014 23:50
أنتوني فايولا باريس من مكتبها العادي بضواحي باريس، تقود «مارين لوبان» زعيمة حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف في فرنسا، مهمة تشكيل تحالف جديد من القوميين الأوروبيين، ولكن هذه المرة من خلال شن حملة للهجوم على صناديق الاقتراع. وقد قادت «لوبان»، محامية تبلغ من العمر45 عاماً وتهدف إلى وقف الهجرة، الجبهة الوطنية إلى تحقيق مكاسب تاريخية في الانتخابات المحلية التي أجريت الشهر الماضي، وذلك من خلال محو السمعة السيئة عن الحزب الذي أسسه والدها «جان ماري لوبان،» 85 عاما، الذي اعتبر يوما ما غرف الغاز النازية مجرد تفصيلة تاريخية للحرب العالمية الثانية وخسر في خمس محاولات لتولي رئاسة فرنسا. ولكن «مارين لوبان» تقدم، من خلال ظهورها عبر أنحاء البلاد، نسخة أكثر لطفاً للقومية التي أصبحت نموذجاً جديداً في جميع أنحاء أوروبا، حيث رفضت عنصرية والدها الواضحة، وهونت من شأن روابط الحزب السابقة بالعملاء النازيين. وفي كل الأوقات، تحاول «لوبان» الاستفادة من اليأس الاقتصادي المتزايد للدولة، وكذلك رد الفعل العنيف ضد الاتحاد الأوروبي. والآن، تضع «لوبان» نصب عينها جائزة أكبر، حيث تستعد الأحزاب القومية واليمينية المتطرفة من السويد إلى النمسا ومن بريطانيا إلى إيطاليا لتحقيق مكاسب قياسية في انتخابات البرلمان الأوروبي المقرر إجراؤها الشهر القادم. وتسعى «لوبان» لتوحيد مجموعة متنوعة من الأحزاب في تحالف غير عادي من القوميين المناهضين للاتحاد الأوروبي. معاً، سيعملون جميعاً لعودة الأمور لما كانت عليه في الماضي فيما يتعلق بالتكامل وفتح الحدود، وهي الأمور التي كانت تتميز بها أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، بحسب ما قالت «لوبان»، وأضافت: «أنتم تحكمون على الشجرة من ثمارها، وكل ثمار الاتحاد الأوروبي فاسدة». ولكن هذه الأحزاب، رغم ذلك، تتألف من القوميين، كما أن إقامة تحالف دولي من الكارهين للأجانب سيكون أمراً صعباً كما يبدو تماما. ففي قارة مليئة بالأحقاد القديمة وأشباح معارك الماضي، فإن العمل معا، بالنسبة للبعض، يعني تنحية عداوات طويلة جانبا. وعلى سبيل المثال، فإن حزب «جوبيك» اليميني المتطرف في المجر لا يزال منخرطا في حرب كلامية مع نظرائه في رومانيا وسلوفاكيا حول المناطق التي تتحدث المجرية في هذه الدول منذ تفكك الإمبراطورية النمساوية– المجرية. وفي الوقت نفسه، فإن اليمين المتطرف في إيطاليا على خلاف مع حزب «الحرية» في النمسا بشأن مصير «ألتو أديجي» وهي منطقة معزولة في شمال إيطاليا تتحدث الألمانية وظلت لسنوات موقعاً لصراع سياسي. وهناك مسألة أخرى تتعلق بمدى التغير الحقيقي الذي طرأ على الأحزاب الأخرى، وفي الواقع، حتى وإنْ كانت «لوبان» وشركاؤها الأوروبيون يسعون إلى طرح صورتهم كمتطرفين «يمينيين»، إلا أن كلماتهم تبدو دائماً وكأنها تقوض هذه الجهود. وقد أثار «خيرت فيلدرز،» أقرب حلفاء «لوبان» في هولندا، الغضب في بلاده الشهر الماضي بعد أن تعهد بقوة للمخلصين له بالعمل نحو «تقليل عدد المغاربة» في البلاد. وفي الأسبوع الماضي، أعلن البرلماني النمساوي اليميني «أندرياس مولتسر،» انسحابه من سباق الترشح لانتخابات البرلمان الأوروبي المقبلة عن حزب «الحرية» اليميني المحافظ بعد إساءته للاتحاد الأوروبي الذي يتألف من 28 دولة، حيث وصفه بـ«مجموعة من الزنوج»، كما وصف لوائحه بأنها أسوأ من لوائح «الرايخ الثالث» الألماني. ولكن «لوبان»، بعكس والدها الذي كان يتهم بمعاداته للسامية، تتهم بانتقاد الإسلام ومناصرة فكرة «الإسلاموفوبيا»، كما أنها تمادت مؤخراً، حيث ذكرت في مقابلة مع الإذاعة الفرنسية أنه يجب حظر تقديم وجبات خالية من لحم الخنزير للأطفال المسلمين واليهود في المدن والبلدات التي يسيطر عليها حزبها الآن. ورغم ذلك، ففي مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» بدت وكأنها تتراجع، قائلة: إنه سيتم تقديم وجبات تحتوي على لحم الخنزير وأخرى خالية منه في المدارس. ومع اتفاق الأحزاب «اليمينية» على القضية الأساسية، وهي ضرورة تخفيف العلاقات التي تربط الاتحاد الأوروبي، إلا أنها لا تزال على خلاف حول قضايا أخرى مثل زواج المثليين. كما أن سجل التعاون بين أعضاء اليمين المتطرف لا يبشر بالخير. فقد سعت هذه الأحزاب مراراً وتكراراً لبناء تحالفات في البرلمان الأوروبي، لكنها كانت تتفكك بسبب الشجار. يقول «سيمون هيكس»، أستاذ السياسة المقارنة بكلية لندن للاقتصاد: «إن القوميين يختلفون بالفطرة مع بعضهم البعض. فهم سواء وكل منهم يزعم أن بلاده هي أفضل بلاد العالم، ثم ينتهي الأمر بالشجار». لكن «لوبان» تصر على أن هذه المرة ستكون مختلفة، وأنها تعمل لتحقيق فوز كبير الشهر القادم. هذا أداء قوي للقوميين، حيث تشير استطلاعات الرأي في دول عديدة إلى إمكانية حدوث ذلك، وأن الأمر قد ينجح في جلب بعض من أشد المعارضين للاتحاد الأوروبي. يواصل البرلمان الأوروبي الذي يضم 751 مقعداً ومقره بـ«ستراسبورج»، فرنسا، اكتساب المزيد من القوة. وحتى في أفضل السيناريوهات بالنسبة لـ «لوبان» فمن غير المرجح أن يتمكن أي تحالف يميني من الإطاحة بتيارات الأغلبية وهي «يمين الوسط» و«يسار الوسط» بأوروبا. ولكن التصويت الذي يبدأ في 22 مايو ويستمر لأربعة أيام قد يجعل من اليمين المتطرف قوة أقوى في بعض القضايا مثل تشريعات الهجرة وحقوق الأقليات الدينية. وتحت شعار حماية الصناعات المحلية، يسعى ممثلو اليمين المتطرف لعرقلة مفاوضات التجارة الحرة، مثل معارضة أي محاولة للتصديق على اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة التي هي حاليا قيد التفاوض. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©