الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الصين تنجح قبل الامتحان!

الصين تنجح قبل الامتحان!
8 أغسطس 2008 23:43
''ابتسم فأنت في الصين''·· هكذا أصبح شعار الغالبية العظمى من الزائرين الوافدين إلى الصين قبل انطلاق فعاليات الدورة · واتفق معظم الزائرين سواء كانوا من الرياضيين أو الإعلاميين أو المشجعين على أن الصين نجحت بالفعل في التنظيم قبل أن تبدأ المنافسات الرياضية وتمنى الجميع أن تأتي الفعاليات الرياضية على المستوى نفسه سواء كان من الناحية الرياضية التنافسية أو التنظيمية والإدارية· وإذا حدث ذلك بالطبع يتوقع الوافدون على الصين أن تصبح تلك الدورة هي الأكثر نجاحاً على مدار التاريخ الأولمبي حتى الآن· والحقيقة أن الصينيين لم يتركوا شيئاً للصدفة أو للحظ فكل شيء وضعت له حسابات خاصة منذ وصول الزائر إلى مطار بكين ومروراً بجميع الأنشطة اليومية التي يمارسها· ويتفق الرياضيون المقيمون داخل القرية الأولمبية في العاصمة الصينية بكين على أنها بالفعل الأفضل من بين القرى الأولمبية التي شهدتها الدورات الأخيرة حتى أنها تعتبر طفرة حقيقية في التاريخ الأولمبي· ولا يختلف اثنان على أن ما توفره الصين من إمكانات لضيوفها في هذه القرية يرتقي لدرجة الخدمات الفندقية الفائقة· ولا تتوقف تلك الإمكانات على الموارد المادية والملموسة وإنما تمتد أيضاً لتشمل الخدمات المعنوية فمن الصعب أن يجد ضيوف القرية الأولمبية أي ركن من دون وجود أكثر من متطوع ينتظر لتلبية مطالب الضيوف بل إنه يتقدم بالفعل لعرض خدماته من دون أن يطلب منه ذلك· وأدى توافر المتطوعين بأعداد هائلة في القرية الأولمبية وخارجها وفي كل مكان يمكن ارتياده على راحة شديدة بين جميع الضيوف وإن وجد البعض صعوبة في التعامل مع المتطوعين من ناحية الفهم الصحيح للغة لكن الأمور تنتهي على الأقل من خلال الإشارات وهو أمر طبيعي في ظل اختلاف طبيعة اللغة الصينية تماماً عن نظيراتها في معظم أنحاء القارة الآسيوية والقارات الأخرى· ووفرت الصين أسطولاً ضخماً من السيارات مختلفة الأحجام لنقل ضيوفها بين المواقع الأولمبية· وبمجرد الوصول على مطار بكين يدرك الزائر أنه على أرض دولة ذات إمكانات مادية وبشرية رائعة ويظهر ذلك من روعة المنشآت والنظافة الفائقة في كل مكان بالإضافة إلى توافر سبل النقل والمواصلات· ولا يفسد ذلك سوى ارتفاع نسبة الرطوبة وكذلك نسبة التلوث والتي تشكل غيوماً تحجب الرؤية بوضوح للمنشآت الواقعة على بعد كبير وإن أكد بعض من سبق لهم زيارة الصين في فترات ماضية أنها أصبحت أقل مما كانت عليه سابقاً وهو ما يدل على الجهود الكبيرة المبذولة في هذا المجال من قبل المنظمين· وعلى الرغم من أن أسطول النقل الضخم والرائع الذي توفره الصين لزائريها من أجل التنقل من المطار إلى جميع المواقع الأولمبية لا يشعر أياً من الزائرين بالزحام الذي كان إحدى المشاكل التي تخيف المشاركين في أولمبياد بكين بل وكانت تثير القلق لدى المنظمين أيضاً· ونجحت الإجراءات التي اتخذتها بكين قبل عدة أسابيع لتوفير السيولة المرورية في شوارعها فلا تكاد أي سيارة تقف في أي إشارة مرورية أكثر من ثوانٍ معدودة· والأكثر من ذلك أن المسؤولين عن المرور خصصوا حارات خاصة في بعض الشوارع الكبيرة لمرور السيارات التي تحمل زائري الاولمبياد سواء كانوا من المسؤولين أو الاعلاميين أو الرياضيين لكن مع التزام الجميع بقوانين المرور التي لا يراقبها رجال الشرطة وإنما تراقبها الكاميرات التلفزيونية المثبتة في كل مكان حفاظاً على قواعد النظام العام· وإلى جانب السيولة المرورية لا يشعر الزائرون بأنهم في أكبر دول العالم من حيث التعداد السكاني حيث يبلغ تعداد الصين نحو 3ر1 مليار نسمة منهم أكثر من 15 مليون نسمة في العاصمة بكين لكن الشوارع تكاد تخلو من المارة معظم فترات اليوم· ودفع ذلك البعض إلى الاستفسار عن عدم وجود الصينيين بالكثرة والكثافة التي توقعوها قبل الحضور إلى الصين وقال البعض مازحاً إن الصينيين اختفوا أو هجروا المدينة انتظاراً لانطلاق حفل الافتتاح· وتشهد منشآت العاصمة الصينية طفرة حقيقية في النواحي العمرانية فجميع المنشآت والمباني السكنية والإدارية والرياضية من المنشآت الحديثة بل إن الكثير منها يمثل تحفة معمارية· وليس أدل على ذلك من القرية الإعلامية التي أنشئت على الطراز الحديث حيث تضم عدداً من الأبراج الشاهقة المجهزة بجميع الإمكانات التي توفر للوفود الإعلامية كل سبل الراحة مثلما هو الحال بالنسبة للاعبين وأفراد البعثات في القرية الأولمبية· وقال محمد شاهين رئيس البعثة المصرية في أولمبياد بكين إن الامكانات الهائلة التي توفرها الصين لاستضافة وخدمة المشاركين والزائرين خلال فترة الدورة تمثل نقلة حضارية هائلة وتؤكد نجاح الصينيين تنظيمياً وتبقى المنافسة في أيدي اللاعبين· أكد شاهين أن كل شيء واجهته البعثات المشاركة في الدورة حتى الآن يدل على التنظيم الجيد· كما أكد طاهر التركي رئيس البعثة التونسية في الأولمبياد أنه لم يشهد مثل هذا التنظيم الرائع والخارق من قبل· وأوضح أنه حضر من قبل أولمبياد برشلونة 1992 وأتلانتا 1996 وكأس العالم 2006 بألمانيا ولكنه شاهد في الصين ما لم يشاهده سابقاً وإذا ظل التنظيم على ما هو عليه حتى نهاية الدورة في 24 أغسطس الحالي سيكون هذا الأولمبياد بمثابة تاريخ جديد ومعيار جديد للدورات الأولمبية اللاحقة· وأضاف أن شعب الصين يتميز بالنظام وأن البعض رأى سابقاً أن زيادة تعداده ستكون أمراً سلبياً لكن التنظيم الحالي أكد أن التعداد الكبير للصين من الأمور الإيجابية بالفعل وأكثر ما يبهر هو أن المتطوعين يعرضون خدماتهم من دون الانتظار حتى تطلب منهم·
المصدر: بكين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©