الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التاجر الصغير» تضع طاقات إماراتية شابة على طريق المال والأعمال

«التاجر الصغير» تضع طاقات إماراتية شابة على طريق المال والأعمال
4 ابريل 2013 20:13
تغرس مسابقة التاجر الصغير في دورتها التاسعة روح الابتكار في نفوس الشباب من خلال تقديم مشروعات إبداعية تعتمد على دراسة تفصيلية بما يظهر مهاراتهم الفردية في مجال ريادة الأعمال، وذلك تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، في إطار أهداف مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إحدى مؤسسات دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، الساعية إلى خلق بيئة إيجابية تشجع على الاستثمار في أوساط الشباب ومن ثم تشجيعهم على المغامرة بإنشاء مشروعات تنمي الجانب الاقتصادي لديهم بتدشين مسابقة التاجر الصغير للعام 2013 وإقامتها في ثلاثة مواقع مختلفة في كل من إمارات أبوظبي ودبي ورأس الخيمة. البداية كانت في أبوظبي وتحديداً في مركز المارينا مول حيث تجمع نحو 200 طالب وطالبة حول محال تجارية صغيرة، تسلموها من أصحاب المشروعات، ليشرعوا بترتيب بضائعهم حتى يتسنى لهم عرضها بطريقة جاذبة أمام زوار المركز. واللافت أن التجار الشباب بدت على وجوههم علامات الترقب والحذر أمام هذا الحدث المهم الذي يعد اختباراً حقيقياً لهم في أول مواجهة مباشرة لهم مع سوق العمل، وعلى الرغم من هذه حال أكثرهم، إلا أنهم كانوا في حالة من التحفز من أجل النجاح في هذه التجربة الفريدة التي من الممكن أن تصنع منهم تجاراً كباراً في المستقبل، حيث إن هذه المسابقة تقام للمرة الأولى في إمارة أبوظبي، خصوصاً بعد النجاح الذي حققته على مدار السنوات الماضية وتزايد الإقبال على المشاركة من قبل الشباب واليافعين. استقطاب كبير حول طبيعة المسابقة التي استقطبت أعدادا كبيرة من الشباب الإماراتيين، توضح المنسق العام لمسابقة التاجر الصغير نسرين الهرمودي أن المسابقة كانت تقام في السنوات الماضية في إمارة دبي وكانت تستقطب الطلبة والطالبات في المرحلة الثانوية حيث يشارك في كل مشروع من ثلاثة إلى أربعة طلاب بهدف إذكاء روح المشاركة، كما أنه يحق لطالب واحد الانفراد بمشروع دون مشاركة أحد. وتضيف «نظراً لتزايد الطلب على المسابقة من الطلاب تمت إضافة فئة طلاب الجامعة لإتاحة الفرصة لهم في تقديم مشروعات مبتكرة تظهر حقيقية قدراتهم التجارية، ومدى مهاراتهم الاستثمارية مع حساب عاما الربح والخسارة». وتلفت إلى أن أغلب المشروعات التي قدمت في السنوات الماضية كانت ذات مستوى عال من حيث إعداد دراسة الجدوى ومراحل التنفيذ. وفي إطار التسهيل على أبناء الدولة حددت مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة أربعة أيام لأبناء إمارة أبوظبي حتى يقدموا مشروعاتهم المختلفة، ويبرزوا أنشطتهم التجارية المتنوعة ويخوضوا غمار السوق، ومن ثم يظهروا قدراتهم وملكاتهم الإبداعية في التعامل مع الجمهور بشكل مباشر. وبالنسبة للمشاركات من المنطقة الغربية ومدينة العين، تذكر الهرمودي أن مجموعة كبيرة من الطلاب سجلوا حضوراً كثيفاً، وكانت مشاركاتهم متميزة حيث إن نسبة مشاركة المواطنين بلغت 85% من أجمالي عدد التجار الصغار، فيما بلغت أعداد المشروعات 100، وهذا يثبت أن الأعمال التجارية الوطنية مبدعة وأن أصحابها شباب واعدون سيكونون في المستقبل تجاراً يتعاملون مع آليات سوق العمل بمنتهى المهارة والاحترافية، وهو ما تسعى إليه المسابقة في دورتها التاسعة، حيث إن التاجر الصغير ليس مجرد فتى أو فتاة في مقتبل العمر لكنه مستثمر يبدأ حياته العملية بخطوة أولية من أجل تثبيت أقدامه في مجتمع ريادة الأعمال ليستكمل بعد ذلك خطواته بثقة حتى يكون عنصراً منافساً في المستقبل القريب، ومن ثم يستكشف بنفسه العقبات ويعمل على تخطيها فيكتسب الخبرات ويمتلك أدواته بطرق عملية. مهارات فردية حول عمل المسابقة في مركز «المارينا مول»، تقول الهرمودي «قصدنا من إقامة المسابقة في أحد المراكز التجارية المهمة في أبوظبي كان أن يجد الشباب أنفسهم في سوق حقيقي يتوافد عليه الجمهور من كل مكان ما يخلق لديهم إحساس بأنهم تجار، وعليهم أن يثبتوا جدارتهم في عرض منتوجاتهم، ومن ثم الترويج لها وجذب الجمهور بصورة عملية تعتمد على إبداع كل واحد منهم ومهاراته الفردية في استقطاب الزبائن وتحفيزهم على الشراء، مؤكدة أن الجهة الراعية وفرت لهؤلاء الشباب موقعا فريدا وبشكل مجاني حتى تجنبهم دفع تكاليف باهظة نتيجة العرض في مثل هذا المركز. وتضيف «من جانب آخر لم نقم مشروعاتهم في معارض منعزلة حتى تكون التجربة واقعية وسط العديد من المحال التجارية صاحبة الأسماء الكبيرة، ومن هنا يكتسب كل طالب أهمية خاصة ويشعر أنه يجرب مشروعه في بيئة استثمارية جاذبة، وقد شهد الجميع مدى الإقبال على مشروعات الشباب من مختلف الجنسيات والفئات العمرية حيث إن بعضهم لم يصدق أن الجمهور سيكون كثيفاً رغماً أنه جمهور غير مدعو بصورة رسمية إذ أن أغلب الناس جاؤوا مصادفة أثناء تجولهم داخل المول». وفي أحد المحال التي استقطبت العديد من الزوار وقف سعيد الهاملي يشرح للجمهور فكرة مشروعه الذي حمل اسم «الفنر المستدام»، الذي يعتمد على الطاقة الشمسية، فقد عمل مع زملائه راشد الجنيبي وأحمد الراشدي وسلطان الحمادي على صناعة مجسمات تراثية مثل الجرة المصنوعة من الخزف والمفرغة من جميع جوانبها بطريقة مبدعة تظهر عبق الماضي وجماله، ثم حصن خشبي وبرجيل من الخشب أيضاً. ويبين الهاملي أن المجسمات مثبت عليها بطاريات تعمل على تخزين حرارة الشمس وضوئها طوال ساعات النهار، وعند الغروب تضيء هذه المجسمات تلقائياً طوال الليل ما يسهم في توفير الطاقة المستدامة بشكل طبيعي من دون كلفة وتلوث في الوقت. أفكار ريادية تدرس مريم سالم الشاعر في جامعة زايد، وقد حرصت على أن يكون مشروعها مميزاً يخدم السياحة في الإمارات بشكل جيد حيث اعتمدت في فكرتها التي حملت عنوان «عكس أبوظبي» (عكس باللهجة المحلية تعني الصورة على كاميرا) على خلفيات لمواقع سياحية في الإمارات حيث يرتدي السائح ما يناسبه من الأزياء التراثية بالدولة يأخذ لقطة فريدة تكون بحوزته في كل مكان يذهب إليه ما يترك عنده ذكرى طيبة للدولة ويظل على ارتباط وثيق بها. ولم يكن سعود الحمادي (14 سنة) من أصحاب المشروعات العادية في هذه المسابقة التي أظهرت إبداعات الشباب الإماراتي إذ أن محله استقطب العديد من الزوار، خصوصاً الأطفال، حيث يصمم لهم الكلمات التي يحبونها ويطرزها على قمصانهم بشكل بديع، وقد تجاوب معه زوار المعرض والتفوا حوله لمعرفة تفاصيل مشروعه. ويشير الحمادي إلى أنه جاء وأخوه أحمد من إمارة الشارقة للمشاركة في هذه المسابقة بين أحضان مدينة أبوظبي حيث نجح مشروعهما هذا في الشارقة، ومن ثم أرادا أن يتعرفا على حجم الإقبال عليه في هذه الإمارة المتألقة، وهما يشعران أن النجاح حليفهما. من جهتها، قدمت فاطمة الحميري (20 سنة)، التي تدرس في جامعة زايد، مشروعا تراثيا محضا يعتمد على منتوجات من الخوص، وأطلقت على المشروع اسم «الفراشة» حيث تنوعت معروضاتها من سلال المصنوعة من الخوص وبأشكال وأحجام مختلفة ولها استعمالات متعددة سواء حياة الإماراتيين قديماً أو حديثاً. وتلفت إلى أن السياح والمقيمين والمواطنين أقبلوا بصورة كبيرة على شراء منتوجاتها، حيث أكدت أن أمها هي التي صنعت هذه المنتوجات، وقد شاركتها حتى تتقن هذا النوع من الأعمال التي تعتمد على الخوص في كل شيء. إبراز المواهب يؤكد وكيل الوزارة لقطاع الشؤون المحلية بوزارة شؤون الرئاسة سعيد محمد المقبالي أن رعاية هذا الحدث تأتي ضمن توجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة التي يحث فيها على تمهيد كل السبل أمام إطلاق المواهب، وتبني الطاقات بما يعزز من المشاركة الوطنية للمواطنين بكافة فئاتهم العمرية، ويسهم في مسيرة التمكين». Wويضيف أن «مسابقة التاجر الصغير تعد أحد السبل المهمة لإظهار مواهب الطلبة في مراحل الدراسة ما يسهم في التفات المؤسسات المعنية إلى مواهبهم وطاقاتهم، وتبنيها وصقلها ما يضع اللبنات الأساسية لتمكين هذه الفئة العمرية من تحديد طريقها للمستقبل، ويسهم في إعداد جيل يحمل المهارات الأساسية اللازمة لدخول عالم الأعمال والاقتصاد». ويوضح المقبالي أن رعاية وزارة شؤون الرئاسة لمسابقة التاجر الصغير تندرج ضمن أنشطة المشروع الاستراتيجي في الوزارة «البرنامج الوطني لدعم المنتج المحلي»، الذي يشرف عليه قسم دعم المجتمع في قطاع الشؤون المحلية، ويعمل البرنامج على توحيد الجهود لتنفيذ توجيهات القيادة لتعزيز قدرة المواطنين على الإنتاج والعمل في المجالات الاقتصادية وتعزيز مكانة المنتج الوطني، مؤكدا أن وزارة شؤون الرئاسة ومن خلال البرنامج الوطني لدعم المنتج المحلي أولت اهتماماً كبيراً لمنتجات المواطنين فأقامت عدداً من المعارض أهمها المعرض الوطني للأسر المنتجة في أبوظبي والعين، وسيقام المعرض ذاته هذا العام في دبي، كما أن هناك مشاريع مخصصة للمواطنين الذكور بالإضافة إلى رعاية الوزارة من خلال هذا البرنامج لعدة فعاليات ومعارض تدعم المنتجين المواطنين في مختلف مجالات الإنتاج، وقام البرنامج بتأسيس ودعم شبكات وطنية بين المؤسسات المعنية بمشاريع ومنتجات المواطنين تقوم على توحيد الجهود، وفتح آفاق أوسع لتناقل الخبرات والفرص بين المواطنين أصحاب المشاريع متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، حاثا الأسر والمدارس على الاستفادة من هذه المبادرة لتنمية قيمة العمل والإنتاج لدى الطلبة. ريادة الأعمال أكد الشيخ أحمد بن صقر القاسمي، رئيس دائرة الجمارك والموانئ، رئيس هيئة المنطقة الحرة برأس الخيمة؛ حرص الهيئة على دعم مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ودعم مسابقة التاجر الصغير لعام 2013، والتي تأتي تماشيا مع أهداف واستراتيجية الهيئة التي ترمي إلى تشجيع روح الريادة في الأعمال، واحتضان المواهب الشابة، وتعزيز روح المبادرة فيما بينهم، وفتح المجال أمام الكوادر الوطنية الشابة للولوج إلى عالم الأعمال، والاستفادة من الفرص والتسهيلات المتاحة في سبيل الارتقاء بالمستوى الاقتصادي للدولة. «بصمة إبداع».. مشاركة متأخرة أثناء تجول حمدان العامري في مركز المارينا مول بغرض التسوق، وهو طالب في المرحلة الثانوية ومن سكان العين، لفت نظره وجود محال تجارية يديرها طلبة إماراتيون في ظل وجود لافتة كبيرة كتب عليها «مسابقة التاجر الصغير» فتوجه إلى المنظمين وتحدث إليهم عن رغبته في المشاركة، بمشروع صغير ورغم أن باب المشاركة في المسابقة أغلق إلا أنهم أبدو مرونة معه، وسمحوا له بالمشاركة في اليوم التالي. إلى ذلك، يقول العامري «أنا أكتب قصصاً قصيرة وأتمنى أن أكون أديباً مشهوراً في المستقبل، وأول قصة قصيرة كتبتها كانت بعنوان «سراب الليالي»، وقد عرضتها على أساتذة اللغة العربية بالمدرسة وأشادوا بها وأخبروني بأنني سأكون أديباً في المستقبل، ما حفزني على طباعة مجموعة قصصية تعالج مشكلات الأطفال وهي بعنوان «بصمة إبداع»، وعندما شاهدت المسابقة رغبت بالمشاركة بهذه المجموعة التي طبعت منها أعداداً ككتب وأخرى على هيئة أقراص مدمجة».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©